النظام الإيراني في حرج: بالأمس رفض الحجر الصحي على “قم” واليوم يغلق محافظات

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

وفي الوقت الذي كان ينتشر فيه يوما بعد يوم الفيروس القاتل كورونا في إيران، لم تتوقف الرحلات الجوية بين إيران والصين، التي وصفت بمركز كورونا في العالم. كما أن مسؤولي وزارة الصحة الإيرانية رفضوا فرض الحجر الصحي على مدينة قم التي كانت المركز الرئيسي لتفشي كورونا في البلاد.

فقد تم فجأة الإعلان عن أنباء انتشار فيروس كورونا ووفاة عدد من المواطنين في مدينة قم بإيران، دون أن تصدر وسائل الإعلام الإيرانية تقريرًا عن الأشخاص المصابين بالفيروس. وهذا السلوك دفع الكثيرين إلى اتهام الجمهورية الإسلامية بـ”التكتم”، و”التقليل” من أزمة كورونا في إيران.

فقد عارض المسؤولون بشدة، قبل ثلاثة أسابيع، بعد  الإعلان الرسمي عن تفشي فيروس كورونا في قُم، فرض الحجر الصحي عليها.

وقد اتهم رئيس مجموعة العمل الخاصة بإيران في الخارجية الأمريكية، براين هوك، السلطات الإيرانية بالكذب على شعبها في قضية فيروس كورونا، وأعرب عن أسفه بسبب رفض طهران عرض واشنطن تقديم المساعدة.

وكانت إيران قد رفضت مقترحًا أمريكيًا بتقديم مساعدات لمواجهة فيروس كورونا واعتبرته “لعبة سياسية نفسية”.

وقد ارتفع عدد ضحایا الکوادر الطبية المتوفین بسبب کورونا في إيران إلی 8 أشخاص. إلى جانب وفاة عدد من المسئولين والسياسيين بسبب هذا الفيروس القاتل.

يبدو أن النظام الإيراني في حرج أمام شعبه، فبعد أن رفض فرض الحجر الصحي على مدينة قم، لأسباب واهیة، انتشر المرض إلى مدن أخرى ویعرض حياة الملايين للخطر. وفي ظل التلاعب السياسي للنظام وعجز الحكومة الصحي، بدأت تخرج عبارات تخفف من وطأة الأزمة؛ مثل “الأنفلونزا الموسمية أشد قتلا، إيران ضحية العقوبات، الفيروس كورونا صناعة أمريكية، الأوروبيون يقولون: إن مراكز إيران الصحية الأفضل، الخوف من كورونا خطة غربية لتعطيل التنمية وإسقاط منجزات الثورة”.

والحقيقة أن هذه العبارات التي ترددها وسائل الإعلام والصحف الإيرانية، لم تعد تشغل الشارع الإيراني الذي يشعر أن النظام يحتاج إلى من يحميه، وليس مهمته حماية الشعب الإيراني.

حظر التنقل بين المحافظات

وقد زادت معاناة الشعب الإيراني، بعدما أغلقت السلطات الإيرانية مداخل المحافظات الشمالية الثلاث، کلستان ومازندران وکيلان، وبدأت فرض الرقابة والقيود على دخول السيارات والمسافرين في 14 محافظة أخرى.

وقد شمل التقييد كلاً من محافظة قزوين وخراسان الرضوية، وأصفهان، ومركزي، وکلستان، وقزوين، وكرمان، وعيلام، وفارس، وکهكیلویه وبویرأحمد، وهمدان، وكردستان، وكرمانشاه، وزنجان.

في الوقت نفسه، أعلن محمد حسين قرباني، ممثل وزير الصحة بمحافظة كيلان، عن إمكانية استخدام “القوة القسرية” لتنفيذ الحجر الصحي المنزلي في المحافظة.

وقال قرباني -الذي تم تعيينه الجمعة 6 مارس/ آذار 2020، بعد إقالة مهدي شادنوش، ممثلاً کامل التفويض عن وزير الصحة بمحافظة کيلان- “الطريقة الوحيدة لقطع سلسلة فيروس كورونا والسيطرة عليه هي إبقاء الناس في المنازل، وإذا لم يهتم الناس بذلك، فقد نضطر إلى استخدام القوة القسرية لفرض الحجر الصحي المنزلي”.

والمحافظات الثلاث، کيلان ومازندران وکلستان، التي فرضت حظرًا صارمًا على دخول السيارات والمسافرين من بين المحافظات التي تفشيى فيها فيروس كورونا على نطاق واسع.

ولكن من بين المحافظات الثلاث، فإن الوضع في کيلان أسوأ، حيث تم اكتشاف إصابة مئات حتى الآن بفيروس کورونا، في حين مات عشرات منهم طبيبان وثلاثة ممرضين.

ومع ذلك، لم يتم تطبيق أي قيود أو حواجز على الدخول إلى قُم، المركز الرئيسي لانتشار فيروس كورونا في إيران. وبالنسبة لمخارج المدينة، تم نشر فرق تابعة لجامعة العلوم الطبية، وبعد قياس الحمى يتم السماح للأفراد بمغادرة المحافظة.

كما تم إغلاق جميع مداخل محافظات كيلان ومازندران وکلستان في شمالي إيران. قال المسؤولون في المحافظات الثلاث، إنهم لن يسمحوا بدخول السيارات التي تأتي من المحافظات الأخرى. 

في إيران، التي تعد واحدة من النقاط الرئيسية لتفشي فيروس كورونا، طبقًا لإحصاءات وزارة الصحة الایرانیة، تم تسجيل وفاة أکثر من 120 شخصًا،  وإصابة 4700 شخص.

يعتقد كثيرون أنه وفقًا للأطباء والممرضات بمدن مختلفة من إيران، فإن عدد المصابين والضحايا بفيروس کورونا في إيران أکثر من الإحصاءات الرسمية.

ربما يعجبك أيضا