الولايات المتحدة تتهم الصين بمحاولة تقويض القضاء الأمريكي

آية سيد
الولايات المتحدة تتهم الصين بالتجسس لصالح هواوي

كشفت وزارة العدل الأمريكية عن 3 قضايا منفصلة تنطوي على جهود تأثير صينية خبيثة، متورط بها ضباط استخبارات ومسؤولين حكوميين صينيين، وسط تحذيرات من تهديدات الأمن القومي التي تفرضها الصين.


اتهمت السلطات الأمريكية ضابطي استخبارات صينيين، بمحاولة عرقلة تحقيق جنائي متعلق بشركة “هواوي” الصينية.

وحسب ما كشف المدعون الأمريكيون، أمس الاثنين 24 أكتوبر 2022، حاول الضابطان الصينيان رشوة مسؤول في هيئة إنفاذ قانون أمريكية للحصول على معلومات بشأن القضية الجنائية الأمريكية ضد شركة الاتصالات الصينية العملاقة “هواوي”.

عمليات استخبارات أجنبية

وفق ما أوردت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، اتُهم الضابطان الصينيان، جوشون هي، وزينج وانج، في شكوى جنائية فيدرالية في بروكلين الأسبوع الماضي، وكُشف عنها أمس الاثنين. وفي حين لم تحدد أوراق الاتهام اسم شركة الاتصالات الكائنة في الصين، قال أشخاص مطلعون إنها “هواوي”.

وجاء في الشكوى أن هي ووانج ضابطا استخبارات صينيان ينفذان عمليات استخبارات أجنبية ضد الولايات المتحدة، نيابة عن الحكومة الصينية، لصالح “هواوي”. وأفاد المدعي العام الأمريكي، ميريك جارلاند، في مؤتمر صحفي، بأن الموظف الأمريكي الذي حاولا تجنيده كان عميلًا مزدوجًا يعمل بإشراف مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي).

تفاصيل القضية

تعود القضية الأساسية إلى 2018، عندما اتهام “هواوي” بتضليل بنك “إتش إس بي سي” وغيره من البنوك بشأن عملها في إيران، الخاضعة للعقوبات الأمريكية، حسب ما أوردت وكالة أنباء “رويترز“.

وفي 2020، أُضيفت تهم أخرى إلى القضية، مثل التآمر لسرقة أسرار تجارية من 6 شركات تكنولوجية أمريكية، ومساعدة إيران في تعقب المحتجين في أثناء تظاهرات مناهضة للحكومة في 2009.

دفع الرشوة

زعمت الشكوى ضد هي ووانج أنهما حاولا الحصول على معلومات سرية تتعلق بالشهود، والأدلة وأي تهم جديدة محتملة قد تواجهها “هواوي” في القضية المذكورة، عن طريق محاولة تجنيد موظف أمريكي في هيئة إنفاذ القانون، حسب “رويترز”.

ومنذ أكتوبر 2021، دفع هي ووانج للمجند 14 ألف دولار ومجوهرات بقيمة 600 دولار، وما يساوي 41 ألف دولار من عملات البيتكوين المشفرة، في مقابل الحصول على معلومات سرية عن تحقيق وزارة العدل والملاحقة الجنائية للشركة.

قضايا أخرى

كان هي ووانج ضمن 13 مواطنًا صينيًّا قالت وزارة العدل الأمريكية إنهم متهمون في 3 قضايا منفصلة، تنطوي على جهود تأثير صينية خبيثة. وبحسب جارلاند، تتهم القضية الثانية 4 مواطنين صينيين من نيوجيرسي بإدارة حملة استخباراتية استمرت لعقد لتجنيد الأفراد، وتتهم القضية الثالثة 7 آخرين بمضايقة صيني بأمريكا لإجباره على العودة إلى الصين.

وذكرت “رويترز” أن 10 من المتهمين الـ13 ضباط استخبارات ومسؤولون حكوميون صينيون، وجميعهم لا يزالون طلقاء عدا اثنين، لافتةً إلى أن الولايات المتحدة ليست لديها اتفاقية لتسليم المطلوبين مع الصين.

التدخل في شؤون الدول الأخرى

قال المدعي العام الأمريكي، ميريك جارلاند: “كانت هذه محاولة فاضحة من ضباط الاستخبارات الصينية لحماية شركة صينية من المساءلة وتقويض نزاهة نظامنا القضائي”، مشددًا على أن وزارة العدل لن تتساهل مع محاولات أي قوة خارجية لتقويض سيادة القانون في الولايات المتحدة، وفق ما نقلت “وول ستريت جورنال”.

وفي السياق ذاته، قال مدير الـ”إف بي آي”، كريستوفر راي: “في القضايا الـ3، وفي الآلاف غيرها، وجدنا أن الحكومة الصينية تهدد الأعراف الديمقراطية الراسخة وسيادة القانون، وتعمل لتقويض الأمن الاقتصادي الأمريكي وحقوق الإنسان الأساسية”، مضيفًا أن بكين “تتدخل في شؤون الحكومات السيادية بالعالم متى كان ذلك مناسبًا لها”.

توقيت الكشف عن القضايا

تأتي هذه الإجراءات القانونية في وقت حساس سياسيًّا للصين، التي أنهت لتوّها مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني الحاكم بالإعلان عن تمديد حكم الرئيس، شي جين بينج، لولاية ثالثة تاريخية، حسب “وول ستريت جورنال”.

وتأتي أيضًا قبل أسابيع من اللقاء المرتقب بين شي والرئيس الأمريكي، جو بايدن، في آسيا، والذي سيكون أول لقاء وجهًا لوجه بين رئيسي البلدين ووسط العلاقات الثنائية المتضررة في الكثير من الجبهات. وفي هذا الصدد، لم يربط مدير الـ”إف بي آي” توقيت القضايا ببداية الولاية الثالثة للرئيس الصيني، قائلًا: “نحن نرفع القضايا عندما تكون جاهزة”.

تحذيرات من التهديد الصيني

حذر مسؤولو إنفاذ القانون الفيدراليون لسنوات من تهديدات الأمن القومي التي تفرضها الصين، مثل التجسس البشري والسيبراني، وسرقة الملكية الفكرية للشركات، والجهود الرامية إلى التأثير في صنع السياسات الأمريكية عبر الوسائل العلنية والسرية، وفق “وول ستريت جورنال”.

ولسنوات عديدة، اتهم المسؤولون الغربيون “هواوي” بأنها تهديد بارز يمكن للحكومة الصينية تسليحه لأغراض التجسس السيبراني أو عمليات الاختراق المحتملة. ويشار إلى أنه في يوليو الماضي، فتحت إدارة بايدن تحقيقًا مع شركة “هواوي” بسبب مخاوف متعلقة بالتجسس على القواعد العسكرية الأمريكية.

ربما يعجبك أيضا