الرئيس الصيني يؤمن ولاية ثالثة ويعزز قيادة حزبه بالموالين

آية سيد

عزز الرئيس الصيني قيادة حزبه بمجموعة من الموالين المستعدين للدفاع عنه، وتوسيع نفوذ الدولة على الاقتصاد ودعم الأمن القومي.


أنهى الحزب الشيوعي الصيني مؤتمره 20 بالإعلان عن فوز الرئيس الصيني، شي جين بينج، بولاية ثالثة.

وعزز الزعيم الصيني قيادة حزبه بمجموعة من الموالين المستعدين للدفاع عنه، وتوسيع نفوذ الدولة على الاقتصاد ودعم الأمن القومي، وفق تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، السبت 22 أكتوبر 2022.

مرحلة جديدة من الاستبدادية

بحسب التقرير، افتتح شي مرحلة جديدة من حكمه الاستبدادي بمجموعة من الانتصارات، بنهاية مؤتمر الحزب يوم السبت، فلقد سارع بإحالة مسؤولين بارزين من تيار سياسي أكثر اعتدالًا إلى التقاعد، وجعل حلفاءه يهيمنون على القيادة الجديدة، وأبقى المسؤولين الذين شجعوا نهجه القوي في الدبلوماسية والجيش.

وفي هذا الشأن، قال محلل السياسة الصينية في “أوراسيا جروب”، نيل توماس: “لقد دخلت الصين عصرًا جديدًا من حكم شي”، موضحًا أن النتيجة تعني “المزيد من الدعم لسياسات شي، ما يعني تركيز أقوى على السيطرة السياسية، وسيطرة الدولة على الاقتصاد، والدبلوماسية الحازمة”.

الرئيس الصيني يعزز قيادة حزبه بالموالين

تعزيز السلطة

منذ تولِّي شي جين بينج زعامة الحزب الشيوعي الصيني في أواخر 2012، شرع في تطهير المنافسين المحتملين، وسحق المعارضة وإعادة تأكيد الدور المركزي للحزب في المجتمع الصيني، وفق التقرير. وقال بينج إن الصين ستواصل تحديث جهاز الأمن القومي.

وأضاف، في خطابه الافتتاحي أمام مؤتمر الحزب يوم الأحد الماضي، أنه سيمضي قُدمًا في تحصين الصين ضد عدد هائل من المخاطر المتصورة، ويشمل هذا تكثيف الجهود لتحويل الصين إلى قوة تكنولوجية رائدة، وتقليل الاعتماد على المعرفة الغربية.

تعديل ميثاق الحزب

عزز الرئيس الصيني مكانته عندما وافق المؤتمر على إجراء تعديلات على ميثاق الحزب، وقواعده التأسيسية، لرفع مستوى سلطته. وبحسب التقرير، ذكر بيان صادر عن الاجتماع أن قيادة شي كانت ضرورية لـ”استئصال المخاطر الجسيمة الموجودة داخل الحزب، والدولة والجيش”.

وشملت التعديلات أيضًا “معارضة واحتواء استقلال تايوان”، وفق ما أوردت شبكة “سي إن إن“. ولفت تقرير “نيويورك تايمز” إلى أنه من غير المرجح أن يواجه شي اعتراضات على سياساته، بعد موافقة المؤتمر على القائمة الجديدة لأعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، التي يجري اختيار كبار قادة الصين منها.

اختيار أعضاء اللجنة الدائمة

بحسب وكالة “شينخوا” الصينية، جرى انتخاب أعضاء اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي في الجلسة الأولى للجنة المركزية التي عُقدت، اليوم الأحد 23 أكتوبر، وهؤلاء الأعضاء هم شي جين بينج، ولي تشيانج، وتشاو له جي، ووانج هو نينج، وتساي تشي، ودينج شيويه شيانج، ولي شي.

وحضر الجلسة، التي ترأسها شي، 203 أعضاء في اللجنة المركزية، وشهدت تعيين شي رئيسًا للجنة العسكرية المركزية للحزب الشيوعي الصيني. وتشير التوقعات إلى أن الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني في شنجهاي، لي تشيانج، سيخلف لي كه تشيانج في منصب رئيس الوزراء، بحسب صحيفة “الجارديان” البريطانية.

الرئيس الصيني يعزز قيادة حزبه بالموالين

الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني في شنجهاي، لي تشيانج

واقعة غريبة

شهد مؤتمر الحزب واقعة غريبة عندما غادر الزعيم السابق، هو جينتاو، بنحو غير متوقع. وبحسب تقرير “نيويورك تايمز”، كان “هو” يجلس بجانب “شي” في الصف الأمامي عندما ساعده معاون على الوقوف واصطحبه خارج القاعة، دون تفسير، وفي أثناء خروجه من المسرح، تحدث إلى شي وربت على كتف رئيس الوزراء، لي كه تشيانج.

وذكر التقرير أن لي ومسؤولين بارزين آخرين تنحوا عن اللجنة المركزية، ما يشير إلى أن ثلاثتهم سيتقاعدون. وفي هذا السياق، قال رئيس مجموعة استراتيجيات الصين ومحلل السياسات الصينية السابق في الـ”سي آي إيه”، كريستوفر جونسون: “كان يوجد حديث عن رئيس الوزراء المنقذ، أن هؤلاء المسؤولين يستطيعون التصدي لشي، لكن من الواضح أن هذا لن يحدث”.

 

تقاعد المنافسين

بخلاف لي كه تشيانج، سيتقاعد العديد من القادة البارزين في الحزب ممن يفضلون السياسات الموجهة نحو السوق والمواقف الأقل صدامية تجاه الغرب. ووفق “نيويورك تايمز”، يشمل هؤلاء وانج يانج، العضو الحالي في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي، وكذلك 3 مسؤولين بارزين في الشؤون المالية، هم ليو هي، وقو شوكينج ويي جانج.

وقال المتخصص في السياسة الصينية بجامعة كاليفورينا في سان دييجو، فيكتور شي: “إن جيل التكنوقراط الماليين، يجري استبدال مصرفيين بهم، ينفذون سياسات الحزب. واتفق معه المتخصص في السياسة الصينية بمؤسسة بروكنجز، شينج لي، قائلًا: “شي جين بينج عزز سلطة شبه مطلقة عبر ترقية المقربين منه للقيادة العليا”.

شعاران غائبان يثيران القلق

لفت تقرير منفصل لنيويورك تايمز، في 22 أكتوبر الحالي، إلى غياب عبارتين أساسيتين عن التقرير الذي قدمه الرئيس الصيني إلى مؤتمر الحزب، وكذلك عن الكلمة التي ألقاها. وذكرت الصحيفة أنه لعقدين، أعلن الزعماء الصينيون المتعاقبون أن البلاد تشهد “فترة من الفرصة الاستراتيجية المهمة”.

ويشير هذه الاستراتيجية ضمنًا إلى أن الصين لا تواجه خطرًا وشيكًا باندلاع صراع كبير، ويمكنها التركيز أكثر على النمو الاقتصادي. والعبارة الثانية هي أن “السلام والتنمية هما محورا العصر”، ما يشير إلى أن أيًّا كان ما يحدث في العالم، تسير الاتجاهات الكبرى لصالح الصين.

تفاقم المخاطر

رأى العديد من الخبراء أن غياب العبارتين يشير إلى أن شي يعتقد أن المخاطر الدولية تفاقمت، خاصةً منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، والدعم الأمريكي لتايوان، والضعف الصيني أمام “نقاط الاختناق” التكنولوجية، وخطط التحالفات الغربية لزيادة وجودها العسكري حول آسيا.

وفي هذا الإطار، قال عالم السياسة الخارجية في شنجهاي، هو وي: “يمكن وصف البيئة الخارجية للصين الآن بأنها خطيرة بنحو غير مسبوق، وهذا هو أيضًا تقدير القيادة العليا للصين”.

ربما يعجبك أيضا