انتخابات برلمانية إسبانية «غير حاسمة» وسط نتائج متقاربة

شروق صبري
انتخابات اسبانيا

بعد خمس سنوات في المنصب، دعا سانشيز إلى انتخابات وطنية مبكرة بعد الهزائم الانتخابية المحلية والإقليمية الساحقة، في مايو، فهل سيفوز بولاية جديدة؟


فشلت الانتخابات البرلمانية الإسبانية في تحقيق أغلبية واضحة، مع عدم وجود قوة سياسية تمتلك مقاعد كافية في البرلمان لتشكيل حكومة.

وتوافد الناخبون الإسبان على أحزاب يمين الوسط ويسار الوسط الرئيسة، ولم يكن هذا كافيًا لمنحهما تفويضًا لأن النتائج متقاربة، حتى إن كلًا من حزب الاشتراكيين الحاكم والحزب الشعبي المعارض قد تكون لهما فرصة لتشكيل حكومة جديدة.

نتائج التصويت

كشفت نتائج الانتخابات عن فوز الحزب الشعبي (يمين الوسط) بنحو 38% من المقاعد في مجلس النواب. لكن من المحتمل عدم الحصول على الأغلبية المطلوبة، وقد يضطر الإسبان العودة إلى صناديق الاقتراع.

ووفقًا للنتائج النهائية، هذه النتيجة أكثر من أي حزب آخر، ولكن أقل مما هو مطلوب لحسم نتائج الانتخابات، وحتى مع دعم حزب فوكس اليميني المتطرف، الشريك الأرجح في الائتلاف، فالحكومة التي يقودها حزب الشعب لن تصل إلى الأغلبية البرلمانية.

اقرأ أيضًا: إقليم كتالونيا بأسبانيا يقيد حركة 200 ألف شخص بعد تفش جديد لفيروس كورونا

اقرأ أيضًا: إسبانيا تطلب بعض المرونة من المفوضية الأوروبية لتنفيذ خطة الإنعاش الاقتصادي

غير أن تحالف يسار الوسط، بقيادة رئيس الوزراء الاشتراكي، بيدرو سانشيز، الذي يضم المجموعة اليسارية سومار، لم يحقق الأغلبية.

وقد يظل سانشيز في السلطة، إذا تمكن من تشكيل ائتلاف مع العديد من الأحزاب الإقليمية، أو إقناعها بدعم حكومة أقلية.

وزاد الاشتراكيون من حصتهم في التصويت عن الانتخابات السابقة، إذ حصلوا على نحو 34% من المقاعد البرلمانية.

انتخابات اسبانيا

انتخابات إسبانيا

معًا من أجل كتالونيا

قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أمس الأحد 23 يوليو 2023: “من بين الأحزاب الصغيرة التي يمكن أن تصبح صانعة ملوك (منظمة معًا من أجل كتالونيا)، وهي جماعة انفصالية، بقيادة كارليس بويجديمونت، الذي فرّ من إسبانيا قبل 5 سنوات بعد تنظيم استفتاء غير قانوني دعا إلى استقلال المنطقة الغنية، وجاء الحزب في المرتبة الخامسة في انتخابات الأحد، وفاز بـ7 مقاعد في مجلس النواب”.

ويقول المحلل السياسي المقيم في مدريد، والمتخصص في شؤون المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إجناسيو توريبلانكا: “إسبانيا واحدة من الدول القليلة المتبقية في أوروبا التي لا يزال لديها ديمقراطيون اجتماعيون أقوياء ومحافظون أقوياء”.

وأضاف “معظم الإسبان يصوتون لأحزاب الوسط، لكن من يمكنه تشكيل حكومة، ويعتمد على الأحزاب التي تقدّم عددًا قليلًا من الأصوات لحسم الصراع السياسي”.

انتخابات اسبانيا

انتخابات اسبانيا

سر الغضب من سانشيز

ترى الصحيفة الأمريكية أن سانشيز قاد إسبانيا خلال جائحة Covid-19 بحملة تطعيم فعالة. وكانت حكومته أكثر نجاحًا من غيرها في أوروبا في حماية الاقتصاد من أزمة الطاقة التي أثارتها الحرب في أوكرانيا، وتمكنت من خفض التضخم من ذروة بلغت 10.7% قبل عام إلى 1.6% في يونيو، أي أقل من المتوسط الأوروبي.

وعلى الرغم من هذا، لا يزال الغضب من ارتفاع تكلفة المعيشة في العام الماضي قائمًا، ويواجه سانشيز انتقادات لاعتماده على الأحزاب الصغيرة المؤيدة للاستقلال في كتالونيا وبلاد الباسك.

وتكمن أهمية هذه الانتخابات في أنها تحظى باهتمام كبير في الأوساط السياسية والشعبية، باعتبار أن نتائجها ستكون استفتاءً على أداء الحكومة الائتلافية اليسارية الحالية، بعد أكثر من 3 سنوات من توليها زمام الحكم في إسبانيا.

ربما يعجبك أيضا