انتكاسة لاستراتيجية واشنطن.. روسيا تهدد النفوذ الأمريكي غرب إفريقيا

إسراء عبدالمطلب

توسعت مجموعة "فاجنر" الروسية في نشاطها إلى بوركينا فاسو ومالي، بالإضافة إلى عدة دول إفريقية أخرى.


تثير العلاقات المتزايدة والتقارب بين روسيا ورئيس النظام العسكري في النيجر، الجنرال عبد الرحمن تياني، مخاوف الولايات المتحدة الأمريكية من فقدان نفوذها الحيوي في غرب إفريقيا.

وفي تطور يُعد انتكاسة لاستراتيجية واشنطن في مكافحة الإرهاب ضد الجماعات المتطرفة في المنطقة، أعلنت النيجر مؤخرًا إلغاء الاتفاقية التي كانت سارية منذ عام 2012 مع الولايات المتحدة.

WhatsApp Image 2024 03 27 at 2.02.05 PM

إغلاق القاعدة الجوية الأمريكية 201

حسب صحيفة الجارديان البريطانية، يشير هذا القرار إلى إمكانية إغلاق القاعدة الجوية الأمريكية 201، والتي بُنيت في شمال البلاد في عام 2018 بتكلفة 110 مليون دولار، وكانت مخصصة لمراقبة الطائرات بدون طيار لتنظيم “داعش” وجماعات متشددة مرتبطة بتنظيم القاعدة في منطقة الساحل.

وتعتبر القاعدة الجوية 201 واحدة من أكبر منشآت الطائرات الأمريكية بدون طيار في إفريقيا، وتعتبر الوحيدة في ذلك الجزء من القارة. وتقدم الطائرات بدون طيار الأمريكية المتمركزة في هذه القاعدة معلومات استخباراتية واستطلاعية، بالإضافة إلى دعم عمليات توجيه الضربات للتنظيمات الإرهابية. وتشعر واشنطن بالقلق من أن فقدان قواعدها في النيجر قد يعرض الدول المجاورة مثل بوركينا فاسو ومالي لخطر الوقوع تحت الهيمنة الروسية.

مخاوف أمريكية

توسعت مجموعة “فاجنر” الروسية في نشاطها إلى بوركينا فاسو ومالي، بالإضافة إلى عدة دول أفريقية أخرى. وبعد الانقلاب الذي وقع في يوليو الماضي في النيجر، أصدر يفجيني بريجوجين، زعيم “فاجنر” في حينها، بيانًا يرحب فيه بالحكومة العسكرية الجديدة ويقدم خدمات شركته لها.

وقدمت الولايات المتحدة مبادراتها الخاصة للتعاون مع المجلس العسكري في وقت سابق من هذا العام، خلال زيارة متوترة قام بها ممثلون عن وزارة الخارجية والبنتاجون. كان هدفهم الحفاظ على التعاون بعد الانقلاب ومنع البلاد من الوقوع تحت النفوذ الروسي والإيراني.

نتائج عكسية

في 15 مارس، أعلن المتحدث باسم المجلس العسكري، العقيد أمادو عبد الرحمن، خلال خطاب بثه التلفزيون الوطني، أن الوجود الأمريكي في النيجر “غير قانوني”. ووصف بوضوح الزيارة التي قادها مولي في، مساعد وزير الخارجية للشؤون الإفريقية، بأنها “تؤدي إلى نتائج عكسية”.

وأضاف عبدالرحمن أن الحكومة “تدين بشدة الموقف المتعالي المصحوب بالتهديد بالانتقام من رئيس الوفد الأمريكي تجاه حكومة وشعب النيجر”، ويبدو أن التعليقات السلبية جاءت ردًا على اتهامات من مسؤولين أمريكيين بأن النيجر كانت تقوم بمفاوضات للسماح لإيران بالوصول إلى احتياطياتها من اليورانيوم، مما قد يؤدي إلى توسيع برنامجها النووي، وفق الجارديان.

وفيما يتعلق بهذه الادعاءات، قال عبدالرحمن إن “حكومة النيجر ترفض بشدة هذه الادعاءات الزائفة التي تشير إلى توقيع اتفاقية سرية مع إيران بخصوص اليورانيوم”. وتجسد زيارة رئيس وزراء المجلس العسكري النيجيري، الأمين زين علي مهمان، إلى موسكو في ديسمبر الماضي، وزيارته لطهران في يناير، مخاوف الولايات المتحدة من تزايد النفوذ الروسي والإيراني.

ربما يعجبك أيضا