بأوامر من الغنوشي.. مواطنون ضد الانقلاب يصعدون تحركاتهم لضرب إصلاحات الرئيس التونسي

كريم بن صالح
الغنوشي

رؤية_كريم بن صالح

تونس- يتصاعد الحديث في تونس عما يعرف بحراك ” مواطنون ضد الانقلاب” التي تحولت في الآونة الأخيرة لهيكل سياسي يضم الرافضين للإجراءات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس قيس سعيد في 25 يوليو الماضي.

وبدا هذا الحراك العديد من التحركات لإحراج الرئيس وكسب التأييد الخارجي خاصة من المنظمات الحقوقية الدولية وذلك لترويج صورة مغلوطة حول حقيقة الوضع في تونس.

ودخل عدد من قيادات هذا الحراك في “إضرابات جوع” وصفها البعض بالمسرحية سيئة الإخراج للضغط على الرئيس لكن الأخيرة اظهر تجاهلا كبيرا لتلك التحركات وإصرارا على المضي في نهج الإصلاح.

وفي تصعيد جديد أعلنت “مواطنون ضد الانقلاب” الخميس أنها ترفض قانون مالية لسنة 2022 مؤكدة الذهاب نحو مقاضاة حكومة نجلاء بودن بذريعة أنّ قانون المالية غير شفاف وغير شرعي وفيه استيلاء على المال العام وفق زعمها.

ويتساءل كثيرون حول حقيقة هذا المشروع وعلاقته بحركة النهضة الإسلامية التي تسعى جاهدة للعودة إلى السلطة بعد أن خسرت الحكم بين ليلة وضحاها بذريعة حماية الديمقراطية والدستور والحفاظ على الحريات والتعددية السياسية.

ولعل زيارة رئيس الحركة ورئيس البرلمان المجمد راشد الغنوشي إلى مقر ” مواطنون ضد الانقلاب” مؤخرا ولقائه بعدد من المضربين يشير إلى أن التيار الإسلامي يقف وراء مخطط تآمري جديد لإرباك الرئيس بعد أن عرض خارطة طريق تتمثل أساسا في تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة في ديسمبر 200 واستفتاء على الدستور في 25 يوليو المقبل وكذلك تشريك الشباب من خلال المنصات الإلكترونية في رسم مستقبل بلدهم عوضًا عن الأحزاب.

وقال الأمين العام للتيار الشعبي زهير حمدي إن حراك “مواطنون ضد الانقلاب” هو مجرد ذراع لحركة النهضة لأن أغلب المنتمين إليه مقربون من قيادات الحركة الإسلامية بل وحكموا معها في العشرية الماضية.

وقد كشف جوهر بن مبارك أستاذ القانون الدستوري والقيادي في “مواطنون ضد الانقلاب” عن طبيعة العلاقة بين الحراك وبين النهضة قائلا “إن الحركة مرحب بها في تظاهرات مواطنون ضد الانقلاب ولا يمكن إقصاؤها من تحركاتنا”.

ويؤكد كثير من المتابعين للمشهد السياسي التونسي أن النهضة هي العمود الفقري لمواطنون ضد الانقلاب وأن أية تسوية بين الحركة ومؤسسة الرئاسة التونسية ستؤدي إلى تلاشي ذلك الحراك حتى ولو لم يحقق أهدافه.

والحفاوة الكبيرة التي استقبل بها قادة الحراك راشد الغنوشي في زيارته الأخيرة للمضربين عن الطعام تكشف أن التيار الإسلامي هو الذي منح غطاء سياسيا لمواطنون ضد الانقلاب للتحول إلى ذراع جديدة للضغط على الرئيس والعمل على فتح باب للتفاوض والتواصل معه.

تشويه ممنهج

ولوحظ مؤخرا حملة التشويه التي يشنها الحراك من خلال الاتصال بجهات أجنبية والتشكيك في مصداقية عدد من خبراء القانون الدستوري الذين أيدوا تحركات الرئيس لإنقاذ البلاد.

ولعل انضمام الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي الذي يواجه حكما بالسجن بسبب الاعتداء على امن الدولة الخارجي إلى الحراك يشير إلى الدعم الأجنبي الذي باتت تتحصل عليه مواطنون ضد الانقلاب لإرباك الوضع.

وحظيت تحركات مواطنون ضد الانقلاب المريبة بتغطية إعلامية غير مسبوقة من قبل وسائل إعلام محسوبة على حركة النهضة سواء في الداخل والخارج عبر تضخيم تحركات قادتها خاصة إضراب الجوع الذي يتواصل تنفيذه رغم تجاهله من الشعب.

ويقول الناشط السياسي رياض جراد في تصريح لقناة التاسعة الخاصة إن مواطنون ضد الانقلاب مجرّد “نائحة مستأجرة” لعودة البرلمان والمنظومة الفاسدة وإن زيارة الغنوشي يأتي لكشف الدعم.

وقال رياض جراد إن الغنوشي والمسؤولون في الحراك “هاجموا قيس سعيد بكل حدة وأنه لو كنا في انقلاب كما يدعون لما تمكنوا من الحديث بكل حرية”.

وتطالب العديد من القوى السياسية والمنظمات الوطنية في تونس الرئيس بالعمل على تشريكها في رسم مستقبل البلاد وذلك لتفويت الفرصة على النهضة واذرعها لتهديد الإصلاحات التي أقرها الرئيس.

ربما يعجبك أيضا