بعد اتهامات بـ”تسميمه”.. المعارض الروسي المشاكس في ألمانيا للعلاج

رؤية – محمد عبدالله

على مدى السنوات القليلة الماضية، أصبح أليكسي نافالني ممثلا شرسا لمعارضة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. نافالني المعروف بكاريزميته، وشخصيته القيادية والسياسية المعروف بخطاباته ولغته المشاكسة، يرقد الآن في مستشفى أومسك لتلقي العلاج بعد إصابته بغيبوبة.

تسميم نافالني بين النفي والتأييد

متحدثة باسم نافالني، أعلنت الخميس، إصابته بتسمم بمادة يشتبه أنه تمت إضافتها إلى مشروب تناوله. وكتبت المتحدثة كيرا يارميش، على الصفحة الرسمية لنافالني بموقع “تويتر”: “صباح اليوم، كان نافالني عائدا إلى موسكو من تومسك. وخلال الرحلة، شعر بأنه ليس على ما يرام. وهبطت الطائرة. أليكسي لديه تسمم”.

وأضافت: “نشتبه في أنه تم تسميم أليكسي بمادة تم مزجها في كوب الشاي الذي احتساه. لقد كان هو الشيء الوحيد الذي تناوله في الصباح.

إلا أنه وبحسب نائب مدير مستشفى أومسك فإن نافالني لم يتم العثور في جسمه أو أجهزته أو سوائله الحيوية على أي آثار للسم ورفض الأطباء السماح بنقله خوفاً على حياته. مضيفا “افترض أن تشخيص التسميم مازلنا نفكر فيه. لكن لا نعتقد أن المريض تم تسميمه”، مضيفا أن حالته ما زالت “غير مستقرة”.

موسكو لا تعارض علاجه بالخارج

من جهته، أعلن المتحدث الصحفي للرئاسة الروسية “الكرملين” ديمتري بيسكوف أنه لا توجد أي عقبات، باستثناء قرار الأطباء، لنقل الناشط والمعارض أليكسي نافالني للعلاج في الخارج.

خاصة وأن زوجته يوليا بوريسفنا نافالنا، كانت قد تقدمت، بطلب إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، للسماح بنقل زوجها المريض إلى ألمانيا لتلقي العلاج هناك.

وكان الأطباء قد رفضوا السماح بنقل نافالني، للخارج للعلاج، نظرا لأن حالته الصحية لن تسمح بذلك، حسب المتحدثة، كيرا يارميش في تغريدة لها على موقع التواصل الأجتماعي (تويتر). وأضافت يارميش “حياة نافالني تعتمد الآن على حقيقة أن كبير الأطباء في وحدة العناية المركزة يرفض تحمل المسؤولية”.

وسُمح لأطباء ألمان قدموا على متن طائرة طبية لإجلاء نافالني بمعاينته في أحد مستشفيات سيبيريا، وفق مدير مكتبه الذي وصف الأمر بـ “التطور الإيجابي”. وقال المنتج السينمائي جاكا بيزيليج: إن طائرة خاصة من المفترض أن تنقل الرجل البالغ من العمر 44 عامًا من أومسك إلى برلين أقلعت من ألمانيا في ساعة مبكرة من صباح الجمعة وعلى متنها فريق من الأطباء، وتابع إنه تم في وقت سابق إصدار جميع التصاريح اللازمة لنقل نافالني من روسيا.

“نافالني”.. المعارض المشاكس

أصبح “المعارض المشاكس”محاربا ضد ما يسميه هو “بفساد السلطة“، وقد برز شأنه أثناء انتخابات مجلس الدوما في 2011 خاصة بشعاره المناهض لحزب الرئيس “روسيا موحدة”.حيث نعته بأنه: “حزب اللصوص والمحتالين”.

تخرج نافالني، المدون المندد بفساد النخب الروسية، والذي يتهمه معارضوه بأنه مدعوم من الغرب من كلية الحقوق متخصصا في القانون التجاري، ثم انضم إلى الحزب الليبرالي يابلوكو، قبل أن يطرد من الحزب بسبب ميوله القومية المتطرفة التي زعم حزبه أنه يجاهر بها .

استخدم المعارض نافالني البالغ من العمر 38عاما وسائل التواصل الاجتماعي بشراسة للنيل من منتقديه ومعارضيه ومن هم في السلطة، وقد شد من أزره بعض من زملائه في المهنة، ليفضحوا ما يسمونه ب“الفساد المستشري داخل السلطة.