بعد الاشتباه بإصابة كلب.. هل ينتقل “كورونا” من البشر إلى الحيوانات؟

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

فيما يعد تطورًا مرعبًا لفيروس كورونا المستجد، أعلنت مدينة هونج كونج الصينية، أمس الأربعاء، خضوع كلب للحجر الصحي، يملكه شخص مصاب بفيروس كورونا، ما يعني احتمالية انتقال المرض من البشر إلى الحيوانات.

هذا التطور دفع إدارة الزراعة والثروة السمكية والمحميات في هونغ كونغ، إلى إجراء المزيد من الفحوصات، لتحديد ما إذا كان الكلب مصابا بفيروس كورونا أم لا، حيث لم تظهر على الكلب حتى الآن أي أعراض.

الحيوانات الأليفة

متحدث باسم إدارة الزراعة والثروة السمكية والمحميات في هونغ كونغ – لم يذكر اسمه – قال: لا يوجد حاليا أي دليل على أن الحيوانات الأليفة يمكن أن تُصاب أو تكون مصدرا للإصابة بفيروس كورونا المستجد”.

وقال الخبراء الذين يبحثون الحالة، إنه لا ينبغي أن يشعر أصحاب الحيوانات الأليفة بقلق كبير، أو أن يتخلوا عن حيواناتهم.

الموقع الإلكتروني لمنظمة الصحة العالمية، أشار إلى أنه لا يوجد دليل حتى الآن بأن الحيوانات الأليفة قد تصاب بعدوى فيروس كورونا من أصحابها.

وسجلت هونغ كونغ 103 حالات إصابة مؤكدة بالفيروس، وحالتي وفاة. وتثير الحالة أهمية خاصة بالنظر إلى تقارير أظهرت أن الحيوانات قد تكون المصدر الأول للفيروس الذي يؤرق العالم.

فيروسات كورونا

وتنتقل الأغلبية العظمى من فيروسات كورونا ومشتقاتها إلى الإنسان عبر الحيوانات وهو ما دفع العلماء للبحث عن الحيوان الذي يمثل الحلقة المفقودة لنقل العدوى للبشر.

يقول باحثون صينيون إن حيوان البنغول المعروف باسم “أم قرفة” والمهدد بالانقراض قد يكون المتسبب في نقل فيروس كورونا المميت من الخفافيش إلى البشر.

وبعد إجراء اختبارات على أكثر من ألف عينة من حيوانات مختلفة، قال باحثون بجامعة جنوب الصين الزراعية إن الفيروسات الموجودة بالبنغول تتشابه بنسبة 99% مع فيروسات مرضى كورونا الحاليين.

كان فيروس “سارز” أو أعراض ضيق التنفس الحاد الذي ظهر في العام 2002 وتسبب في وفاة 800 شخص على الأقل قد انتقل إلى الإنسان عن طريق قطط الزباد التي يتناول الصينيون لحومها.

أبحاث علميـــــــــة

ويناضل الباحثون في جميع أنحاء العالم لاكتشاف لقاح ضد فيروس كورونا الذي ظهر في الصين وأصبح يشكل تهديدا صحيا.

وبعد أيام فقط من عرض العلماء الصينيين للخريطة الوراثية لفيروس كورونا، صمم باحثون في المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة مكونا محتملا للقاح يأملون في اختباره بحلول أبريل المقبل.

وبالموازاة مع ذلك، يسابق العلماء إلى جانب شركات التكنولوجيا الحيوية واللقاحات، الزمن لاكتشاف لقاح للفيروس.

وقام باحثون من تكساس بتجميد لقاح تجريبي تمّ تطويره في وقت سابق لمكافحة فيروس السارس، أو متلازمة التنفس الحاد، لكنهم دفعوا السلطات الأمريكية والصينية إلى تجربته هذه المرة حيث أكد الدكتور بيتر هوتز من كلية بايلور للطب ومستشفى تكساس للأطفال أن الفيروس الجديد قريب من السارس.

وجاءت هذه الاكتشافات في ظروف قياسية مقارنة بالأمراض المتفشية سابقا، ومع ذلك، يتفق العديد من الخبراء على أن الأمر قد يستغرق عاما، إذا سارت كل خطوة على ما يرام، حتى يكون أي لقاح جاهز للاستخدام على نطاق واسع. هذا إذا كانت هناك حاجة حتى ذلك الوقت.
 

تجارة الحيوانــــات

وقبل أيام قررت الصين وبشكل فوري، فرض “حظر شامل” على تجارة الحيوانات البرية وأكلها، حيث يشتبه بأن تكون السبب في تفشي فيروس كورونا الذي خلف أكثر من 3000 قتيل حتى الآن.

ويعتقد أن الفيروس ظهر أولا في أواخر ديسمبر 2019 في مدينة ووهان في سوق لبيع الحيوانات البرية وانتشر بسرعة مع حركة انتقال كثيفة للمواطنين لتمضية عطلة رأس السنة القمرية في يناير.

فيما حضت منظمة الصحة العالمية دول العالم على الاستعداد لـ”وباء عالمي محتمل” في وقت دفع تسجيل إصابات ووفيات جديدة في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا الى جهود أكثر صرامة لاحتواء فيروس كورونا المستجد.

ربما يعجبك أيضا