بعد الدبابات.. مناقشات غربية بشأن تسليم طائرات مقاتلة لأوكرانيا

محمد النحاس

مع بدء الحرب الروسية الأوكرانية، تقدمت بولندا بطلب إلى الولايات المتحدة لتسليم كييف طائرات إف-16 المقاتلة، لكن واشنطن رفضت ثم اكتفت بالدبابات.


بعد إقرار الدول الغربية إرسال دبابات إلى أوكرانيا، لدعمها في الحرب ضد روسيا، بدأ الحديث عن إمكانية إرسال طائرات مقاتلة أيضًا.

ومنذ أشهر تطالب كييف الغرب بإرسال دبابات وأنظمة دفاع جوي وطائرات مقاتلة، وبالفعل أقرت دول حلف شمال الأطلنطي (الناتو) إرسال الأنظمة الدفاعية، وترددت طويلًا قبل إرسال الدبابات، فهل تقدم على إرسال طائرات حربية كذلك؟

استعداد فرنسي مشروط

في تصريح لافت، قال الرئيس الفرنسي، إيمانول ماكرون، خلال مؤتمر صحفي، أول من أمس الاثنين 30 يناير 2023، إن بلاده لا تستبعد إرسال طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا. وكانت فرنسا أبدت استعدادها في وقت سابق لإرسال دبابات “لوكير”.

ووضع الرئيس الفرنسي بعض القيود على خطوة إرسال الطائرات المقاتلة، منها عدم استخدامها لمهاجمة الأراضي الروسية، لئلا تؤدي هذه المساعدة إلى مزيد من التصعيد، مع شرط آخر بألا تؤدي المساعدات إلى إضعاف إمكانيات الجيش الفرنسي، وفقًا لصحيفة “ستارز آند سترايبس” الأمريكية المتخصصة في الشؤون العسكرية.

وتأتي هذه التصريحات في وقت تطالب فيه كييف حلفاءها الغربيين بزيادة المساعدات العسكرية، وبإمدادها بأسلحة “تمكنها من حسم المعارك”، في ظل مخاوف من شن الروس هجومًا في الربيع المقبل.

خطوة ضرورية

شددت صحيفة “التايمز” البريطانية على ضرورة إرسال الطائرات المقاتلة إلى أوكرانيا، معتبرة أن عدم موافقة الولايات المتحدة على هذه الخطوة، ستتعرض أوكرانيا “للاستنزاف حتى الموت”.

وحسب الصحيفة البريطانية، لا ينبغي حرمان أوكرنيا من الطائرات المقاتلة لمجرد أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سيعتبر هذه الخطوة تصعيدًا “غير مقبول”، بعد إقرار واشنطن هذا الشهر إرسال 31 دبابة من طراز أبرامز، وموافقة برلين على إرسال دبابات ليوبارد، في خطوة طال انتظارها.

ماذا عن واشنطن؟

من جانبه، قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إن واشنطن لن ترسل طائرات إف-16 الحربية إلى أوكرانيا. وحسب مجلة “بوليتكو” الأمريكية، من غير الواضح ما إذا كان بايدن يعني برفضه أن الأمر لن يحدث على الإطلاق، أم في المرحلة الحالية فقط.

وقالت الإدارة الأمريكية، في وقت سابق، وفقًا لذات المجلة، إن “المساعدات العسكرية تتعلق بحقائق الميدان”، ما يشير إلى أن هذا الموقف قد يتغير. وحسب نائب مستشار الأمن القومي جون فينر، تناقش الإدارة الأمريكية مسألة الطائرات المقاتلة بـ”حساسية شديدة”.

لا محظورات

اعتبر رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، أن تسليم أوكرانيا طائرات مقاتلة يعتبر “خطوة كبيرة”، إلا أنه شدد على عدم وجود محظورات، في إشارة إلى إمكانية إرسال الطائرات.

وقال أندريه يرماك، وهو أحد كبار مساعدي الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، إن بولندا مستعدة لإرسال طائرات إف-16 إلى أوكرانيا، لكن المستشار الألماني أولاف شولتز، استبعد مثل هذه الخطوة.

ومع بدء الحرب الروسية الأوكرانية فبراير الماضي، تقدمت بولندا بطلب إلى الولايات المتحدة لتسليم أوكرانيا طائرات إف-16 المقاتلة، لكن واشنطن رفضت الطلب البولندي.

مصاعب جمة

قال المحلل العسكري المصري، العميد سمير راغب، لشبكة رؤية الإخبارية، إن جملة من الصعوبات تقف أمام استخدام أوكرانيا مثل هذه الطائرات، لافتًا إلى احتمال إسقاط الروس الطائرات الأمريكية، وهو ما سيعني أن “الدفاعات الروسية تفوقت على الطائرات الأمريكية”.

وعلاوةً على ذلك، ووفقًا للمحلل العسكري الذي يترأس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الاستراتيجية، يمكن حال إسقاط طائرة أمريكية أن يستولي الروس على التكنولوجيا الأمريكية الموجودة بها.

مصاعب عملياتية

وفقًا للعميد راغب، ستواجه خطوة إرسال طائرات مقاتلة إلى أوكرانية مصاعب عملياتية، لأن الروس سيستهدفون المطارات التي ستقلع منها الطائرات، وحال أقلعت من مطارات دول أخرى سيعد هذا تورطًا مباشرًا سيرد عليه الروس.

وعلى الصعيد الميداني، لفت المحلل العسكري إلى أن المعارك التي تجري في الوقت الحالي، تعتبر إعدادًا لمعارك الربيع المرتقبة، ولم يستبعد أن يكون سيناريو معارك الربيع قريبًا من مشهد بدء العملية في فبراير الماضي، مع معالجة بعض نقاط الضعف الروسية.

مساعدات أمريكية

سترسل الولايات المتحدة هذا الأسبوع مساعدات عسكرية تشمل صواريخ بعيدة المدى، للمرة الأولى، حسب توقعات مسؤولين أمريكيين، نقلت عنهم وكالة أنباء رويترز. وتقدر حزمة المساعدات بقيمة 2.2 مليار دولار.

وانتقد الكرملين الخطوات الأمريكية، واعتبرها إطالة لأمد الصراع، مشددًا على أنها لن تغير من سير المعارك.

تأخر المساعدات العسكرية

من جانبه، انتقد وزير الدفاع الأمريكي السابق روبرت جيتس، تأخر إرسال المساعدات إلى أوكرانيا، لافتًا إلى أن الكثير من المساعدات كان يمكن إرساله في وقتٍ سابق.

وقال جيتس، إن بوتين يسعى لإعادة إحياء الإمبراطورية الروسية، مشددًا على أنه من دون أوكرانيا لا يمكن الحديث عن هذه الإمبراطورية المتخيلة، وفقًا لما نقلت صحيفة “ذا هيل” الأمريكية.

ربما يعجبك أيضا