بعد انفجار «عكار».. أندية كرة القدم اللبنانية تتشح بالسواد

أميرة رضا

كتبت – أميرة رضا

لم يلبث الشارع اللبناني أن يضمد جراحه، حتى أصيب بجروح جديدة عمق من أزماته وأجج مشاعر شعبه المكلوم.

ففي كارثة جديدة، لقي 28 شخصًا مصرعهم، وأصيب نحو ثمانين آخرين إثر انفجار صهريج وقود في عكار شمالي البلاد فجر اليوم الأحد.

لم يكن ذلك الانفجار ليهز الشوارع اللبنانية فقط، بل هز معه القلوب من مشارق الأرض لمغاربها، إذ أصبح الوضع هناك كارثة بكل المقاييس.

وسرعان ما اكتظت مواقع التواصل الاجتماعي بمواساة الشعب اللبناني من الدول والحكومات والشخصيات العامة، والمشاهير في جميع المجالات.

وشأنها شأن غيرها، حرصت كبرى أندية كرة القدم اللبنانية، على توجيه رسائل الدعم للشعب اللبناني، إذ عبرت الصفحات الرسمية لتلك الأندية عبر منصاتها على مواقع التواصل عن تضامنها مع ضحايا انفجار الأليم.

وأعلنت عدة أندية عن إيقاف تمارينها حدادًا على أرواح الأبرياء من اللبنانيين في شمال لبنان وخصوصًا في بلدة التليل مكان وقوع الانفجار.

وفي هذا الصدد، نشر نادي شباب الساحل اللبناني، عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” صورة من الحادث وعلق عليها: “عكار في قلب شباب الساحل.. كل المحبة والتضامن مع أهلنا في عكار”.

ومن جانبه، نشر نادي الشباب الرياضي الغازية، عبر حسابه بـ”فيس بوك” صورة أيضًا للحادث وعلق عليها: “الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى”.

أما نادي البرج الرياضي فقد نشر صورة للعلم اللبناني، محاط بالأسلاك الشائكة، وعلق عليها قائلًا: “رحم الله شهداء عكار وأسكنهم فسيح جنانه، وشفى المصابين”.

كذلك نشر نادي الإخاء الأهلي عالية، صورة لنيران الانفجار في عكار، وعلق عليها قائلًا: “بردًا و سلامًا لأهالي عكار”.

فيما قال نادي طرابلس الرياضي، في منشور له، عبر حسابه الرسمي: “بعيدًا عن كرة القدم.. تتقدم إدارة ولاعبي نادي طرابلس من أهلنا في عكار بأحر التعازي على الشهداء الذي وقعوا ضحية الانفجار في خزانات البنزين.. وكما تتمنى الشفاء العاجل للجرحى”.

ونشر النادي مع التدوينة صورتان حملت إحداهما تعليق “عكار في جسم الوطن تنزف”، بينما حملت الأخرى تعليق: “حداد على شهداء عكار.. إن لله إنا إليه راجعون.. حسبي الله ونعم الوكيل”.

وكانت الرياضية اللبنانية، ولا زالت تتلقى ضربات موجعة مع تأزم الوضع الاقتصادي في البلاد، لا سيما وأنه أتى في خضم تفشي جائحة كورونا، ما أدى إلى فرض واقع جديد على الأندية والاتحادات.

وحاليًا، تدفع أندية كرة القدم، والأندية الرياضية عمومًا ثمنًا باهظًا للأحداث والأزمات المتلاحقة التي تطغى على وضعها الاقتصادي واستقرارها المادي وخصوصًا وسط ارتفاع جنوني لسعر صرف الدولار.

وكانت الأندية والاتحادات، قد أرغمت على تعديل برامجها واستراتيجياتها في ما يتعلق بالبطولات والمباريات، نتيجة التعبئة العامة والإغلاق بسبب إصابات كورونا المرتفعة، وكذلك آثار انفجار مرفأ بيروت.

أمّا الجانب الأكثر قساوة، فكانت الخسائر المالية التي مُنيت بها مع انهيار العملة المحلية (الليرة) أمام الدولار، والقيود التي فرضتها المصارف، ما جعلها تعيد حساباتها من جديد، لجهة استقدام اللاعبين الأجانب.

وفي ظل هذه الأزمات، وهذا الواقع المرير بات مصير عدد من الأحداث الرياضية في البلاد على المحك، وأصبحت مهددة بشكل فعلي ليس في الوقت الراهن فقط، بل وفي المستقبل أيضًا.

ربما يعجبك أيضا