بعد تصريحات ترامب.. دعوات لأوروبا للاستعداد لحماية نفسها دون أمريكا

فاينانشال تايمز: ترامب يعمل على تقويض أمن الناتو وحلفاء واشنطن

آية سيد
بعد تصريحات ترامب.. على أوروبا الاستعداد لخوض حرب من دون أمريكا

تبعث تصريحات ترامب إشارة واضحة للأوروبيين بأنهم يجب عليهم الاستعداد لحماية أمن قارتهم من دون مشاركة الولايات المتحدة.


أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بشأن روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) جدلًا واسعًا وفاقمت المخاوف الأوروبية.

ووسط توقعات بفوز ترامب بترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر المقبل، شددت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، في مقال لمجلس تحريرها، الاثنين 12 فبراير 2024، على أنه يجب على الأوروبيين الاستعداد لتولي أمنهم بأنفسهم.

تصريحات ترامب

قال ترامب، السبت الماضي، إنه سيشجع روسيا على “فعل ما تريد” إذا أخفق أعضاء الحلف الناتو في الوفاء بهدف إنفاق 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، وهو ما وصفته الصحيفة البريطانية بـ”تصريح طائش”، محذرةً من أن الرئيس الأمريكي السابق يعمل على تقويض أمن الناتو وحلفاء واشنطن.

5 انتخابات تشكل مستقبل أوروبا في 2024

دونالد ترامب

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن روسيا، “بغزوها أوكرانيا”، بدأت أكثر حربًا مدمرة تشهدها القارة الأوروبية منذ 1945، وتشكل أكبر تهديدًا على أمن الناتو منذ عقود.

ولا يزال عشرات الآلاف من الجنود الأمريكيين متمركزين في أوروبا، وبعد تصريحات ترامب، أصبحوا في خطر أكبر مما كانوا عليه.

هدم الثقة

وأوضحت الصحيفة البريطانية أن وعد الدفاع المشترك في الناتو يرتكز على الثقة في الالتزام، لكن ترامب حطم هذه الثقة، وحتى مضاعفة الإنفاق الدفاعي الأوروبي لن تستعيدها.

وأشارت الصحيفة إلى أن عددًا كبيرًا من النواب الجمهوريين يتفقون مع ترامب بشأن القيمة المحدودة للتحالفات، وهذا من شأنه أن يثير قلق حلفاء أمريكا في مختلف أنحاء العالم، وسيشجع أعداؤها بالتأكيد.

رسالة واضحة

تبعث تصريحات ترامب – بحسب الصحيفة – إشارة واضحة للأوروبيين بأنهم يجب عليهم الاستعداد لحماية أمن قارتهم دون مشاركة الولايات المتحدة، وفي الحقيقة، كان ناقوس الخطر يدق منذ فترة. وعقب الغزو الروسي لأوكرانيا، تعهدت الحكومات الأوروبية بزيادة الإنفاق الدفاعي وإعادة ملء مخزونات الأسلحة المستنزفة.

لكن، وفق الصحيفة، توجد شكوكًا في معظم الدول بشأن كيفية الحفاظ على استمرار هذه الزيادة على المدى الطويل. وتبدو الكثير من العواصم الأوروبية في حالة إنكار لحجم الاستثمار اللازم في التكنولوجيا، وفي تعزيز القدرة الصناعية الدفاعية وفي زيادة حجم القوات المقاتلة كرادع للعدوان الروسي.

بدء التخطيط

لفتت “فاينانشال تايمز” إلى أنه يتعين على الأوروبيين بدء التفكير في كيفية التخطيط لخوض حرب من دون أمريكا. وهذا يتطلب وجود ركيزة أوروبية داخل الناتو قادرة على توفير المعدات العسكرية الحيوية مثل معدات النقل الثقيل والمعلومات الاستخباراتية التي تمتلكها الولايات المتحدة فقط في الوقت الحالي.

إنفوجراف| الأسلحة النووية الأمريكية في أوروبا

الأسلحة النووية الأمريكية في أوروبا

وقد يشمل هذا أيضًا استخدام الاتحاد الأوروبي لموارد الناتو لإدارة مهام بخلاف حفظ السلام. وينبغي أن يلعب الاتحاد الأوروبي دورًا موسعًا في قيادة التطوير المشترك وشراء منظومات الأسلحة إلى جانب المشروعات التعاونية الأخرى، ربما تحت إشراف مفوض أوروبي لشؤون الدفاع.

وكذلك تحتاج بريطانيا ودول الناتو الأخرى من خارج الاتحاد الأوروبي إلى المشاركة من كثب. ورغم أن هذا العمل سيستغرق عقودًا، يجب أن يُظهر الأوروبيون العزم الآن، على الأقل لإرسال رسالة إلى الكرملين.

تسليح أوكرانيا

ينبغي أن يصبح تسليح أوكرانيا الأولوية للأوروبيين على المدى القصير. وحتى الآن، كان أداء الأوروبيين محبطًا، رغم جهود ألمانيا والمفوضية الأوروبية على وجه التحديد.

وحسب فاينانشال تايمز، كانت الحكومات بطيئة جدًا في توقيع العقود ومترددة بشدة في دعم قدرة الإنتاج الموسعة، خاصة لذخيرة المدفعية. لكنها يجب أن تجري هذه الإصلاحات سريعًا. ويتعين أن تفعل الشيء نفسه للدفاع الجوي والمسيّرات، وتشارك تكنولوجيا الحرب الإلكترونية مع القوات الأوكرانية.

ربما يعجبك أيضا