بعد تكليفه برئاسة الحكومة اللبنانية الجديدة.. من هو مصطفى أديب؟

ولاء عدلان

كتبت – ولاء عدلان

بدأت منذ ساعات الصباح الباكر، في لبنان الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الوزراء الجديد، خلفا لحسان دياب الذي أعلن استقالته هذا الشهر عقب كارثة انفجار مرفأ بيروت، الاستشارات يشارك فيها رؤساء الحكومات السابقين وقادة الكتل النيابية والأحزاب السياسية.

واستقبل الرئيس ميشيل عون في قصر بعبدا بدء من التاسعة صباحا بتوقيت بيروت، العديد من الأسماء المعروفة على الساحة اللبنانية، أمثال رؤساء الحكومات السابقين “سعد الحريري، ونجيب ميقاتي، وتمام سلام”، والنواب هادي جبيش وسمير الجسر وسامي فتيت وفادي سعد وفريد الخازن، وزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ورئيسة كتلة تيار المستقبل النائبة بهية الحريري.

هذه الاستشارات تبدو شكلية إلى حد كبير، فمنذ أمس، كان اسم السفير مصطفى أديب يتردد كمرشح اجتمعت عليه غالبية القوى السياسية، فمن اجتماع رؤساء الحكومات السابقين في بيت الوسط الذي أنتهى بتزكية اسم أديب، إلى إعلان أوساط الثنائي الشيعي “حركة أمل وحزب الله” والتيار الوطني الحر الموافقة على أديب غير المنتمي لأي من الأحزاب السياسية، وتأكدت الرؤية صباح اليوم، بتصريحات متتالية للمشاركين في استشارات قصر بعبدا.

خرج غالبية المشاركين في الساعات الأولى للاستشارات النيابية بتصريحات تؤكد الموافقة على اسم أديب، ولم يغرد خارج السرب حتى الآن سوى نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي الذي وضع ورقة بيضاء بيد عون واختار ألا يسمى أحدا، ومن قبله تكتل الجمهورية القوية بزعامة “القوات اللبنانية” الذي وقع اختياره على السفير نواف سلام.

من هو مصطفى أديب؟
أديب 48 عاما، ابن طرابلس، سفير لبنان لدى ألمانيا منذ 2013، وحاصل على درجة الدكتوراه في القانون والعلوم​ السياسية، وبدأ حياته المهنية مدرسا للقانون الدولي العام والقانون الدستوري والجغرافيا السياسية والعلاقات الدولية في جامعات لبنان وفرنسا، ففي عام 2000 بدأ التدريس ‏في كلية بيروت الحربية، ومنذ 2010 أصبح أستاذًا متفرغًا في الجامعة اللبنانية.‏

خلال الفترة من 2000 إلى 2004 عمل مستشارا لرئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي، وفي عامي 2005 و2006 مثل ميقاتي أمام اللجنة الخاصة المكلفة ‏بوضع قانون الانتخابات الجديد، وفي عام 2011 عُين مديرا ‏لمكتب ميقاتي.‏

ويشغل أديب منصب رئيس الجمعية اللبنانية للقانون الدولي والجمعية اللبنانية للعلوم السياسية، وهو أيضا عضو في جمعية خريجي الجامعات الفرنسية، والجمعية العربية للعلوم السياسية، والجمعية الدولية للقانون الدستوري، والمرصد من أجل السلم الأهلي الدائم، وفي العام 2004 شغل منصب رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية للشرق الأوسط.

كما يشغل حاليا منصب مدير مركز العظم الثقافي وعضو مجلس إدارة جمعية “عزم وسعادة” الخيرية، ولديه العديد من المؤلفات والدراسات المتخصصة في القانون والعلاقات الدولية.

لا ينتمي أديب لأي تيار سياسي، ويُعرف عنه اللياقة في الحديث وكفاءة الأداء، كما أوردت صحيفة “النهار” اللبنانية.

طبخة سريعة لإرضاء ماكرون
يحل اليوم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ضيفا على لبنان، ليواصل الضغط على الساسة اللبنانية من أجل تسريع عملية تشكيل الحكومة والبدء في برنامج الإصلاح الاقتصادي المطلوب من المناحين، فالرئيس الفرنسي لا يريد منح بيروت “شيك على بياض” بالمساعدات المالية التي ستقدمها بلاده والدول المانحة الأخرى التي تعهدت بمد يد العون للبنانيين هذا الشهر.

 وبالأمس نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين لبنانيين القول بإن ترشيح أديب جاء بعد اتصالات أجراها ماكرون على مدار الـ 48 ساعة الماضية للضغط على القادة اللبنانيين للاتفاق على مرشح في أسرع وقت ممكن.

وأكدت مصادر بالرئاسة الفرنسية أن ماكرون اطلع على سير المفاوضات الجارية في بيروت لتسمية رئيس الحكومة، إذن القادة اللبنانيون يسارعون الوقت لاستقبال الضيف العزيز بورقة واضحة، تؤكد صدق تعهداتهم بالمضي قدما في الإصلاح والنأي عن السجالات السياسية.

بحسب وسائل إعلام لبنانية اسم مصطفى أديب حظي بتأييد 90 صوتا هم الشخصيات والكتل النيابية التي اجتمع معها عون على مدار ساعات الاستشارات النيابية، وأبرز هذه الشخصيات الحريري وميقاتي وممثلو كتل اللقاء الديمقراطي وتيار المستقبل والوفاء للمقاومة “الجناح السياسي لحزب الله” والتكتل الوطني، فيما سمى تكتل الجمهورية القوية والنائب فؤاد مخزومي السفير نواف سلام  بـ15 صوتاً، في حين امتنع بعض الفرقاء السياسيين عن تسمية أي شخص لرئاسة الحكومة وأبرزهم النائب إيلي فرزلي.

بهذا انتهت الاستشارات بتكليف أديب بتشكيل الحكومة، وكما قال تمام سلام صباحا “مصطفى أديب سيكون حمله كبير”، فنيران أسر ضحايا انفجار المرفأ لم تهدأ بعد، والشارع اللبناني عموما يغلي جراء أزمة مالية طاحنة دفعت العملة إلى انهيار بنحو 80% من قيمتها، ناهيك عن ارتفاع معدلات البطالة والفقرة والركود الناجم عن جائحة كورونا ومحادثات صندوق النقد المتعثرة منذ مايو الماضي.

 

ربما يعجبك أيضا