بعد ديربي “الميرسيسايد”.. سقوط الليفر يضع “صلاح” في مأزق

أميرة رضا

كتبت – أميرة رضا

رياح عاتية عصفت بملاعب الدوري الإنجليزي لكرة القدم، وأخذت تخفي سلاح الضغط العالي لدى فريق ليفربول، وأفقدته الكثير من قوته، تمثلت آخرها مساء أمس الأحد، في ديربي “المرسيسايد” المثير، الذي انتهى بوقوع يورجن كلوب وأبنائه في فخ التعادل السلبي، ليسقط من أعلى قمة البريميرليج متنازلًا عن الصدارة لغريمة مانشستر سيتي، حامل اللقب في العام الماضي.

بخطة قوية ومحكمة استطاع المدرب البرتغالي ماركو سيفا، المدير الفني لفريق إيفرتون، أن يدير المباراة -التي جمعتهما على ملعب جوديسون بارك في ختام الجولة التاسعة والعشرين- بشكل مثالي أمام الريدز، ويسقطهم في فخ التعادل الذي أطاح بهم من قمة البريميرليج، وكأن الفريق الأزرق يهدي نتيجة المباراة لبيب جوارديولا وحاشيته.

ديربي مثير.. ونتيجة صادمة

لم يتوقع عشاق فريق ليفربول، التعادل السلبي الذي نتج عن مباراة الديربي العنيدة، حيث كانوا يُمَنّون النفس بالفوز والظفر بالثلاث نقاط للابتعاد قليلًا عن مانشستر سيتي، ولكن غالبًا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.

ليفربول دخل المباراة بقوة وسرعة كبيرة، وحاول فرض أسلوب سيطرته وضغطه على الخصم كعادة الفريق مع الألماني كلوب، حيث نجح في شوط المباراة الأول بالتلاعب بخط الدفاع، في محاولة للاستحواذ على الكرة، وإيجاد حلول للوصول لمرمى جوردان بيكفورد حارس مرمى إيفرتون.

الضغط الهائل لفريق ليفربول، أمام تماسك الفريق الأزرق، أتاح فرصة واحدة محققة للتسجيل بالشوط الأول، والتي كانت عن طريق انفراد صريح للنجم المصري محمد صلاح، بحارس إيفرتون، ولكن الأخير نجح في التصدي للكرة، لينتهي الشوط الأول بالتعادل دون أهداف.

مع بداية الشوط الثاني واصل ليفربول ضغطه ومحاولة البحث عن هدف لفكّ شفرات دفاع إيفرتون في الخط الخلفي ووسط الملعب، وفي الدقيقة 55 من عمر اللقاء، أهدر مو صلاح مجددًا فرصة انفراد صريح بمرمى إيفرتون.

الفريق الأزرق نجح بعد ذلك في الوقت المتبقي من المباراة في السيطرة على اللقاء، لتزداد سخونته في آخر 15 دقيقة، ولكن دون جدوى من الفريقين.

السقوط من القمة

بلغة الأمثال العربية، وبعد ديربي الأمس المثير، وبالتحليل الأمثل لإدارة يورجن كلوب للريدز في آخر لقائين، نجد أنه “ليس في كل مرة تسلم الجرة”، حيث إن كلوب كان قد قدم حلًا مؤقتًا في مواجهة واتفورد، نقل فيه الخطورة من اليسار إلى اليمين وتضمن تحول ماني إلى رأس حربة، إلا أن الخدعة التي نجحت في مباراة واحدة ما لبثت أن انتهت أمام إيفرتون العنيد الذي أجبره على التعادل.

وبالنظر إلى نتيجة المباراة، نجدها سيئة بالنسبة لموقع ليفربول في صدارة الترتيب، ولكن على أرض الواقع فهي ليست كما يهول الجميع بأن الليفر قد خسر الصدارة للأبد، فالفريقان ما زالا يتنافسان على اللقب، وما زال هناك ضغط مباريات على الفريقين، وأن خسارة بعض النقاط شبه مؤكدة لكل منهما، فالسيتي قوي في ثقته، وليفربول عليه بإعادتها سريعًا.

وفي قائمة الصدارة، أصبح ليفربول يتأخر نقطة واحدة عن السيتي المتصدر، بعد تعادله الرابع في آخر ست مباريات برصيد 70 نقطة، أما السيتي -الذي انتصر بهدف دون رد على بورنموث السبت- فيمتلك 71 نقطة، وتتبقى لكل منهما تسع مباريات حتى النهاية.

مأزق “الأسوأ”

يعيش النجم الدولي محمد صلاح، فترة صعبة مع فريقه ليفربول، وذلك بعدما ابتعد عن شباك المنافسين للمواجهة الثالثة على التوالي، حيث سجل صلاح هدفًا وحيدًا خلال المباريات الستة الأخيرة في البريميرليج، لتصبح السلسلة الأسوأ للاعب المصري منذ انتقاله إلى صفوف ليفربول في صيف عام 2017.

الصيام التهديفي لصلاح، جاء بعد أن سجل الهدف الثالث لليفر على بورنموث يوم 9 فبراير الماضي، في الجولة الـ26، وبعدها فشل في التسجيل أمام مانشستر يونايتد (0/0)، وأمام واتفورد (5/0 لليفربول)، وإيفرتون (0/0).

وفي مباراة الأمس أهدر صلاح فرصتين خطيرتين في الدقيقتين 28 و65، كانتا كفيلتين بتقدم ناديه ليفربول على إيفرتون، حيث سدد في الفرصة الأولى على المرمى، لكن الحارس جوردان بيكفورد نجح في إبعادها، أما الفرصة الثانية فقد فجاءت فأهدرها صلاح في الدقيقة 65، بعد أن سدد كرة لم تعرف طريق الشباك.

يشار إلى أن ليفربول حقق الفوز 9 مرات، وتعادل 9 مرات في آخر 18 مباراة مع إيفرتون.

ثورة الجماهير.. والتقييم 5 من 10

على الفور وعقب انتهاء مباراة الأمس التي جمعت ليفربول مع إيفرتون في منافسات البريميرليج، تعرض اللاعب المصري صلاح لانتقادات شرسة، من جماهير الريدز على وسائل التواصل الاجتماعي، ربما للمرة الأولى بهذا الوضوح هذا الموسم.

الانتقادات انهالت على اللاعب المصري، حيث كتب واحد من جمهور ليفربول على موقع التدوينات الصغيرة “تويتر”: “خسرنا نقطتين بسبب لمسات صلاح السيئة وافتقاره القدرة على التهديف، عندما احتجنا لشخص يتحمل المسؤولية ويصبح النجم المنقذ لنا، اختفى صلاح مجددًا”.

ونشر شخص آخر صورة لانفرادة صلاح التي أضاعها بغرابة في الشوط الأول وعلق: “كيف سأخبر ابني في المستقبل أن صلاح أضاع هذه الفرصة وأضاع معها لقب الدوري؟”.

الجماهير لم تكن الوحيدة التي أشارت لتراجع مستوى صلاح، حيث أعطت صحيفة “إندبيندنت” البريطانية صلاح التقييم الأسوأ بين جميع اللاعبين في المباراة، حيث حصل على درجة 5 من 10.

في المقابل دافع الألماني كلوب عن لاعبه الذي سجل 17 هدفًا هذا الموسم، قائلًا: “في بعض الأحيان يكون بإمكان اللاعبين التسجيل في مثل هذه المواقف (انفرادة صلاح)، لكن الفاصل أحيانًا هو بوصة في لمسة الحذاء، وفي أيام أخرى هو سيسجل صلاح مثلها ربما مرتين أو ثلاثة أو أكثر، هذا هو حال كرة القدم”.

وبطبيعة الحال وعلى أرض الواقع لا يزال النجم المصري يمتلك فرصة مميزة للعودة سريعًا سواء على صعيد الأرقام الشخصية، أو قيادة فريقه لتحول إيجابي محليًا وقاريًا.

ربما يعجبك أيضا