بعد رسالة الأمير حمزة.. الأردن تطوي صفحة “قضية الفتنة”

محمود سعيد

قابل الشعب الأردني إنتهاء تلك الأزمة بارتياح كبير خصوصا أن الأمير الحسن بن طلال هو من توسط لحلها


أعلن الديوان الملكي الأردني، أمس الثلاثاء، أن الملك عبد الله الثاني تلقى رسالة اعتذار من أخيه الأمير حمزة بن الحسين، “يقر فيها بخطئه”، بشأن ما عرف بـ”قضية الفتنة”.

وقبل نحو عام تقريبًا، كشفت السلطات الأردنية رسميًا ملابسات المؤامرة التي هدفت إلى زعزعة أمن واستقرار البلاد، وتورط فيها ولي العهد الأردني السابق الأمير حمزة الأخ غير الشقيق للملك عبدالله الثاني وجهات أجنبية لم تحدد، لكن الملك الأردني عمل على وأد الفتنة من خلال تكليف الأمير الحسن بن طلال إدارة هذا المسار، حتى أغلقت الصفحة بعد اعتذار الأمير.

تسلسل زمني لقضية الفتنة

3 أبريل 2021، نفت القوات المسلحة الأردنية، اعتقال الأمير حمزة بن الحسين، منوهةً بأنه طٌلب من الأمير حمزة التوقف عن أي تحركات أو نشاطات توظف لاستهداف أمن الأردن واستقراره في إطار تحقيقات شاملة مشتركة للأجهزة الأمنية، واعتقل نتيجة لها الشريف حسن بن زيد وباسم إبراهيم عوض الله وآخرون.

4 أبريل 2021، أعلنت الأردن أن “تحقيقات أولية” أظهرت تورط الأمير حمزة مع جهات خارجية في “محاولات لزعزعة أمن البلاد وتجييش المواطنين ضد الدولة”.

5 أبريل 2021، أعلن ولي عهد الأردن السابق في تسجيل صوتي تداول عبر موقع “تويتر” أنه “لن يلتزم بالأوامر” بعدما اتهم بزعزعة “أمن الأردن واستقراره”، مشيرًا إلى تأييده لأخيه الملك عبدالله بعد وساطة من الأمير الحسن بن طلال شقيق الملك الراحل حسين وعم الملك الحالي.

6 أبريل 2021، قرر النائب العام الأردني،  حسن العبداللات، حظر النشر في التحقيقات المرتبطة بالأمير حمزة بن الحسين وآخرين.

11 أبريل 2021، ظهر الملك وولي العهد السابق الأمير حمزة، معًا للمرة الأولى منذ “الأزمة” التي شغلت البلاد، في حفل بمناسبة مئوية تأسيس المملكة الهاشمية.

يوليو 2021، قضت محكمة أردنية بسجن رئيس الديوان الملكي الأسبق باسم عوض الله، والشريف عبد الرحمن حسن بن زيد، بالسجن 15 عامًا، لإدانتهما بـ”التحريض على مناهضة نظام الحكم السياسي القائم بالمملكة وفعل بأعمال من شأنها تعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر وإحداث الفتنة”.

25 يوليو 2021، اعتبر العاهل الأردني، أن الأمير حمزة بن الحسين، تصرف “كهاو وبشكل مخيب للأمل”.

6 مارس 2022، أشار الديوان الملكي الأردني أن الأمير حمزة رفع رسالة إلى الملك، الأحد الماضي، بعد لقائهما بناء على طلبه، بحضور أخويهما الأميران فيصل وعلي

تعليق الديوان الملكي على رسالة الأمير حمزة

وجاء في بيان الديوان الملكي الهاشمي أن الأمير حمزة رفع رسالته إلى الملك، معتبرًا إقرار الأمير حمزة بخطئه واعتذاره عنه يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح، على طريق العودة إلى دور الأمراء في خدمة الأردن وفق المهام التي يكلفهم بها الملك عبدالله.

وكان الملك عبدالله الثاني كلف الأمير الحسن بن طلال إدارة الأزمة، وتعهد الأمير حمزة للملك عبدالله وعدد من الأمراء بالالتزام بالدستور ومسيرة الأسرة الهاشمية، وظل مقيمًا في قصره بين أهله برعاية الملك وعنايته.

اعترافات الأمير حمزة

كشف الديوان الملكي الهاشمي، عن نص رسالة الأمير حمزة بن الحسين التي جاء فيها: “أخي الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، أبعث إليك بأطيب مشاعر الاحترام والتقدير، داعيًا الله أن يحفظك ويديم عليك موفور الصحة، وأن يعزز ملكك ويديمك ذخرا لوطننا وأسرتنا”، مضيفًا في رسالته: “لقد مر أردننا العزيز العام الماضي بظرف صعب، وفصل مؤسف تجاوزهما الوطن بحكمتك وصبرك وتسامحك”.

ورأى أن “الأشهر التي مرت وفرت فرصة له لمراجعة الذات، والمصارحة مع النفس، ما دفعه إلى كتابة هذه الكلمات إلى أخيه الأكبر وعميد الأسرة الهاشمية، آملاً في طيّ تلك الصفحة في تاريخ الأردن والأسرة”.

عهد الآباء والأجداد

أردف الأمير:”أخطأتُ يا أخي، وجل من لا يخطئ.. وإنني إذ أتحمل مسؤوليتي الوطنية إزاء ما بدر مني من مواقف وإساءات بحقك وبلدنا وبلدنا خلال السنوات الماضية وما تبعها من أحداث في قضية الفتنة، لآمل بصفحك الذي اعتدنا عليه منك”، متابعًا: “اعتذر منك ومن الشعب الأردني ومن أسرتنا عن كل  التصرفات التي لن تتكرر بإذن الرحمن الرحيم”.

وأضاف: “كما تعهدت أمام عمّنا الأمير الحسن بن طلال، سأسير على عهد الآباء والأجداد، وفيًا لإرثهم، مخلصًا لمسيرتهم في خدمة الشعب الأردني، ملتزمًا بدستورنا، تحت قيادتك الحكيمة”، مردفًا: “حفظك الله قائدًا ملهمًا، وأخًا رحيمًا، ويسّر لك ولولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني كل التوفيق في خدمة الأردن الغالي وقيادة مسيرته التي ستبقى إن شاء الله مسيرة عز وفخر وإنجاز”.

ربما يعجبك أيضا