بين اختطاف واستهداف للممتلكات.. الحوثيون يواصلون جرائمهم في اليمن

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

لا تفوت ميليشيات الحوثي في اليمن فرصة لارتكاب جريمة إلا وآتتها، وتتنوع ممارسات الحوثيين بين اختطاف للصحفيين واستهداف للمزارع والمساكن والممتلكات ومصادرة الأراضي وحصد أرواح المدنيين العزل ومنع الحفلات الفنية وإحياء حفلات الزفاف. وجددت ميليشيا الحوثي الانقلابية، أمس الثلاثاء، استهداف الأعيان المدنية في مناطق متفرقة جنوبي الحديدة، غربي اليمن، بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والقناصة.

على الجانب الآخر، لقي 15 حوثيًا مصرعهم، أمس الثلاثاء، أثناء محاولتهم التسلل إلى أحد المواقع العسكرية المتقدمة في جبهة المشجح، وتدمير عربات تابعة لها، وذلك في كمين محكم للجيش والتحالف الذي سحق مجاميع حوثية في مأرب.

حفلات العرس

سادت حالة من الخوف والرعب في صفوف المدنيين، في الآونة الأخيرة، نتيجة الخروقات والانتهاكات الحوثية المتواصلة للهدنة الأممية، والتي دأبت الميليشيا على القيام بها، ضاربة بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية عرض الحائط، خاصة بعد أن كشفت وثيقة تداولها ناشطون يمنيون، قبل أيام، منع ميليشيا الحوثي إحياء الفنانين لحفلات الزفاف في مناطق مديرية الزيدية في محافظة الحديدة.

2b3cd19c 268e 4d68 b531 9881dcf99dbe

وفرضت ميليشيا الحوثي، بموجب الوثيقة، عقوبات على من يخالف ذلك تراوحت بين الحبس 20 يومًا وغرامات تصل إلى 500 ألف ريال بحق حفلات الأعراس المستضيفة للفنانين، أو استخدام مكبرات الصوت في أعراس النساء.

وأصدرت ميليشيا الحوثي، مؤخرًا، تعميمًا يقضي بمنع الفنانين والفنانات من حضور المناسبات والأعراس التي تقام في صنعاء ومناطق سيطرة الميليشيات، في ممارسات قمعية وحرب ممنهجة تذكر بممارسات تنظيم داعش وحركة طالبان في أفغانستان.

جرائم مستمرة

قالت مصادر محلية، إن عناصر الميليشيات استهدفت بصورة كثيفة وعشوائية، مزارع ومساكن المواطنين والمارة في الطرقات في مناطق مختلفة من مديرية حيس. وأفادت بأن بقايا جيوب الميليشيا الحوثية قامت بفتح نيران أسلحتها الرشاشة المتوسطة مختلفة العيارات صوب منازل المواطنين في مركز مدينة التحيتا، بالتزامن مع انتهاكات مماثلة للميليشيا طالت بلدتي الفازة الساحلية والجبلية التابعتين للمديرية.

يأتي ذلك عقب إخماد القوات المشتركة في الساحل الغربي اليمني، تحركات ومصادر نيران للميليشيا الحوثية شرق وجنوب الحديدة، عقب خروقات جديدة لوقف إطلاق النار. ونقل إعلام القوات المشتركة عن مصدر عسكري قوله، إن القوات المشتركة رصدت تحركات حوثية حاولت التقدم إلى الخطوط الأمامية لجبهات القتال شرق الحديدة والدريهمي. وأكد المصدر أن القوات المشتركة وجهت ضربات مركزة لتحركات الميليشيا التي حاولت اختراق الخطوط الأمامية، وحققت إصابات مباشرة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف مسلحي الحوثي، كما سحقت غارات لطيران تحالف دعم الشرعية، ‏مجاميع حوثية مما يعرف بـ”كتيبة ‎الحسين”، الإثنين الماضي، غرب مأرب.

76766dcf 2797 4952 88f1 3465d779309c
عناصر حوثية – أرشيفية

اختطاف صحافيين

وفي سياق متصل بالجرائم الحوثية، كشف المحامي اليمني عبدالمجيد صبرة، أن الصحافي يونس عبدالسلام الذي انقطعت أخباره منذ مطلع أغسطس الجاري، بات على الأرجح في قبضة جهاز المخابرات التابع لميليشيا الحوثي الانقلابية في صنعاء. وجاء استنتاج المحامي المدافع عن عشرات الصحافيين اليمنيين المخفيين منذ سنوات في سجون الحوثيين، بموجب إفادة عائلة عبدالسلام، التي قالت إن شخصًا رد عليها من هاتفه بعد عناء متابعة، قائلًا إن يونس “لديهم في جهاز الأمن والمخابرات، وغير مسموح بزيارته”.

ودعا صبرة إلى الضغط “بكل الطرق من قبل نقابات الصحفيين للإفراج عن عبدالسلام، خصوصًا وأن حالته الصحية، والاكتئاب الذي يعاني منه سيتضاعف كل يوم يظل فيه معتقلًا”، وأول أمس الإثنين، طالبت نقابة الصحفيين اليمنيين، ميليشيا الحوثي الانقلابية، بالكشف عن مصير صحافي اختطف منذ أكثر من 10 أيام، من العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرتها، وسط ظروف غامضة تحيط بمصيره.

يأتي هذا فيما كشفت نقابة الصحفيين اليمنيين، في وقت سابق، “أن ميليشيات الحوثي تسببت في مقتل 46 صحافيًا ومصورًا، وتشريد ألف آخرين من أعمالهم خلال الفترة من 2015 وحتى يونيو 2021م”.

رفض القبائل

أصدرت قبائل صنعاء اليمنية بيانًا جماعيًا، الأحد الماضي، أكدت فيه رفضها للقوانين الحوثية التي تبيح الاستيلاء على أراضيها، مشددين على ملكيتهم لهذه الأراضي وأنه لا يحق لأي طرف الاستيلاء عليها تحت مسميات أنها جبال وتعود ملكيتها للدولة. ووفقًا لصحيفة “عكاظ” السعودية، أعلنت القبائل اليمنية تمردها على القرار الذي تحاول ميليشيا الحوثي التسويق له لتطبيقه وإخراج 50% من المراهق والجبال التي يمتلكونها وتسليمها للقيادات الحوثية.

وبين خسائر مستمرة للحوثي وميليشياته على الأرض في مواجهة قوات التحالف والجيش الوطني، وأيضًا خسارته أي دعم شعبي وقبلي بسبب ممارساته المرفوضة والفجة بحق الإنسانية، يبقى عامل الوقت حاسمًا في سقوط راية الحوثيين إلى الأبد وزوال شمسهم المحرقة عن أرض اليمن.

ربما يعجبك أيضا