بين الحقيقة والابتزاز السياسي.. إيران تحتجز دبلوماسيين أجانب بتهم تجسس

رنا أسامة

زعم التليفزيون الإيراني أن المُحتجزين أخذوا عينات من الأرض في منطقة يُجري فيها الحرس الثوري تجارب صواريخ فضائية.


أعلن التليفزيون الرسمي الإيراني، 6 يوليو الحالي 2022، احتجاز الحرس الثوري دبلوماسيين أجانب، بينهم ثاني أكبر مبعوث بريطاني في طهران.

وفيما نفت بريطانيا توقيف أيٍّ من دبلوماسييها، لم يحدد التليفزيون الرسمي الإيراني جنسيات الأجانب المُحتجزين ولا عددهم، لكنه عزا احتجازهم إلى تنفيذهم أعمال تجسس مزعومة، مثل أخذ عينات تربة ومياه وصخور بمناطق محظورة، بحسب وكالة رويترز.

تجارب صواريخ فضائية

فيما لم يذكر التليفزيون الإيراني إذا كان المُعتقلون ما زالوا قيد الاحتجاز، زعم أنهم أخذوا عينات من الأرض في صحراء وسط إيران التي يُجري فيها الحرس الثوري تجارب صواريخ فضائية، ذلك أنها تعد منطقة محظور الاقتراب منها والتعامل مع تربتها.

وقد عرض تليفزيون طهران الرسمي ما قال إنها لقطات لنائب السفير البريطاني بإيران منذ 2018، جيل ويتاكر، وعائلته بوسط البلاد، بدا خلالها أنه يأخذ عينات من  حجارة المنطقة الصحراوية وترابها، قُرب منطقة يُجري فيها الحرس الثوري تجربة صاروخية.

طرد بعد اعتذار

ادّعى التليفزيون الإيراني أن الدبلوماسي البريطاني طُرد من “المنطقة المحظورة” بعد تقديمه اعتذارًا، فيما ذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية أن ثمة توجّه لطرد وترحيل نائب السفير البريطاني على خلفية تهم بالتجسس.

وذكر أن أحد المعتقلين هو زوج الملحق الثقافي للنمسا في إيران، كما عرض صورة لأجنبي ثالث عرّفه بأنه ماتشي فالتشاك، وهو رئيس قسم الأحياء الدقيقة بجامعة نيكولاس كوبرنيك في بولندا، كان يزور البلاد بصفته سائحًا.

جمع عينات وتورط إسرائيلي

بثّ التقرير التليفزيوني لقطات أخرى، زعم أنها تظهر ماتشي فالتشاك و3 من زملائه وهم يجمعون عينات تربة ومياهًا وصخورًا بمنطقة في مدينة دامغان، وسط إيران، بجانب التقاط الصور من مواقع عسكرية في طهران، وذلك خلال زيارة لإيران في إطار برنامج تبادل علمي. وقال التليفزيون الإيراني إن جمع العينات تزامن مع اختبار صاروخي بمحافظة كرمان، جنوبي البلاد.

واتهم التليفزيون الإيراني إسرائيل، العدو اللدود لإيران، بالتورّط في أنشطة التجسس المزعومة، مُشيرًا إلى أن أحد المُحتجزين، ماتشي فالتشاك، يُدرّس بجامعة قال إنها “مرتبطة بالكيان الصهيوني”. وقال “يبدو أنّ إسرائيل تريد فتح ملف حول البُعد العسكري المحتمل لبرنامج إيران النووي، باستخدامها رعايا دول ثالثة مرتبطين بسفارات غربية”.

نفي بريطاني.. وتُهم قد تكون ملفَّقة

من جهتها، نفت وزارة الخارجية البريطانية تقارير احتجاز أحد دبلوماسييها في طهران بتهمة التجسس نفيًا قاطعًا. وغرّد متحدث باسم الخارجية البريطانية، صامويل هيث، عبر تويتر: “إنه (ويتاكر) لم يعد موجودًا في إيران بعد الآن”. كما وصف السفير البريطاني بإيران، سايمون شير كليف، تقارير اعتقال نائبه بأنها مثيرة للاهتمام.

ووفق رويترز، اعتقل الحرس الثوري الإيراني عشرات الأجانب ومزدوجي الجنسية في السنوات الأخيرة، بتهم مُختلفة يتعلق معظمها بالتجسس. وادّعت جماعات حقوقية أن إيران تحاول ابتزاز دول أخرى للحصول على تنازلات من خلال اعتقالات بتهم تتعلق بالأمن، قد تكون مُلفقة، في حين أن طهران تنفي اعتقال أشخاص لأسباب سياسية.

ربما يعجبك أيضا