بين هواجس أمنية وخطر المسلحين.. توقعات بإعلان تأجيل انتخابات ليبيا

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

وسط ترقب وآمال أن تجرى الانتخابات الليبية في موعدها المقرر 24 ديسمبر الجاري، يخيم شبح التأجيل أو الإلغاء على المشهد في “بلد المختار” التي عانت لسنوات من الحروب والانقسامات وانتشار الأسلحة وعبث المرتزقة والمسلحين بأمن ومقدرات ليبيا لصالح دول وتكتلات أصحاب أطماع في مصالح نفطية وثروات بترولية.

ويخيم شبح التأجيل على الانتخابات الليبية، المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر الجاري بقوة في ظل توقعات بالإعلان عن ذلك قريبًا، كما توقعت وكالة «نوفا» الإيطالية، أن يتم الإعلان عن تأجيلها رسميًا بعد غد الإثنين، في ظل المعطيات السياسية والقانونية والأمنية القائمة، في وقت باشرت فيه المستشارة الأممية ستيفاني وليامز لقاءات وجولات شملت العديد من الأطراف في محاولة لاحتواء التداعيات المحتملة لعدم إجراء الانتخابات في موعدها.

هواجس أمنية

وتزامنت هذه التطورات مع وقفات احتجاجية في العاصمة طرابلس ومدن كل من سرت وسبها وطبرق رفضًا لتأجيل الانتخابات وضرورة إعلان القوائم النهائية للمرشحين، إلا أن تجدد الاشتباكات وعودة التحشيد العسكري في سبها، أعاد الهواجس الأمنية إلى الواجهة.

وجاءت هذه الاشتباكات التي تعد خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار بعد ساعات من إعلان مديرية أمنها سيطرة قوات تابعة للقيادة العامة على 11 سيارة شرطة حديثة لها، يوم الإثنين الماضي. وذكرت وكالة الأنباء الإيطالية “نوفا”، أن من أسباب إقدام بعض التشكيلات المسلحة على تطويق مقرات المجلس الرئاسي ومجلس الوزراء ووزارة الدفاع في العاصمة طرابلس، هو قرار المجلس الرئاسي بإقالة آمر ما يسمى «منطقة طرابلس العسكرية»، عبدالباسط مروان، وتكليف عبدالقادر منصور بدلاً منه. وأشار التقرير إلى أن بعض التشكيلات المسلحة اعتبرت هذا القرار تهديدًا لنفوذها.

التأجيل أو الإلغاء

ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية في ليبيا، تبسط الجماعات المتطرفة الليبية نفوذها على العاصمة طرابلس ومطارها، بحسب موقع “العربية نت” الإلكتروني، وقبل أيام، على الموعد المحدد لإجراء الانتخابات، سيطرت حالة من التشكك في ليبيا بشأن تنظيمها في تاريخ 24 ديسمبر، وبالتالي بات الليبيون أمام خيارين وهما التأجيل أو الإلغاء، وكلاهما قد يقودان إلى عودة القتال والعنف مجددًا، ويعتبران انتكاسة وتهديدًا لعملية السلام الجارية داخلها.

وتصطدم الرغبة الملحة لعدد من المرشحين وكذلك لأغلب الليبيين بإجراء الانتخابات في موعدها، بعدة عقبات رافقت العملية الانتخابية منذ فتح باب الترشح وإلى غاية نهاية مرحلة الطعون، تشير كلها إلى صعوبة تنظيم الاستحقاق الانتخابي وإلى عدم وجود ضمانات للاعتراف والقبول بنتائجه، قبل حسم الصراعات القانونية وتحقيق توافق بين الأطراف الداخلية الفاعلة.

مخاوف وتدخل

أجمع مسؤولون في مجلس النواب ومفوضية الانتخابات بليبيا على عدم إمكانية تنظيم الاستحقاق الرئاسي في موعده، واتهم رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، خالد المشري، أطرافًا خارجية وبعض السفراء، بالتدخل وممارسة ضغوط على المفوضية ومجلسي النواب والأعلى للقضاء، لإجراء انتخاباتٍ بقوانين وصفها بالـ”معيبة”، حسَب قناة “ليبيا الأحرار”.

وقال المشري إن التدخل الخارجي في الانتخابات وصل إلى حد غير مقبول، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ترفض مشاركة سيف القذافي في السباق الرئاسي، وروسيا تصر على دخوله. بينما نقل رئيس المفوضية، عماد السايح، تقريرًا عن المستجدات وعراقيل تنظيم الانتخابات للسفير الأمريكي، ريتشارد نورلاند، فيما وصلت مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفاني ويليامز، إلى بنغازي لإجراء مشاورات، تمهيدًا للإعلان عن تأجيل الانتخابات والكشف عن خارطة طريق للمرحلة القادمة

ربما يعجبك أيضا