تايوان قلقة.. لماذا تريد دول العالم بناء مصانع رقائق على أراضيها؟

أحمد ليثي
شركة تايوان للرقائق

يتنامى القلق في تايوان نتيجة الضغوط التي تُمارس على شركة تايوان لأشباه الموصلات للتوسع عالميًّا، فتبني الشركة منشأة لها في اليابان، وتفكر في الاستثمار بأوروبا أيضًا.


افتتح الرئيس الأمريكي، جو بايدن، مصنعًا لشركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات المحدودة، في ولاية أريزونا بكلفة 40 مليار دولار.

وحسب تقرير شبكة “سي إن إن بيزنس“، نُشر أول من أمس الجمعة 9 ديسمبر 2022، طالبت الإدارة الأمريكية شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات ببناء مصنع في واشنطن لتأمين إمداداتها من الرقائق الأكثر تقدمًا.

الجميع يريدها

يتنامى القلق بين التايوانيين نتيجة الضغوط التي تُمارس على شركة تايوان لأشباه الموصلات للتوسع عالميًّا، فتبني الشركة منشأة لها في اليابان، وتفكر في الاستثمار بأوروبا.

وقال نائب رئيس شركة تيك إنسايتس، جي دان هتشسون، لـ”سي إن إن”، وهي منظمة بحثية متخصصة في الرقائق: “إن الجميع يريد بناء مصنع لشركة تايوان في بلاده، لأنها كالألماسة، فالصينيون يريدون بناء مصنع لها في بلادهم، والأمريكان، والأوروبيون كذلك”.

تخوفات مشروعة

أشار التقرير إلى أن الشركة متخوفة من أن التكنولوجيا التي تتفرد بها قد تخرج من تايوان، كما أنه يوجد قلق من أن تضاؤل وجود الشركة في تايوان قد يعرض البلاد لضغوط أكبر من بكين، التي تتعهد بالسيطرة على الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي بالقوة إذا لزم الأمر.

ويُنظر إلى الشركة على أنها ذات قيمة كبيرة للاقتصاد العالمي، بالإضافة إلى أن الصين تدعي أن تايوان إقليم خاص بها، وتمثل جزءًا من “درع السيليكون” ضد أي غزو عسكري محتمل لبكين، وهو ما يعطي دافعًا قويًّا للغرب للدفاع عن تايوان ضد أي محاولة من الصين للاستيلاء عليها بالقوة.

صفقة سرية؟

قبل يوم من افتتاح الرئيس الأمريكي مصنع الشركة في الولايات المتحدة، قدم النائب عن حزب الشعب التايواني المعارض، تشيو تشين يوان، استجوابًا ضد وزير الخارجية، جوزيف وو، عن حقيقة وجود صفقة سرية بين تايوان والولايات المتحدة قد تضر بصناعة الرقائق التايوانية.

وزعم النائب المعارض أن عملاق الرقائق يتعرض لضغوط سياسية لنقل تقنياته الأكثر تقدمًا إلى الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الشركة نقلت بالفعل 300 شخص، منهم مهندسون متخصصون، إلى المصنع الذي أنشأته في ولاية أريزونا، ولكن وزير الخارجية نفى وجود صفقة سرية، محاولًا التقليل من أهمية إنشاء مصنع للشركة خارج تايوان.

قلق مشترك

قال رئيس الأبحاث في “سي إل سيكيورتيز تايوان”: “يوجد قلق مشترك في الجزيرة من الأهمية الدولية المتزايدة لشركة تايوان للرقائق والضغوط، التي تواجهها للتوسع. وهذا مشابه لما حدث في الولايات المتحدة في السبعينات والثمانينات عندما انتقلت وظائف التصنيع من الولايات المتحدة إلى بلدان أخرى”.

ومن جهته، قال الرئيس التنفيذي السابق لشركة تايوان للرقائق، تشي ويي: “إن كل المناطق مهمة بالنسبة للشركة، والشركة سوف تواصل خدمة عملائها في جميع أنحاء العالم”.

أهمية متزايدة

تأسست الشركة عام 1987 على يد موريس تشانج، لصناعة أشباه الموصلات التي باتت جزءًا لا غنى عنه في كل جهاز إلكتروني تقريبًا، لدرجة أن الشركة تنتج اليوم ما يقدر بنحو 90% من رقائق الكمبيوتر فائقة التطور في العالم.

ومع تصاعد التوتر بين الصين والولايات المتحدة من ناحية، وبين بكين وتايبيه من ناحية أخرى، طلبت الحكومات والشركات الكبرى التي تواجه نقصًا في الرقائق من شركات أشباه الموصلات توطين عملياتها في الولايات المتحدة، ومنها شركة تايوان.

مخاطر

قال مؤلف كتاب “حرب الرقائق.. القتال من أجل التكنولوجيا”، إن قرار شركة تايوان بتوسيع استثماراتها في ولاية أريزونا، دليل على أن السياسة والمخاطر الجيوسياسية ستلعب دورًا أكبر من ذي قبل في قرارات سلسلة التوريد”.

وتثير هذه المخاطر قلق السياسيين التايوانيين، مثل تشيو تشين يوان، الذي قال إن “مخاوف الأمن القومي بين الحكومات تدفع الشركة للتوسع”، ولكنه يعتقد أن “الشركة ستواصل تصنيع أكثر الرقائق تقدمًا في تايوان، نظرًا لوجود مهندسين تايوانيين متخصصين في البلاد”.

ربما يعجبك أيضا