تحديًا للصدر.. إيران تحشد الملايين في زيارة الأربعين

يوسف بنده

تحشد إيران الملايين لزيارة أربعين الحسين في كربلاء بالعراق، رغم أزمتها الاقتصادية، ورغم الاضطرابات السياسية والأمنية في العراق.. لماذا؟


طالب الزعيم السياسي العراقي ورجل الدين الشيعي، مقتدى الصدر، الزوار الراغبين بزيارة الإمام الحسين، وخص منهم الإيرانيين، بالالتزام بالقوانين المعمول بها في العراق.

وحسب تقرير “سي إن إن“، يوم السبت 3 سبتمبر 2022، طالب الصدر الإيرانيين بألا يتعاملوا على أنهم “مضيفين”، مستشهدًا بالطريقة التي تتعامل بها السعودية والدول التي تحتضن مواقع مقدسة مع الزائرين. وأشار إلى أن المضيف ملزم باحترام ضيفه.

1800877 662

حشد إيراني

في ظل الاضطرابات السياسية بين القوى الشيعية العراقية، حرصت إيران على المشاركة بعدد كبير خلال زيارة الأربعين هذا العام. وأعلن وزير الاقتصاد، إحسان خاندوزي دفع قرض يصل إلى 5 ملايين تومان للمشاركين في رحلة الأربعين تشيجعًا للمواطنين، حسب “بولتن نيوز“. وقال نائب الرئيس، محمد مخبر، إن الحكومة اتخذت الاجراءات اللازمة بهدف تسهيل الزيارة، إضافة إلى فتح منافذ حدودية جديدة.

وتوقع مخبر بأن تسجل 6 معابر حدودية مع العراق عبور ما يزيد على 5 ملايين زائر للمشاركة في مراسم الأربعين، حسب إذاعة “روودو“. ورفعت إيران مستوى جهوزية وسائل النقل البرية والجوية والبحرية لنقل هذا العدد الضخم من الزوار، فضلًا عن قوافل الأعلام والسائرين على الأقدام حتى مدينة كربلاء العراقية. وأيضًا حشد مئات الصحفيين والإعلامين لإبراز الحدث.

تحديًا للصدر

زعيم التيار الصدري الذي يتهم إيران بتحريك تيارات وأحزاب الإطار التنسيقي بالعمل ضده، لإفشال مساعيه لتشكيل حكومة بعد حسم تياره الأغلبية البرلمانية، طالب الإيرانيين باحترام الجهات المختصة، ممشددًا على أن العراق غير ملزم بإدخال ما يفيض عن قدرته من الحجاج. وطالب أيضًا القوات الأمنية بضبط نقاط التفتيش وحدها، دون تدخل من الحشد الشعبي أو السرايا أو غيرها من الفصائل  الموالية لإيران.

ويبدو حرص إيران على إرسال الملايين من الشيعة إلى زيارة أربعين الحسين لترسيخ حضورها الفاعل في العراق، وتمسكها بهذا الحضور حتى لو خرجت أصوات ترفض هيمنة الإيرانيين على المراقد الشيعية. وأعلن الإطار التنسيقي، في وقت سابق، تأجيل حراكه السياسي لتشكيل الحكومة المقبلة إلى ما بعد زيارة الأربعين.

3585577

غنيمة إيرانية

يشير تقرير صحيفة “العرب” اللندنية إلى أن الولايات المتحدة خلال محادثاتها النووية مع إيران فشلت في كبح نفوذ الأخيرة في المنطقة ولا سيما في العراق. واعتبر التقرير أن العراق بمثابة غنيمة لإيران، سواء تم الإتفاق أم لا. وكأن الأمريكيين يتعاملون وفق مبدأ أساسي هو رعاية مصالح طهران قبل أي شيء آخر.

وأشار التقرير إلى أنه في العام 2008، توصلت طهران وواشنطن إلى ما سمي “اتفاقا أمنيًّا” لتحديد العلاقة الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة، موضحًا أن إيران كانت الطرف غير الظاهر في هذا الاتفاق الذي وقعته حكومة نوري المالكي الأولى، ويقضي ببقاء القوات الأمريكية لمدة محدودة، مقابل السماح لإيران، عن طريق الأحزاب الموالية لها، بأن تكون القوة التي تحكم العراق.

ربما يعجبك أيضا