تحهيز الطلاب للحرب.. بوتين يعسكر المدارس الروسية

آية سيد
لماذا يحاول بوتين «عسكرة» المدارس الروسية؟

في سبتمبر المقبل، سيصبح التدريب العسكري الأساسي إلزاميًّا للطلاب الروس من سن الـ16 فما فوق.


نشرت مجلة “ذي إيكونوميست” البريطانية مقالًا يفيد بأن موسكو تحاول “عسكرة” المدارس الروسية، ليكون التدريب العسكري إلزاميًّا للطلاب.

وحسب المقال، المنشور يوم الخميس الماضي 4 مايو 2023، يحاول الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إدخال “القيم الروسية” على المناهج الدراسية بهدف التصدي لـ”الانحطاط الغربي”، وتجهيز الطلاب لتجنيدهم في الحرب الروسية الأوكرانية.

جهود روسية

في العام الماضي، سن البرلمان الروسي خططًا لإنشاء حركة شبابية تحاكي “حركة الرواد”، وهو تنظيم كان يروج للأيديولوجية السوفيتية في العصر الشيوعي، وفق المقال. وأدخل الكرملين أيضًا دروسًا في “القيم الروسية” على المناهج الدراسية، للتصدي للانحطاط الغربي.

وأضاف مقال “ذي إيكونوميست” أنه في سبتمبر المقبل، سيصبح التدريب العسكري الأساسي إلزاميًّا للطلاب الروس من سن 16 سنة فما فوق.

تدريبات إلزامية

في إبريل الماضي، أوردت صحيفة “ذا موسكو تايمز” أن التدريب العسكري الإلزامي سيشمل تعليم الطلاب الروس كيفية استخدام بنادق كلاشينكوف، وكيفية استخدام القنابل اليدوية، وتقديم الإسعافات الأولية. ونشرت الصحيفة صورًا لبعض التدريبات العسكرية التي يتلقاها الطلاب في المدارس الثانوية الروسية.

لماذا يحاول بوتين «عسكرة» المدارس الروسية؟

طالبات روسيات تتلقين تدريبات عسكرية

وكانت وكالة أنباء نوفوستي الروسية نشرت مقطعًا، في مارس الماضي، لطلاب في مدرسة بالقرم يجمعون بندقية كلاشينكوف في تدريب تنافسي. ثم تنتقل الصورة إلى تدريب على قتال بالأيدي، يُظهر 9 طلاب يستعرضون حركات فنون قتالية أساسية أثناء حملهم بنادق كلاشينكوف.

وفي هذا السياق، قال مراسل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في موسكو، ويل فيرنون، إن هذا التدريب العسكري جزء من برنامج تجريبي وسيجري تطبيقه في المدارس الثانوية في أنحاء روسيا في وقت لاحق من العام الجاري.

الغرض من العسكرة

حسب “ذي إيكونوميست”، هذه الحملة الوطنية تهدف إلى تبرير غزو الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لأوكرانيا، الذي يصوره كدفاع عن القيم التقليدية في مواجهة الغرب.

لماذا يحاول بوتين «عسكرة» المدارس الروسية؟

طالب يتدرب على إطلاق النار في مدرسة ثانوية

ومن وجهة نظره، التي نقلها المقال، يجب أن يكوّن الأطفال الروس انطباعًا إيجابيًّا عن حياة الجيش، لأنه في النهاية، قد يجري تجنيد الكثير منهم عما قريب للمشاركة في الحرب.

اقرأ أيضًا| مرصد مراكز الأبحاث| مسار وتفاعلات الحرب الروسية الأوكرانية بعد عامها الأول

تجنيد الطلاب

في فبراير الماضي، أورد موقع “إنسايدر” الأمريكي عن وثائق مزعومة كشفتها مديرية الاستخبارات الرئيسة بوزارة الدفاع الأوكرانية، والتي تُظهر خططًا روسية لتجنيد طلاب الجامعات وإرسالهم إلى الخطوط الأمامية.

وكشف الموقع ذاته، في مارس الماضي، أن مجموعة فاجنر الروسية بدأت إجراء محادثات مهنية في المدارس بهدف تجنيد قوات جديدة من طلاب المدارس الثانوية الروسية. وكذلك أنشأ قائد المجموعة، يفجيني بريجوزين، مراكز تجنيد في المدارس والأندية الرياضية الشبابية.

اقرأ أيضًا| الرئيس الروسي يوقع مرسوم التجنيد الإجباري

اقرأ أيضًا| نجل المتحدث باسم بوتين يعترف بالقتال مع فاجنر في أوكرانيا

موقف الروس

أفادت “ذي إيكونوميست” أن الروس يبدون متقبلين للأمر. وفي مايو من العام الماضي، وجد مركز ليفادا، وهو مؤسسة استطلاعات روسية مستقلة، أن 80% من المواطنين الروس أيدوا إحياء حركة الرواد، وأن 87% ممن في عمر 55 على الأقل كانوا متحمسين.

وعلى الرغم من أن الأجيال الأصغر من الروس كانوا أقل حرصًا على تبرير أفعال جيشهم في أوكرانيا، كان معظمهم مؤيد لإحياء الحركة السوفيتية، وفق المجلة البريطانية.

تحول في الآراء

حسب “ذي إيكونوميست”، وجد الباحثون بالمدرسة العليا للاقتصاد في روسيا أنه قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، فضل الشباب إجراءات المواطنة التي تحمل سمات أيديولوجية أقل، مثل خدمة المجتمع المحلي.

وعلى الجانب الآخر، وجدت مؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية أن الشباب الروس متشككون في قدرة الدولة على تحويل حياتهم إلى الأفضل، بسبب السياسات الراكدة والفساد المتفشي.

مبادرات موالية للكرملين

لماذا يحاول بوتين «عسكرة» المدارس الروسية؟

طالبة روسية تتدرب على استخدام بندقية كلاشينكوف

لفتت المجلة البريطانية إلى أن المبادرات الشبابية السابقة كانت غير مكتملة، مثل مبادرة “ناشي” الشبابية الموالية للكرملين، التي بدأت في 2005 وشجعت الشباب على مضايقة خصوم بوتين، ثم اختفت في بداية العقد الثاني من الألفية.

وفي 2016، أطلقت وزارة الدفاع منظمة “يونارميا” (جيش الشباب)، التي تعلم الأطفال المهارات العسكرية في المعسكرات الصيفية المرحة. والآن، تزعم المنظمة أنها تضم 1.25 مليون عضو منتشرين في أنحاء روسيا، ما يساوي 6 أضعاف العدد الذي استطاعت “ناشي” جمعه.

وإدراكًا لقوة وسائل التواصل الاجتماعي، تدفع الحكومة الروسية للمؤثرين البارزين للحديث عن مزايا العضوية. أما في ما يتعلق بما إذا كان هذا سيساعد في رفع معنويات الجنود الروس الشباب على الجبهة في أوكرانيا، فهذه مسألة أخرى، وفق “ذي إيكونوميست”.

ربما يعجبك أيضا