تشكيل مقاومة شعبية.. هل دخلت إيران على خط الأزمة في السودان؟

حذر تقرير لمعهد واشنطن الأمريكي، الأربعاء 31 يناير 2024، من تشكيل إيران لمليشيات حشد شعبي قادرة على دحر قوات الدعم السريع.

وتزداد هذه المخاوف خصوصًا بعد دعوات الجيش السوداني تسليح المواطنين والانتظام “للمقاومة الشعبية”، وذلك في إطار مواجهة قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو “حميدتي”، الذي دخل في صراع مسلح مع الجيش السوداني، بقيادة عبد الفتاح البرهان.

المبعوث الامريكي للسودان

قلق أمريكي

حسب تقرير وكالة الصحافة الفرنسية، الأربعاء 21 فبراير، فقد أعربت الولايات المتحدة، عن قلقها إزاء تقارير عن شحنات أسلحة من إيران إلى الجيش السوداني الذي يخوض حربا مع قوات الدعم السريع.

وقال السفير الأمريكي لدى السودان، جون غودفري، إن واشنطن «تشعر بقلق بالغ إزاء الدعم الخارجي» وإن «هناك تقارير عن استئناف العلاقات بين السودان وإيران يمكن أن تشمل دعما ماديا إيرانيا للجيش السوداني، وهو أمر يشكّل مصدر قلق بالنسبة إلينا».

مقاومة شعبية

في إطار المخاوف من دخول السودان حرب أهلية في ظل انتشار دعوات تشكيل الحشد والمقاومة الشعبية، نقلت صحيفة التغيير السودانية، أمس الثلاثاء، عن حاكم إقليم دارفور، بابكر حمدين، إن ميلاد المقاومة الشعبية المسلحة لأهل دارفور خطوة في الاتجاه الصحيح لرد كرامة أهل دارفور التي انتهكتها “مليشيات التمرد” والتي تمثل جرائم ضد الإنسانية.

وفي الخامس عشر من أبريل 2023، اندلع قتال ضاري بين الجيش والدعم السريع في العاصمة الخرطوم، وسرعان ما اتسعت دائرة الحرب لتشمل عدة ولايات سودانية، من بينها إقليم دارفور في غربي البلاد.

نائب الرئيس الإيراني، محمد مخبر مع وزير خارجية السودان، علي الصادق علي

مستشارون إيرانيون

نقل موقع عربي بوست عن مصادر إيرانية، اليوم الأربعاء 28 فبراير، أن طهران قد أرسلت بالفعل مستشارين لها، من أجل دراسة الوضع في السودان على الأرض، وإرسال التقارير إلى قادة الحرس الثوري والمرشد الأعلى.

وذلك حتى تجيب إيران على مطالب وزير الخارجية السوداني، علي الصادق، بإرسال مسيّرات وصواريخ إلى القوات المسلحة السودانية التي تقاتل ضد قوات الدعم السريع.

وقال المصدر الإيراني، إنه “من المحتمل أن يتم إرسال مستشارين إيرانيين إلى السودان، إضافيين، في الأسابيع القليلة المقبلة، من أجل تدريب القوات المسلحة السودانية على الخطط العسكرية، واستخدام الأسلحة الإيرانية، وما شابه من الأمور العسكرية”.

وزير خارجية السودان في طهران

نافذة على البحر الأحمر

يمثل موقع السودان المطل على نهر النيل والبحر الأحمر، فرصة اقتصادية وأمنية لإيران، حيث إمكانية الاستثمار الإيراني في قطاع الزراعة، في وقت تعاني فيه إيران من القحط وندرة الأمطار.

أيضًا، قرب السودان من باب المندب، ممكن أن يصبح مكملاً لمحور المقاومة الذي تبنيه إيران في المنطقة، خاصة أن لدى السودانيين بنية دينية وثقافية تعزز من إمكانية النفوذ الإيراني هناك.

كذلك، توسع وجود إيران البحري في المنطقة، يضمن لها إعادة تزويد سفنها بالوقود في البحر الأحمر، بحسب ما تفكر فيه القيادة الإيرانية العليا.

تأسيس قاعدة شعبية

تأتي التحذيرات من اقتراب السودان من إيران، بينما تمثل قبائل البجا التي تتمركز ما بين ساحل كسلا والبحر الأحمر ونهر النيل، قاعدة شعبية يمكن أن تستغلها إيران لتعزيز نفوذها داخل السودان على أساس قاعدة إسلامية.

خاصة أن قبائل البجا قد عانت من التهميش السياسي والاقتصادي في عهد الرئيس السوداني السابق عمر البشير، كما أنها شاركت بقوة في الاحتجاجات السودانية التي اندلعت عام 2018، التي قادت إلى الإطاحة بحكومة البشير في أبريل 2019.

وحسب موقع عربي بوست، فإن لدى إيران علاقات جيدة مع كل من الكيزان (جماعة الإخوان المسلمين) وقبائل البجا، بدأت منذ عهد الرئيس المخلوع، وتسعى إلى تعزيزها وتوسيعها قبل التحالف مع الجيش السوداني، وإرسال الأسلحة إليه.

رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1775697

#إيران #السودان #البرهان #حميدتي