تصريحات زعيم الجمهوريين وأصداؤها في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي

أثار زعيم الحزب الجمهوري بمجلس الشيوخ الأمريكي، ميتش ماكونيل، عاصفة من الجدل بتصريحاته عن تراجع فرصة الجمهوريين في الاحتفاظ بسيطرتهم على المجلس.

وقال ماكونيل، الخميس الماضي 18 أغسطس 2022، إن فرصة الجمهوريين في الاحتفاظ بالسيطرة على مجلس الشيوخ بانتخابات التجديد النصفي المقبلة، 8 نوفبر 2022، منخفضة بسبب ما وصفه بـ”جودة المرشحين”، بحسب ما أوردت شبكة إن بي سي نيوز الأمريكية.

جودة المرشحين الجمهوريين

عند سؤاله عن توقعاته لانتخابات التجديد النصفي لعام 2022، في مأدبة غداء بالغرفة التجارية لشمال كنتاكي، قال ميتش ماكونيل: “أعتقد أن احتمالية تحقيق نتيجة جيدة للجمهوريين في مجلس النواب أعلى من مجلس الشيوخ، فمنافسات مجلس الشيوخ مختلفة، لأنها على مستوى الولايات، وجودة المرشح لها علاقة كبيرة بالنتيجة”.

وتابع ماكونيل: “من المرجح أن تكون نتيجة مجلس الشيوخ قريبة للغاية، فإما سيربح جانبنا، الجمهوريون، بفارق ضئيل وإما سيربح جانبهم، الديمقراطيون، بفارق ضئيل”. وعلى الرغم من أن التاريخ يلعب بقوة لصالح الحزب خارج السلطة، وهو الحزب الجمهوري في هذه الحالة، فإن ماكونيل يقلق من أن المرشحين دون المستوى قد يخدمون الديمقراطيين دون قصد.

فرص أفضل للديمقراطيين

في تحليل نشرته شبكة سي إن إن، أمس السبت 20 أغسطس 2022، رأى الكاتب هاري إينتن أن ماكونيل على حق، وذكر أن الكثير من التوقعات يشير إلى أن الديمقراطيين هم الأوفر حظًّا بفارق ضئيل للاحتفاظ بالغرفة العليا للكونجرس، أي مجلس الشيوخ.

ووفق الكاتب، يأتي هذا التغيير في حين يواصل الحزب الديمقراطي الحصول على نتائج أفضل بكثير من المتوقع في الاستطلاعات في عدد من الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى الجانب الآخر من المنافسة يصارع العديد من المرشحين الجمهوريين للتواصل مع الناخبين لكسب تأييدهم وجذب أصواتهم.

تقدُّم الديمقراطيين في الاستطلاعات

في هذا السياق، استشهد الكاتب باستطلاعي فوكس وجامعة ماركيت بولايتي أريزونا وويسكونسن، اللذين أظهرا تقدم المرشحين الديمقراطيين، ففي أريزونا، تقدم المرشح الديمقراطي مارك كيلي على الجمهوري بلايك ماسترز بـ8 نقاط في استطلاع فوكس. وفي ويسكونسن، تقدم مانديلا بارنز بـ7 نقاط في استطلاع ماركيت و4 نقاط في استطلاع فوكس على السيناتور الجمهوري رون جونسون.

وأرجع الكاتب السبب في هذا إلى تراجع شعبية المرشحين الجمهوريين، ولكن المرشحين الديمقراطيين يتمتعان بمعدلات شعبية إيجابية. وأشار الكاتب إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، تراجعت شعبيته في هذين الاستطلاعين، وتكررت الظاهرة نفسها في ولايتي جورجيا وبنسلفانيا، وهذه الولايات 4 تمثل غالبية السباقات التنافسية على خريطة مجلس الشيوخ لهذا العام.

هجوم على ميتش ماكونيل

أشار الكاتب إلى أنه إذا فاز الديمقراطيون في هذه الولايات 4، سيحتاج الجمهوريون إلى قلب النتيجة في ولاية غير متوقع أن يربحوها حاليًّا، من أجل استعادة مجلس الشيوخ، وعلى خلفية تلك التصريحات، هاجم مذيع قناة “فوكس نيوز” الأمريكية، شون هانيتي، السيناتور ميتش ماكونيل، بحسب ما أوردت مجلة نيوزويك الأمريكية أمس السبت 20 أغسطس.

وقال هانيتي إنه ينبغي استبدال زعيم آخر للجمهوريين بماكونيل في مجلس الشيوخ عقب تصريحاته الأخيرة. وقال هانيتي يوم الجمعة الماضي: “الديمقراطيون يصورون مرشحي مجلس الشيوخ الجمهوريين للانتخابات المقبلة وانتخابات التجديد النصفي على أنهم قساة ومنفصلون عن الواقع، وحسنًا، يبدو أن زعيم الأقلية ميتش ماكونيل راضٍ عن تركهم بمفردهم ليدافعوا عن أنفسهم”.

الغراب الأسود

طالب هانيتي ماكونيل بالخروج والدفاع عن فريقه، وألمح إلى أن ماكونيل يفعل ذلك بدافع كراهيته للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وأنه يريد خسارة المرشحين الذين أيدهم ترامب ظنًّا منه أن هذا سيؤذي ترامب. وفي هذا السياق، لفتت مجلة نيوزويك إلى أن ترامب وماكونيل كانا على خلاف منذ أحداث الكابيتول، في 6 يناير 2021.

وطالب ترامب باستبدال ماكونيل بوصفه زعيمًا للجمهوريين في مجلس الشيوخ، وَوَصَفَه كثيرًا بـ”الغراب الأسود”. وفي فبراير الماضي، قال ترامب إن ماكونيل “ضد كل ما يمثله الجمهوريون” بعد معارضته لتوبيخ اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري للنائبين ليز تشيني وآدم كينزينجر، العضوين في لجنة 6 يناير.

ترامب يعلق على تصريحات ماكونيل

بحسب تقرير لفوكس نيوز، اليوم الأحد 21 أغسطس، هاجم دونالد ترامب السيناتور ميتش ماكونيل على منصته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشيال”. وتساءل الرئيس الأمريكي السابق: “لماذا يسمح أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون للسياسي المأجور، ميتش ماكونيل، بالانتقاص علنًا من قدر المرشحين الجمهوريين لمجلس الشيوخ الأمريكي”؟

وأضاف ترامب: “هذه إهانة للشرف وللقيادة، ولذلك يجب أن يمضي المزيد من الوقت، ويجري صرف الكثير من الأموال، من أجل المساعدة على انتخابهم، يقصد الجمهوريين”. وأضاف ترامب متهكمًا وساخرًا: “ويجب أيضًا بذل وقت أقل في مساعدة زوجته، زوجة ماكونيل، المجنونة وعائلته في تجميع ثروة من وراء الصين”.