تغير المناخ بريء.. البشر تسببوا في انقراض الثدييات العملاقة

دراسة دنماركية: التوسع البشري وليس تغير المناخ كان السبب في الانقراض الحيوانات

بسام عباس

أوضحت دراسة جديدة أن البشر، وليس تغير المناخ، هم المسؤولون عن انقراض الثدييات العملاقة منذ حوالي 50 ألف عام.

وأشارت هذه الدراسة إلى أن تقنيات الصيد المتقدمة التي طورها البشر الأوائل لعبت دورًا محوريًا في انقراض هذه الأنواع الكبيرة وتراجعها.

انقراض الحيوانات الضخمة

أوضح موقع Study Finds أن الإنسان الحديث الأول بدأ، منذ حوالي 100 ألف عام، بالهجرة من أفريقيا بأعداد كبيرة، وتكيف بنجاح مع بيئات مختلفة، وكان أحد عناصر هذا النجاح هو القدرة على اصطياد الحيوانات الكبيرة باستخدام تقنيات متطورة وأسلحة متخصصة، ما أدى إلى انقراض العديد من الأنواع الضخمة.

وأضاف، في تقرير نشره أمس الثلاثاء 26 ديسمبر 2023، أن دراسة أجرتها مؤسسة البحوث الوطنية الدنماركية تتبعت تطور أعداد كبيرة من الثدييات على مدى 750 ألف سنة الماضية، وأن عددها كان مستقرًا نوعًا ما، ولكن منذ 50 ألف عام انكسر المنحنى وانخفض العدد بشكل كبير ولم يرجع كما كان.

انتشار الإنسان في العالم

أوضحت الدراسة الدنماركية أن العالم على مدى الـ 800 ألف عام الماضية، كان يتقلب بين العصور الجليدية والفترات بين الجليدية كل 100 ألف عام تقريبًا، وإذا كان المناخ هو السبب، كنا سنرى تقلبات أكبر عندما تغير المناخ قبل 50 ألف سنة مضت، وبالتالي فإن البشر هم التفسير الأكثر ترجيحًا.

وأضافت أن الجدل حول ما إذا كان النشاط البشري أو تغير المناخ قد أدى إلى انقراض العديد من الثدييات العملاقة استمر لعقود طويلة، وربط الباحثون من خلال الدراسات الحفرية انقراض هذه الحيوانات بانتشار الإنسان على مستوى العالم.

فحص الحمض النووي

ذكر الموقع أن فريق الدراسة فحص الحمض النووي لـ 139 نوعًا حيًّا من الثدييات الكبيرة، بما في ذلك الفيلة والدببة والكنغر والظباء، وكلها جزء من مجموعة الحيوانات الضخمة الموجودة، والتي تضم حيوانات تزن أكثر من 44 كجم عند البلوغ.

وأشارت نتائج الدراسة إلى انخفاض أعداد هذه الحيوانات على مدى الـ50 ألف سنة الماضية، ما ارتبط بالتوسع البشري وليس تغير المناخ، ويعتقد الباحثون أن الإنسان الأول اصطاد هذه الحيوانات على نطاق واسع، ما أدى إما إلى انقراضها الكامل أو انخفاض كبير في أعدادها.

Woolly mammoth

رسم توضيحي لذكر ماموث صوفي بالغ يتنقل عبر ممر جبلي في القطب الشمالي ألاسكا، منذ 17100 عام

التوسع البشري

أوضح الموقع أن نتائج الدراسة، التي نشرتها مجلة Nature Communications، تدعم بقوة النظرية القائلة بأن التوسع البشري، وليس تغير المناخ، كان المحرك الرئيس لهذه الانقراضات، لافتًا إلى أن النقاش يتمحور حول الماموث الصوفي، الذي يُعزى انقراضه إلى تغير المناخ.

إلا أن الدراسة وجدت أن معظم أنواع الحيوانات الضخمة المنقرضة لم تسكن “سهوب الماموث”، ولكنها عاشت في مناطق أكثر دفئًا مثل الغابات أو السافانا، وأن هذا الفقدان الانتقائي للحيوانات الضخمة كان فريدًا من نوعه على مدار 66 مليون عام الماضية، على الرغم من التغير المناخي الهائل.

ربما يعجبك أيضا