تفاصيل جديدة عن اغتيال سليماني.. والأكراد متهمون بالتواطؤ

دعاء عبدالنبي

كتبت – دعاء عبدالنبي

بعد أكثر من عام على اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، كشف تقرير جديد تفاصيل  خطة سرية تورطت فيها وحدات كردية لتنفيذ عملية الاغتيال الأمريكية التي استهدفت قائد العمليات الميداني في إيران، الأمر الذي فنده جهاز مكافحة الأكراد في كردستان نافيًا تورطه في عملية الاغتيال التي ما زالت يكتنفها السرية حتى الآن، فهل يسهم التقرير في إشعال الصراع بين الميليشيات الإيرانية والأكراد؟

خطة سرية لاغتيال سليماني

بعد أكثر من عام على اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في بغداد بغارة أمريكية، كشف موقع “ياهو” بالأمس تفاصيل جديدة عن “خطة سرية” كانت معدة لاغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني في العراق.

وبحسب ما ذكر الموقع، فإن ثلاث فرق من مشغلي قوة “دلتا” الأمريكية اطلعت على مواقع سرية في مطار بغداد الدولي في يناير 2020 في انتظار قاسم سليماني، حيث تنكرت الفرق في زي عمال الصيانة، واختبأ أفرادها في مواقعهم في المباني القديمة أو المركبات على جانب الطريق.

وأفاد الموقع بأن ليلة تنفيذ العملية كانت باردة والسماء ملبدة بالغيوم وتم إغلاق الجانب الجنوبي الشرقي من المطار في غضون مهلة قصيرة لإجراء تدريبات عسكرية – أو هكذا أُبلغت الحكومة العراقية.

وذكر أن فرق القناصة الثلاث تمركزت على بعد 600 إلى 900 ياردة من “منطقة القتل” (طريق الوصول من المطار) وقد تم تجهيز مثلث لهدفهم عند مغادرته المطار وكان لدى أحد القناصين منظار رصد مزود بكاميرا كانت تبث مباشرة إلى السفارة الأمريكية في بغداد، حيث كان يتمركز قائد قوة دلتا الأرضية مع طاقم الدعم.

وأشار موقع “ياهو” إلى أن عضوًا في مجموعة مكافحة الإرهاب (CTG) وهي وحدة كردية نخبوية في شمال العراق لها صلات عميقة بالعمليات الخاصة الأمريكية ساعدهم في العملية.

كيف تمت عملية الاغتيال؟

بعد هبوط الرحلة من دمشق بعد منتصف ليل 3 يناير 2020، متأخرة عدة ساعات عن الموعد المحدد، قامت ثلاث طائرات أمريكية بدون طيار بالتحليق أثناء تحرك الطائرة بعيدا عن المدرج باتجاه الجزء المغلق من المطار.

وعلى إثر ذلك قام أحد العناصر الأكراد المتنكرين بزي طاقم أرضي قام بتوجيه الطائرة إلى التوقف على المدرج، وعندما نزل الهدف من الطائرة كان مشغلو CTG الأكراد الذين تظاهروا بأنهم مناولة للأمتعة حاضرين للتعرف عليه بشكل إيجابي.

وقال: إن سليماني وصل إلى مطار بغداد الدولي، وتم نقل الجنرال الإيراني والوفد المرافق له في مركبتين وتوجهوا نحو منطقة القتل، حيث كان قناصة قوة دلتا في الانتظار.

من جهتها، كانت فرق قناصة دلتا فورس الثلاث جاهزة، وتناوبت عناصر السلامة على بنادقها الطويلة واستقرت الأصابع برفق على مشغلاتهم وفوقهم حلقت الطائرات المسيرة الثلاث في السماء، اثنتان منهما مسلحتان بصواريخ جهنم.

وفي الساعات الست التي سبقت صعود سليماني إلى الطائرة من دمشق، قام الجنرال الإيراني بتبديل الهواتف المحمولة ثلاث مرات، وفقا لمسؤول عسكري أمريكي في تل أبيب حيث عمل مسؤولو الارتباط في قيادة العمليات الخاصة الأمريكية المشتركة مع نظرائهم الإسرائيليين للمساعدة في تتبع أنماط الهواتف المحمولة لسليماني وقام الإسرائيليون الذين تمكنوا من الوصول إلى أرقام سليماني بتمريرها إلى الأمريكيين الذين تتبعوا سليماني وهاتفه إلى بغداد.

وقال مسؤول عسكري: إن أعضاء من وحدة الجيش السرية Task Force Orange كانوا أيضا على الأرض في بغداد في تلك الليلة، حيث قدم خبراء الاستخبارات إشارات للمساعدة في العودة إلى إلكترونيات سليماني لتنفيذ الجزء التكتيكي من العملية.

وذكر الموقع أنه عندما تحركت السيارتان إلى منطقة الاغتيال، أطلق مشغلو الطائرات بدون طيار النار على الموكب وسقط صاروخان من طراز “نار جهنم” على سيارة سليماني، مما أدى إلى طمسها في الشارع.

وأضاف أن سائق السيارة الثانية حاول الهروب وقطع مسافة حوالي 100 ياردة قبل أن يضغط على الفرامل عندما أطلق قناص من قوة “دلتا” النار على السيارة وعندما توقفت السيارة أطلق صاروخ ثالث من طراز هيلفاير، عليها ففجرها إلى أجزاء.

الأكراد في ورطة

من جهته، نفى جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق، اليوم، تورطه بعملية اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني مطلع العام الماضي في العاصمة بغداد.

وذكر بيان للجهاز: “نشر تقرير اتهم ضباطا كرد وقوة من مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان وبصورة مبهمة بالمشاركة في عملية اغتيال الجنرال سليماني، وقد تعلق الأمر بنا في جهاز مكافحة الإرهاب، ننفي بكل شكل علم ومشاركة قواتنا في عملية من هذا النوع”.

البيان شدد على أن “الجنرال قاسم سليماني كان صديقاً مقرباً من فقيد الأمة الرئيس مام جلال، وقوات مكافحة الإرهاب كانت ولسنوات طويلة في خندق محاربة الإرهاب، وقد خسر إقليم كردستان صديقاً تاريخياً والاتحاد الوطني الكردستاني خسر صديقاً عتيداً لفقيد الأمة الرئيس مام جلال”.

وتابع: إن “الحكومتين الإيرانية والعراقية شكلتا في السنة الماضية لجنة مشتركة للتحقيق في ملف استهداف القيادي الإيراني الكبير في العراق، ونحن مستعدون للإجابة على أي سؤال تطرحه اللجنة”.

يأتي الموقف رداً على تفاصيل جديدة حول حادثة الشهيد قاسم سليماني نشرتها صحيفة “الديلي ميل” البريطانية، أمس السبت.

فبعد أكثر من عام على مقتل سليماني، الذي كان يعتبر على نطاق واسع في المرتبة الثانية بعد آية الله علي خامنئي في التسلسل الهرمي للحكومة الإيرانية، لا تزال عواقب تلك الضربة تتكشف، ومع ذلك فإن الكثير من التفاصيل وراء الأحداث التي أدت إلى مقتله تكتنفها السرية.

ربما يعجبك أيضا