تقارب أرمينيا من القوى الغربية يثير قلق دول جوارها

رئيس وزراء أرمينيا يقترب من القوى الغربية.. ما الهدف؟

يوسف بنده

لا يريد رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، الدخول في مغامرة مع روسيا بتقاربه مع القوى الأوروبية، ولكن يريد إحداث توازن في العلاقات الخارجية لبلاده.


أثار الاجتماع الثلاثي بين أرمينيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الذي عقد في بروكسل الجمعة 5 إبريل 2024، قلق دول جوار من اقتراب الغرب من منطقة جنوب القوقاز.

ويأتي قلق دول الجوار من القوى الأوروبية التي وعدت بتخصيص 270 مليون يورو كمساعدة تنموية لحكومة يريفان، في وقت تشهد منطقة جنوب القوقاز توترًا جيوسياسيًا على خلفية الحرب المنتهية بين أذربيجان وأرمينيا في منطقة ناغورني قره باغ المتنازع عليها.

اقرأ أيضًابعد اقترابها من الناتو.. إيران تحذر أرمينيا من خطورة الخطوة

اجتماع بروكسل

الاجتماع الثلاثي بين أرمينيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الذي عقد في بروكسل الجمعة 5 أبريل

غضب روسيا

تراقب روسيا سلوك أرمينيا بحذر، فقد اتهم وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، 28 مارس الماضي، قيادة أرمينيا بأنها تسعى تحت ذرائع واهية إلى تدمير العلاقات مع روسيا، حسبما نقلت شبكة روسيا اليوم.

وفي تعليق على اجتماع بروكسل، قالت الخارجية الروسية إن ذلك يمثل محاولة جديد من قبل “الغرب الجماعي” لجر جنوب القوقاز إلى مواجهة جيوسياسية، من خلال تحويل أرمينيا إلى أداة لتحقيق خططه في المنطقة.

اقرأ أيضًااتفاقية أمنية مع أذربيجان.. إيران لن تذهب إلى الحرب في القوقاز

ودعت الخارجية الروسية أرمينيا إلى منع الغرب من خداعها وتوجيه البلاد على المسار الخاطئ المحفوف بظهور فراغ أمني ومشاكل خطيرة في اقتصاد البلاد، مشيرة إلى أنه “لا يمكن مقارنة أحجام المنح المعلن عنها في بروكسل بمليارات الدولارات والتي تستمر أرمينيا في كسبها من التعاون مع موسكو وداخل الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ورابطة الدول المستقلة”.

وأكدت موسكو أنها على علم بأن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يسعيان إلى انسحاب أرمينيا من منظمة معاهدة الأمن الجماعي والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، فضلًا عن إخراج القاعدة العسكرية الروسية وحرس الحدود الروسي من أرمينيا.

ويعد الاتحاد الاقتصادي الأوراسي هو اتحاد اقتصادي للدول التي تقع في وسط آسيا وشمالها وفي أوروبا الشرقية، ويعد الاقتراب الأوروبي من أرمينيا محاولة لاختراق التكتلات الاقتصادية التي تقودها روسيا.

اقرأ أيضًا: التقارب بين إيران وأذربيجان.. السر إسرائيل

623ed685423604602e18b119

فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان

قلق لدى تركيا وإيران

أصدرت الخارجية التركية، بيانًا في 4 إبريل، يحذر القوى الأوروبية والولايات المتحدة من تقويض نهج الحياد، الذي يجب أن يؤخذ كأساس لحل المشاكل المعقدة في منطقة جنوب القوقاز. وقال البيان إن “مبادرة (اجتماع بروكسل)، التي تستثني أذربيجان، ستمهد الطريق أمام تحول جنوب القوقاز إلى منطقة صراع جيوسياسي بدلًا من خدمة السلام”.

تابع: “ستواصل تركيا القيام بدورها في هذا الصدد، كما فعلت دائمًا، وستواصل تشجيع اغتنام الفرصة التاريخية للسلام الدائم بين أذربيجان وأرمينيا”.

علقت الخارجية الإيرانية أيضًا على لسان متحدثها ناصر كنعاني، الثلاثاء 9 إبريل، الذي قال: إن “إن منطقة جنوب القوقاز لا ينبغي أن تصبح ساحة للتنافس الجيوسياسي”.

اقرأ أيضًاإيران تعمل على جذب روسيا نحو ممرها التجاري

وحسبما نقلت وكالة تسنيم الإيرانية، أكد كنعاني: “أن تعزيز التعاون الاقتصادي وتوسيع التواصل يلعب دورا فعالا في إحلال السلام والاستقرار والتنمية الاقتصادية في منطقة القوقاز، وفي هذا الصدد، من الضروري استخدام قدرة الهياكل الإقليمية، بما في ذلك الآلية التشاورية 3 + 3 من أجل التسوية السلمية للنزاعات وتعزيز السلام والاستقرار والتعاون على أساس المنفعة المتبادلة”.

وتصر إيران على صيغة 3+3 (إيران وتركيا وروسيا + أذربيجان وأرمينيا وجورجيا)، لضمان الحفاظ على المصالح المشتركة بين الدول الضامنة ودول جنوب القوقاز والحفاظ على حدودها الجيوسياسية.

باشينايان أمام البرلمان

رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان

تهدئة في خطاب باشينيان

يبدو أن رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، لا يريد الدخول في مغامرة مع روسيا بتقاربه مع القوى الأوروبية، ولكن يريد إحداث توازن في العلاقات الخارجية لبلاده، فحسب وكالة أرمن برس الأربعاء 10 أبريل، قال باشينيان أمام البرلمان الأرميني، “من الواضح أن العلاقات بين أرمينيا وروسيا لا تشهد أفضل أوقاتها، ولكن من الصعب التقليل من أهميتها بالنسبة لدولة أرمينيا وسيادتها وأمنها واقتصادها”.

وأضاف: “نحن في الواقع لم نتخذ أي خطوة خاطئة في علاقاتنا مع روسيا ولا يوجد مكان يمكن لشركائنا أن يتهمونا فيه بعدم الوفاء بالتزاماتنا والحالات المعاكسة للأسف عديدة. ولكنني أريد أيضاً أن أؤكد أننا لا نريد أن نتجادل مع روسيا الاتحادية، ليس فقط لأننا لا نملك الفرصة والقوة للقيام بذلك، بل لأننا نقدر الإيجابيات الهائلة التي كانت ولا تزال في علاقاتنا”.

اقرأ أيضًابعد زيارة رئيسي لموسكو.. إيران وروسيا نحو «اتفاق كبير»

وفي إشارة إلى إيران، قال باشينيان: “فيما يتعلق بالسياسة الإقليمية أود أن أؤكد على الأهمية الخاصة التي نوليها لعلاقاتنا مع إيران. إن العلاقات مع جارتنا ذات التقاليد القديمة للدولة تقوم على المصالح الطبيعية، مما يجعل هذه العلاقات مميزة. علاوة على ذلك، لم نقارن تطور علاقاتنا مع الغرب ولم ولن تتناقض مع علاقاتنا مع إيران، مثلما علاقاتنا مع إيران لم ولن تتناقض مع علاقاتنا مع الغرب”.

ربما يعجبك أيضا