تمويل الإرهاب في هولندا.. قطر والإخوان في قلب الاتهامات

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي

أمستردام – اتهم الإعلام البريطاني قطر بتمويل الإرهاب في هولندا، في الوقت نفسه اتهمت هولندا بتراخي قوانينها في مواجهة التطرف  والإرهاب.
من جانبها قالت القناة الأخبارية الأولى في هولندا “أن أو أس”، إن سجون هولندية تحتوي على ألعاب داعش الإرهابية بجنوب هولندا، وهناك كتب دينية تبث التطرف موجودة أيضا على الرغم من تواجد أكثر من 9 أئمة لتصحيح الخطاب الديني لدى المساجين، وترى أحزاب هولندية أن الحل منع دخول الكتب الدينية للسجون وإقالة الأئمة.
 ونشرت صحيفة تي آي چيه البريطانية تقريرا تحت عنوان ” قطر تمول الإخوان المسلمين لنشر التطرف في هولندا” وذلك استكمالاً لسلسلة تحقيقات ترصد أسس التطرف في أوروبا.
ونشرت الصحيفة الاستقصائية البريطانية “ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال -تي آي چيه” تحقيقاً استقصائياً عن نقاط ضعف سياسة مكافحة التطرف في هولندا كشف عن كيفية قيام أحد الجهاديين المدانين قضائياً باستقطاب العناصر للجماعات الجهادية وكيف أصبح مُعلِّماً مؤثراً في أوساط الشباب في أمستردام.
وناقش التقرير دور بلال لامراني، وهو عضو سابق في الجماعة الهولندية الإرهابية المعروفة باسم “شبكة هوفستاد”، الذي عمل مؤخراً كمدرب لمعالجة التطرف في أمستردام؛ حيث حصل على فرصة للتواصل الشخصي مع الشباب والشابات من قليلي الخبرة والقابلين للتغرير بهم من قبل الجهاديين. 
وطبقاً للمنشور فإن الثقة وصلت من جانب سلطات أمستردام في لامراني إلى حد أنهم قاموا بتعيينه كمدرب في دورات كرة القدم، مما سمح له بالوصل إلى عقول أكثر شباباً وأكثر عرضة للتطبع بأفكاره.
وتسرد صحيفة تي آي چيه قصة لامراني الذي كان عضواً في شبكة هوفستاد سيئة السمعة في بدايات الألفينات وصولاً إلى دخوله السجن لثلاثة سنوات في فبراير ٢٠٠٦ الإدانات تتعلق بالإرهاب.
وطبقاً لوثائق التقاضي، كان لامراني يعد العدة لهجوم إرهابي، بل وحاول تجنيد مسجون آخر كان معه في السجن خلال فترة حبس قضاها بحكم قضائي جراء تهديده للسياسي الهولندي جيرت ڤيلدرز، وأيضاً في هذا الوقت وجدت الشرطة مئات النسخ من الكتب المتطرفة ومعلومات عن كيفية صناعة القنابل والمتفجرات بحوزته.
ويوثق التقرير أنه قد ثبت أيضاً أن لامراني كان على صلة وثيقة مع محمد بوييري، الإرهابي الذي قام بعملية الاغتيال سيئة السمعة لمخرج السينما الهولندي ثيو ڤان جوخ؛ وأنه بعد إطلاق سراحه في ٢٠٠٨، تم إدخال لامراني نفسه في برنامج معالجة التطرف.

وقد تم تعيين لامراني بعدها من قبل السلطات في أمستردام للعمل كجزء من شبكتها الخاصة بالمتابعة والتي تدعم الشباب المعرض للفكر المتطرف. ولكن طبقاً لتحقيق تي آي چيه الذي قام به رونالدو ساندي، وهو محلل سابق في شئون مكافحة الإرهاب لصالح المخابرات الحربية الهولندية؛ فإن لامراني لم يترك آراؤه المتطرفة السابقة، بل وعبر عن شكوكه في ٢٠١٤ عمّا إذا كانت معالجة التطرف ممكنة من الأساس.

طبقاً لتقرير ساندي فإن لامراني يظل أيضاً على علاقة بسمير عزوز، وهو عضو آخر بشبكة هوفستاد ولازال يصنف كتهديد من قبل المخابرات الهولندية.

هولندا أخفقت في مراقبة النشاط المتطرف بالبلاد
وتأتي اكتشافات ساندي الصادمة دلالة على إخفاقات أوسع في أمستردام في مجال مراقبة النشاط المتطرف. وجاء تشغيل لامراني لحساب الحكومة في مجال مكافحة الإرهاب بمساعدة عمدة أمستردام السابق إيبرهارد ڤان ديرلون الذي تراخت المدينة تحت قيادته عن متابعة عدد من القضايا الخاصة بهروب شباب وشابات هولنديين من منازلهم للالتحاق بالمجاهدين.
أحد هذه القضايا تتعلق بهروب أشرف بو عمران، الشاب ذو ال١٦ عاماً إلى تركيا في طريقه للالتحاق بداعش على الرغم من إبلاغ والده، فارس؛ البوليس الهولندي عن أن إبنه يتم إعداده للتطرف مع تفاصيل لقاءاته مع غيره من المتعاطفين مع المجاهدين وعنوان أماكن لقاءاتهم ولكن لم يتدخل أحد وسافر إبنه المراهق عام ٢٠١٣ ولم يعد بعدها!
قضية ثانية أثارها التقرير تتعلق بعمر هميمة، الذي تم القبض عليه وبحوزته خامات ومعدات تستخدم في تصنيع المفرقعات وتمت إدانته عام ٢٠١٣ بالإرهاب؛ وعلى الرغم من أنه كان مصنفهاً كتهديد من قبل السلطات فإنه قد تمكن من قضاء فترة الاستئناف الخاصة به بحرية مكنته من السفر إلى سوريا والعراق ليصبح مقاتلاً في صفوف داعش.

اتهام للتنظيم الدولي للإخوان بنشر الفكر المتطرف في هولندا
يؤمن ساندي أن هذه الفرص الضائعة تظهر كيف أن السلطات في أمستردام تغط في سبات عميق من ناحية رصد انتشار الفكر الإرهابي المتطرف في البلاد.
ويرصد ساندي من خلال التقرير أن الكثير من الأفكار الخطرة التي يتم نشرها بين الشباب الهولندي المسلم تأتي من خلال النهج الإسلامي الذي يتم نشره من خلال المساجد التي تمولها قوى دولية على صلات بجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية العالمية.

قطر تمول الإرهاب بهولندا
يشير تقرير تي آي چيه أيضاً إلى تيار سلفي متشدد يتم تدريسه في المساجد التي يدعى تمويلها من قبل بعض الدول السنية بالخليج خاصة دولة قطر.
كما يظهر التقرير أن التمويل قد أتى بالفعل في وقت قصير حتى استطاعت جماعة الإخوان المسلمين شراء أربعة عقارات في أمستردام وروتردام وذاهيج قيمتها تناهز الخمسة ملايين يورو.

الإخوان والسلفيون وراء عدم اندماج المسلمين في هولندا
واختتم تقرير “ذا إنڤستيجيتيڤ چورنال” بأن الحكومة والبيروقراطية الهولندية لم يكن لديهم أي ردود أفعال لدخول الجماعات السلفية الممولة والمناهضة للاندماج والأخوان المسلمين إلى هولندا.

وفي الأعوام التي تلت ٢٠٠٨ بات واضحاً أن سياسة الإخوان المسلمين في هولندا تركز بوضوح على المدن الكبرى ووصفهم تقرير برلماني للمخابرات الهولندية في ٢٠١٠ بأنهم يعملون بسرية ضد دمج المسلمين في المجتمع الهولندي وأن أنشطتهم ستؤدي على المدى الطويل إلى أضرار للنظام القانوني والديمقراطي.

ويوجد في السجون الهولندية “تجمع خبراء” يضم ثمانية أئمة ، تم تدريبهم وفحصهم من قبل الحكومة. إنهم متخصصون في التعامل مع المشتبه بهم المتطرفين. يتحدثون كثيرا مع هؤلاء المعتقلين لمنحهم نظرة مختلفة عن الإسلام. كما أنها تلعب دورًا في اختيار الكتب التي يمكن قراءتها في قسم الإرهاب.

من جانبه وصف حزب بى فى فى الهولندي تواجد الكتب الدينية المتطرفة في السجن.  “بالجنون التام” وطالب الحكومة بحظر “جميع الكتب الإسلامية” من السجون وإقالة الأئمة.

ربما يعجبك أيضا