توفير 27 تريليون دولار.. كوب 28 يقود العالم إلى الاقتصاد الأخضر

إسراء عبدالمطلب

إن تحقيق العالم لهدف الحياد الكربوني بحلول العام 2050 من شأنه أن يوفر سوقًا تراكمية بقيمة 27 تريليون دولار بالنسبة للطاقة النظيفة.


تعد قمة كوب 28 التي تستضيفها دولة الإمارات في نوفمبر المقبل، قاطرة تنموية للتحول إلى الاقتصاد الأخضر.

ويرى خبراء الاقتصاد أن هذه القمة من شأنها أن تُحدث تغييرًا جذريًّا في خريطة العالم خلال الفترة المقبلة، مع تنامي عدد المشروعات المستدامة الكبرى التي تعتمد على الاستثمارات الخضراء المدفوعة بالدعم الذي تقدمه مؤتمرات المناخ.

أي دور لمبدأ الوقاية في تعزيز فرص الاستدامة البيئية؟ | مركز اضواء للدراسات

تعزيز معايير الاستدامة البيئية

حسب وكالة أنباء الإمارات “وام”، يعد مؤتمر المناخ فرصة حقيقية لتعزيز معايير الاستدامة البيئية، والتوسع في مجالات استخدام الديزل الأخضر، والهيدروجين الأخضر، ومعايير البناء، وتعزيز كفاءة النقل، والتخطيط الحضري، وتنويع مصادر إنتاج الطاقة النظيفة، وغيرها من مجالات الاقتصاد الأخضر التي تتصدر دائماً مختلف القطاعات.

وحسب التقديرات الدولية فإن الاقتصاد الأخضر يعمل على تحسين كفاءة الموارد الطبيعية والطاقة عن طريق الاستثمار في الطاقة الجديدة والمتجددة لتخفيض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وبالتالي ينخفض الطلب على الطاقة التقليدية بنسبة 40% بحلول العام 2050.

كما يعمل الاقتصاد الأخضر على تحسين جودة وكفاءة التربة الزراعية وزيادة المحاصيل 10%، وتحسين كفاءة استخدام المياه والمحافظة عليها من التلوث وترشيدها، ما يؤدى إلى تقليل الطلب على المياه في الزراعة والصناعة والسكن 20%.

اقرأ أيضًا|بين الخلافات وتسريبات إسرائيل.. اتفاق واشنطن وطهران معطل؟

الحياد الكربوني

حسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية، فإن تحقيق العالم لهدف الحياد الكربوني بحلول العام 2050 من شأنه أن يوفر سوقًا تراكمية بقيمة 27 تريليون دولار بالنسبة للطاقة النظيفة.

وتتوقع منظمة العمل الدولية أن يوفر الاقتصاد الأخضر ما يقارب 24 مليون فرصة عمل حول العالم بحلول العام 2034، بينما تتحدث تقديرات أخرى عن 200 مليون وظيفة جديدة من المحتمل أن يوفرها الاقتصاد الأخضر بحلول 2050.

بداية فعلية وحقيقية

من جانبه، قال رئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية بالقاهرة، الدكتور خالد الشافعي، إن مؤتمر “كوب 28” يمثل محفزاً مهماً ومؤثراً في مسار الاستراتيجيات الإقليمية والدولية المعنية بالتحول إلى الاقتصاد الأخضر باعتباره أحد أهم سبل مواجهة التغيرات المناخية والحد من تداعياتها الخطيرة على حياة البشر.

وأشار الشافعي إلى أن مؤتمر “كوب 28” يأتي في وقت يتضاعف فيه اهتمام دول العالم بمجالات الاقتصاد الأخضر، ما يجعله نقطة فارقة وبداية فعلية وحقيقية للتحول إلى بناء مشاركات دولية ودعمها للاستثمارات الخضراء التي تدعم الاقتصاد العالمي وتحافظ على توازنه.

تغيير جذري

لفت الشافعي إلى أن “كوب 28” تعد قاطرة التحول إلى الاقتصاد الأخضر الذي يُحدث تغييرًا جذريًّا في خريطة العالم بناءً على المشروعات الكبرى والمستدامة التي تعتمد على الاستثمارات الخضراء خلال الفترة المقبلة، مدفوعة بالمحفزات وأوجه الدعم الذي تقدمها مؤتمرات المناخ المتتالية، وأبرزها مؤتمرا كوب 27 وكوب 28.

وكانت صناديق رأس مال المخاطر الخاصة بالشركات قد استثمرت عام 2021 نحو 23.2 مليار دولار في أنشطة بقطاع تغير المناخ، وهي فئة واسعة تشمل الطاقة المتجددة، وتخزين الطاقة، والسيارات الكهربائية، مع العلم أن مبلغ الاستثمار يزيد على ضعفي الرقم المسجل في العام 2020.

اقرأ أيضًا| صفقة غير رسمية مع إيران.. بايدن ينتظر غضب الجمهوريين

ربما يعجبك أيضا