جزيرة “دم الأخوين”.. سقطرى بين نيران الحرب والطبيعة

محمود سعيد

العواصف تعيث فسادا

تواجه جزيرة سقطرى تهديدات أخرى، ففي خريف عام 2015 ضرب الأرخبيل إعصاران في غضون أسبوع واحد، دمرت فيهما البنية التحتية لسقطرى، وشرد 18000 شخص.

وبعد أعاصير عام 2015، لم تتمكن الحكومة اليمنية المحاصرة من توفير المعونة التي تحتاجها “سقطرى” وساهمت دول الخليج وخاصة الإمارات العربية المتحدة في تقديم المساعدات الإنسانية.

وفي الوقت الذي لا تزال تتعافى فيه سقطرى من آثار هذه الأعاصير، ضرب إعصار آخر الجزيرة في مايو 2018، وتوفي ما لا يقل عن 19 شخصا.

معاناة الفاتنة العذراء

“إن تراثنا الطبيعي فريد من نوعه، وعملنا في سقطرى يساهم كثيرًا في إنقاذ كوكبنا”، بحسب عبدالجميل محمد، نائب محافظ الشؤون البيئية والإنمائية في سقطرى لـ”ناشيونال جيوجرافيك”.

ويضيف عبدالجميل: “يتعاون الخبراء المحليون مع فرق الأبحاث الدولية لعقود، ولكن الوصول إلى الجزيرة هذه الأيام يشكل تحديًا”، ويشير إلى أن بناء طرق ومطار أمثلة على التقدم في العقود الأخيرة، لكن التنمية الحضرية غير المقيدة هي أيضا تهديد، معربا عن قلقه بشأن النمو السكاني والإفراط في الرعي في المناطق الهشة، فضلاً عن عدم الاستقرار السياسي.

بحلول عام 2011  وصل عدد الزائرين في الجزيرة نحو 3000 زائر سنويا، لكنها توقفت منذ بدء الحرب، للحفاظ على السلام في سقطرى، ورغم معانات القطاع السياحي، إلا أن متاعبه ازدادت بسبب تداعيات الحرب الأهلية، لكن الآمال لدى سكان سقطرى مازالت معقودة على أن تتخلص جزيرتهم من القيود التي فرضت عليها بسبب الحرب، لتعود مضيافة كعادتها للزائرين من كل بقاع العالم .

كتبت – أسماء حمدي

لطالما فرضت الجغرافيا نفسها على التاريخ وتدخلت في سير أحداثه، واقع ينطبق بصورة أو بأخرى على أرخبيل “سقطرى” اليمني الذي يقع عند التقاء المحيط الهندي ببحر العرب قريبا من باب المندب وشواطئ الصومال، وهو موقع يعني الكثير في الميزان الاستراتيجي.

يتشكل الأرخبيل من 4 جزر هي سقطرى ودرسة وسمحة وعبدالكوري إلى جانب 6 جزر صخرية، ويتمتع بإمكانات طبيعية متنوعة أهلت الأرخبيل بالدخول إلى قائمة اليونسكو للتنوع الحيوي والبيولوجي ويشمل حيوانات ونباتات نادرة جدا.

وسقطرى هي كبرى الجزر العربية وأجملها لعام 2010 وأكثرها غرابة وعاصمتها حديبو وتم تصنيفها عام 2008 واحدة من مواقع التراث العالمي، ويوجد بها ميناء صغير يستقبل البضائع واحتياجات السكان، ويبقى مطارها بوابة السكان الوحيدة على العالم.

ومع ذلك يعاني القطاع السياحي في الجزيرة من ضعف البنى التحتية، وازدادت متاعب هذا القطاع بسبب تداعيات الحرب اليمنية، واقع اضطر أصحاب وكالات السياحة في سقطرى لتنظيم احتجاجات بسبب ما أسموه تهميش المجتمع السياحي في سقطرى.

يبلغ عدد السكان في سقطرى 175 ألف نسمة، وهم يعيشون على عائدات السياحة التي تراجعت كثيرا، فضلا عن صيد الأسماك وبيع منتجات مثل اللبان السدر والمر والبخور، إضافة إلى أنواع مختلفة من عسل النحل وبعضه نادر جدًا ولا ينتج في آي مكان آخر في العالم.

نزيف الأشجار

تتميز سقطرى بـ 850 نوعا من أنواع النباتات، 270 نوعا منها لا يوجد في أي مكان آخر في العالم، كما يوجد في الجزيرة 10 أنواع من النباتات النادرة جدا والمهددة، وقد أُدْرِجَ 7 أنواع منها في الكتاب الأحمر للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة على أنها نباتات نادرة جداً ومهددة.

ويشمل الغطاء النباتي في الجزيرة مجموعة من النباتات تستخدم في علاج الكثير من الأمراض، ومن هذه النباتات أشجار الصبر السقطري وأشجار اللبان والمر، بالإضافة إلى نباتات طبية أخرى شائعة الاستعمال في الجزيرة مثل الجراز والأيفوربيا وغيرها.

ومن أهم الأشجار والنباتات النادرة في سقطرى، شجرة “دم الأخوين”، تقول الأسطورة بأنها نمت من دم شقيقين يقاتلان حتى الموت، وتبدو غريبة المظهر مع فروع سميكة معقودة مترامية الأطراف لتشكل غطاءً على شكل مظلة، لكن عندما تتفتح الأوراق ينزف سائل قرمزي اللون.

وفي “سقطرى” توجد أنواع من العصافير تُقدر بـ44 نوعًا مستوطنة فيها، و58 نوعًا مهاجرًا، ومن بين هذه الأنواع يوجد ما هو مهددٌ بالانقراض، ويوجد فيها 352 نوعًا من المرجان، و730 نوعا من الأسماك الساحلية، وقرابة 300 نوع من الروبيان، والكركند، والسراطين.

ربما يعجبك أيضا