حراك 1 مارس يرفع شعار “لا للعهدة الخامسة” في وجه بوتفليقة

هالة عبدالرحمن

رؤية – هالة عبد الرحمن

يكتب الجزائريون فصلًا جديدًا في تاريخهم السياسي بعدما خرجت التحركات الشعبية الرافضة لترشيح الرئيس الجزائري لولاية خامسة، والتي أثارت مخاوف السلطات والأحزاب المعارضة على حد سواء.

وأصبح هناك مخاوف حقيقية لدى السلطات والمعارضة من انفلات الشارع وانزلاق الأوضاع مع تصاعد حدة الاحتقان والرفض الشعبي للعهدة الخامسة، وربما يعيد النظام الحاكم حساباته ويحاول ربح الوقت من أجل إيجاد بديل لبوتفليقة، الذي يعلم أن عهدته انتهت مع بداية ونجاح المظاهرات الضخمة.

وتبرهن هُوية المتظاهرين وانتماءاتهم، انطلاقًا من الشعارات التي رفعوها خلال الاحتجاجات، على أن المتظاهرين وجلهم من الشباب مستقلون عن أحزاب المعارضة علمانية كانت أم إسلامية، لأنهم اكتشفوا منذ مدة طويلة تبعيتَها للنظام الحاكم وتواطؤَها معه.

ودشن النشطاء في الجزائر هاشتاج حراك “1 مارس” من أجل الدعوة لمظاهرات قد تكون الأكبر منذ انطلاق الاحتجاجات في الجزائر، تحت شعار “لا للعهدة الخامسة”.

ودعا نشطاء تويتر المحتجين للحفاظ على سلمية المظاهرات وعدم الانسياق وراء دعوات التخريب أو أي شعارات حزبية، وأطلقوا عليها جمعة “الإصرار والتحدي”.

وأكدت صحيفة “بلومبرج” الأمريكية أن المظاهرات تمثل أكبر تحدٍ يواجهه حكام البلاد منذ سنوات، فيما يقف ائتلاف فضفاض ومتعدد المصالح يضم الرئيس والجيش وأجهزة الاستخبارات ضد الحراك الشعبي.

وينظر قادة أوروبا إلى هذه الاحتجاجات ببعض القلق- خاصة في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا – الذين لديهم اهتمام كبير باستقرار الجزائر، لكنهم لا يتمتعون سوى بقدر ضئيل من التأثير على الطبقة السياسية، وتعتمد الدول الأوروبية الساحلية على الجزائر كحصن ضد التحدي المزدوج للإرهاب والهجرة غير الشرعية.

فيما يتعلق بالهجرة، يحتاج الأوروبيون إلى السلطات الجزائرية لمنع المهاجرين المحتملين من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى قبل أن يتمكنوا من ركوب القوارب.

وأشارت الصحيفة إلى أن مساهمة الجزائر في الجهود الأوروبية لمكافحة الإرهاب ذات شقين: فهي تساعد في مراقبة وإحباط مجموعات مثل القاعدة في بلاد المغرب، وتعمل أجهزة استخباراتها مع نظرائها على مراقبة العناصر الإجرامية والراديكالية للشتات الجزائري.
 

وستكون نهاية الأسبوع متوترة بشكل خاص لأن حاشية بوتفليقة قالوا إنهم سيرسلون أوراق ترشيحه يوم الإثنين ، ويأمل المتظاهرون في إجبار الدائرة المقربة من الرئيس – بمن فيهم أخوه سعيد ، ورئيس أركان الجيش الجنرال أحمد قايد صلاح – على طرح اسم أخر من أجل الحفاظ على الاستقرار والقوة.

لكن محللون آخرون يشككون في ذلك ، مشيرين إلى أن الزمرة لم تتمكن من الاتفاق على مرشح بديل ، رغم مرض بوتفليقة الطويل.

وحذرت منظمة العفو الدولية السلطات الجزائرية من استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين، وقالت :” ينبغي على قوات الأمن الجزائرية الامتناع عن استخدام القوة المفرطة أو غير الضرورية لتفريق مظاهرات سلمية غداً ضد ترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة في منصبه”.

ووصفت صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية التعبئة الكبيرة للاحتجاجات بأنها لا نظير لها منذ نهاية الحرب الأهلية، وأشارت إلى أن المظاهرات ربما لا تترجم رفض بوتفليقة بل رفضا لنظامه بشكل كامل.

ربما يعجبك أيضا