حصاد 2023| الخراب يعمّ والحرب تثير تساؤلات بشأن مستقبل السودان

إسراء عبدالمطلب

أفادت المنظمات الحقوقية بوقوع جرائم حرب ومذابح وعمليات نزوح جماعية خلال الصراع الذي أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية ما أثار تساؤلات بين المراقبين فيما إذا كان مصير هذا البلد منحصرًا بين أن يصبح دولة فاشلة أو مقسمة.


منذ أبريل 2023، انزلق السودان إلى صراع سياسي وعسكري بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وخلال الأشهر الـ8 الماضية، وصل الصراع بين الطرفين إلى نقطة تحول قاتمة، بعد اتهامات للجانبين بارتكاب انتهاكات، وحدث ونزوح جماعي، الأمر الذي أثار تساؤلات بشأن مستقبل البلاد، وإمكانية تقسيم السودان، بحسب تقارير إعلامية غربية.

السودان.. الدعم السريع يقول إن "حميدتي بخير ويقود قواته" | قارة أفريقيا

عمليات نزوح جماعية

مجلس الأمن الدولي أنهى مهام بعثة الأمم المتحدة السياسية بناء على طلب الحكومة، إذ صوت 14 من أعضاء المجلس الخمسة عشر لصالح القرار، الذي دعا إلى الإنهاء “الفوري” لبعثة الأمم المتحدة لدعم عملية الانتقال المعروفة اختصارًا بـ “يونيتامس” بينما امتنعت روسيا عن التصويت، وقالت الحكومة السودانية إن البعثة الأممية “فشلت في تلبية التوقعات”.

وأفادت منظمات حقوقية بوقوع “جرائم حرب وانتهاكات وعمليات نزوح جماعي” خلال الصراع الذي أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بالسودان، وأثار تساؤلات حول مصير هذا البلد.

جمود استراتيجي

يقدر امتلاك الجيش السوداني بحوالي 200 ألف عنصر، فيما يقدر عدد قوات الدعم السريع بما بين 70 لـ100 ألف، لكنها على النقيض من الجيش تعمل على غرار “حرب العصابات”، وفيما يتعلق بالعتاد العسكري، يمتلك الجيش السوداني الكثير من المعدات العسكرية مثل الدبابات والمروحيات، لكنه غير بارع في القتال مقارنة بقوات الدعم السريع.

ورغم التفاوت بين العتاد العسكري، إلا أن كلا الطرفين متساويان نسبيًا من حيث القدرة، وهو الأمر الذي نجم عنه عدم تمكن أي طرف على تحقيق انتصار في سيناريو وصفه المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية بـ “الجمود الاستراتيجي”.

جذور المشكلة

يُرجع مراقبون التساوي في القوة بين الطرفين إلى جذور تشكليهما في الأساس إذ أنشأ الرئيس المعزول عمر البشير قوات الدعم السريع عام 2013 لتكون بمثابة قوة موازية للجيش لضمان عدم تعزيز قوة الجيش بشكل يمهد الطريق أمام قيامه بانقلاب ضد حكمه.

وبمرور الوقت، تشكلت قوات الدعم السريع من ميليشيات الجنجويد في دارفور التي شكلها زعماء قبائل عربية، وتواجه اتهامات باستهداف السكان غير العرب في الإقليم.

وفي وضع هذه المعطيات، وبعد سقوط نظام البشير وافق الجيش السوداني على تقاسم السلطة مع المكون المدني حتى إجراء انتخابات عامة كان من المقرر إقامتها في أغسطس 2019.

استبعاد المجتمع المدني

أواخر عام 2021، انتهى حلم تحقيق أي انتقال صوب الديمقراطية في السودان عندما قام الجيش السوداني بمشاركة قوات الدعم السريع بانقلاب. ورغم ذلك، استمرت مفاوضات تقاسم السلطة بين كافة الأطراف بما في ذلك المكون المدني، وتمكن الجيش وقوات الدعم السريع بشكل فعال وتدريجي من استبعاد المجتمع المدني من الغمار السياسي.

وفي مارس 2023 الماضي، أدى الاقتراح الذي كان يرمي إلى استيعاب قوات الدعم السريع داخل قوات الجيش إلى تفاقم التوترات بين الطرفين خاصة في ظل طموحات “دقلو” السياسية.

وسبق ذلك أن جرى أواخر العام الماضي التوقيع على اتفاق إطاري لحل الأزمة السياسية في البلاد وقيادة السودان نحو التحول الديمقراطي بين المكون العسكري وقوى مدنية بارزة في مقدمتها إعلان الحرية والتغيير، وكان من المفترض أن يؤسس الاتفاق لمرحلة انتقالية مدتها 24 شهرًا، ولكن القتال بدأ بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في أبريل الماضي.

نزوح 6.8 مليون شخص

حسب وزارة الخارجية الأمريكية، فإن الصراع في السودان أدى إلى قتل ما لا يقل عن 10 آلاف شخص ونزوح أكثر من 6.8 مليون شخص من منازلهم، وأُخذ الآلاف من الناس إلى المعتقلات داخل الخرطوم، وحولها وقد تعرض بعضهم للقتل والبعض الآخر للتعذيب، بجانب الخراب والدمار الذي تشهده البلاد.

وبحسب سفيرة الولايات المتحدة المتجولة للعدالة الجنائية العالمية، بيث فان شاك، فإن النساء في السودان يتعرضن للعنف الجنسي المنهجي المتعمد والترهيب، ويتم اختطافهن من الشوارع، من جانب قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها.

ربما يعجبك أيضا