حواجز المحبة في فلسطين.. إعاقة للفيروس وتسهيل على المواطنين‎

محمود

رؤية – محمد عبدالكريم
 
تجهد العجوز الستينية نجاح “أم إياد” من بلدة بيت لقيا غرب رام الله، بتحضير الطعام قبل أن يحل أذان المغرب، وبالتالي موعد الإفطار في ثاني أيام الشهر الفضيل، فقد تطوعت اليوم لإرسال بعض الطعام إلى حاجز أقامه مجموعة من شباب قرب منزلها عند مدخل البلدة.

الحواجز ترتبط في الذهنية الفلسطينية بالاحتلال وانتهاكاته التي تعيق الحركة لساعات، بهدف جعل حياتهم جحيما من قِبَل الاحتلال، إلا أن هذا الحاجز كمئات وربما آلاف الحواجز المنتشرة في مختلف أرجاء الضفة الغربية، أطلق عليها لقب “حواجز المحبة”، حيث يتطوع الشباب لقياس درجة حرارة المارين من خلال جهاز إلكتروني، في عملية تهدف إلى المساعدة في احتواء انتشار فيروس كورونا المستجد.

وتنحصر مهمة هؤلاء الشبان المتطوعين، وممثلي المجتمع المحلي، في التأكد من هوية المارين ومعرفة وجهتهم وإن كانوا قادمين من قرى ومدن فيها إصابات، فتتم إعادتهم من حيث أتوا، حيث تنشط لجان الطوارئ هذه في شتى بلدات وقرى الضفة، بدعوة من الحكومة الفلسطينية، وبإشراف من الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي لا تستطيع الانتشار في مختلف المناطق لنقص في الأعداد أولًا، وبسبب منع الاحتلال لذلك ثانيًا.

وسجلت في الضفة الغربية المحتلة حتى الآن 4 وفيات و495 إصابة، بسبب الفيروس، وأغلب الإصابات المسجلة هي في صفوف عمال فلسطينيين عادوا من إسرائيل، وأشخاص مخالطين لهم.

وحسب وزارة الداخلية الفلسطينية، فإن تشكيل لجان مدنية للعمل على مداخل القرى والمخيمات في المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، كان بقرار اللجنة الرسمية لمواجهة الفيروس.

وقال الناطق باسم الوزارة غسان نمر: قررنا تشكيل هذه اللجان مع بداية أزمة كورونا، وهي تعمل بإشراف محافظ المدينة والمجالس القروية والبلدية والأجهزة الأمنية.

وعن سبب تشكيلها، يوضح نمر أن مرده عدم قدرة السلطة الفلسطينية العمل في المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، إضافة إلى عدم توفر العدد الكافي من رجال الأمن الفلسطيني لتغطية كل أنحاء الضفة الغربية.

ووفقًا لنمر، يبلغ عدد أفراد الأجهزة الأمنية العاملة لدى السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية حوالى 15 ألفًا.

وينسق الشبان على الحواجز فيما بينهم من خلال تطبيق “زيلو” على الهواتف المحمولة، كما يتم التنسيق مع الحواجز في القرى القريبة الأخرى.

وأطلقت محافظة رام الله والبيرة د. ليلى غنام، خدمة المرور الإلكتروني على حواجز المحبة في المحافظة، للتسهيل على المواطنين في ظل حالة الطوارئ المعلنة لمواجهة تفشي فيروس كورونا.
 
وأكدت غنام أن هذه الخدمة ستعمل وفقًا لبيانات محددة سيتم تحميلها من خلال تطبيق الإلكتروني، وسيتم توزيعها على كافة الحواجز.

وأشارت إلى أن فكرة الخدمة كانت متبلورة لدينا منذ البداية وبدأنا العمل على تطويرها من خلاله، ونحن اليوم نطلقها على الأرض، نظرًا للظروف الراهنة، وضمانًا لسلامة المواطنين وعناصر أجهزة الأمن وصحتهم.

ولفتت غنام إلى أن هذه الخدمة هي تجريبية، وسيتم تقييمها وتطويرها وفقًا للحاجة، والاستفادة من قاعدة البيانات التي سيتم جمعها، خاصة أن التطبيق سيتضمن قاعدة بيانات تشمل أسماء الحاصلين على تصاريح المرور، وأسماء المحجورين، وكذلك سيتم من خلاله تقديم طلبات الحصول على التصاريح.

أما في قرية خربثا المصباح غرب رام الله، المجاورة لبلدة بيت لقيا فإن لجنة الطوارئ، حسب منسقها أديب مصلح، تؤدي مهامّ عدة، إذ يقوم شبان متطوعون بالتواجد على مدخل البلدة “7000 نسمة”، على مدار الـ24 ساعة، عبر ثلاث مناوبات، وفحص كافة القادمين إلى البلدة، خاصة العمال.

ويقول: نحن نُعنى بملف العمال، وقد استقبلنا نحو 60 عاملًا من أبناء القرية خلال الأيام الماضية، وهناك نحو 70 آخرين ما يزالون في الداخل، ونتوقع وصولهم في أي لحظة.

ويضيف: بمجرد وصول العمال نقوم بفحص حرارتهم، ونتابع معهم للقيام بالحجْر المنزلي، ونحن على تواصل مستمر مع الجهات الصحية المختصة.

كما يلفت إلى دور اللجنة في تسهيل إدخال المواد الغذائية، والأعلاف، ومتطلبات المخابز والصيدليات.

ويذكر أن مستوى تعاون الناس مع اللجنة مُرْضٍ، ما يعتبره مؤشرًا على حسّ الوعي لدى أهالي القرية.

ربما يعجبك أيضا