حوار| سياسي سوداني لـ «رؤية»: القوات المسلحة ستحسم المعركة  

محمد النحاس
حوار| سياسي سوداني: القوات المسلحة ستحسم المعركة  

حوار لشبكة رؤية الإخبارية مع الخبير السوداني محمود زاهر الجمل حول مستجدات الأوضاع في السودان.


اتفقت الأطراف السودانية المنتاحرة على وقف إطلاق النار، في هدنة إنسانية تستمر 24 ساعة، وسط تردي الأوضاع الإنسانية هناك. 

ومع شروق شمس أمس الثلاثاء 18 إبريل 2023، تعالى دوي إطلاق النار، وسط تحليق كثيف لطائرات الجيش السوداني، وتصاعد ألسنة اللهب في سماء العاصمة الخرطوم، وقد أظهرت صور الأقمار الاصطناعية تضرر مطار الخرطوم الدولي، واحتراق عدد من الطائرات.

أسئلة بارزة حول الصراع

في ظل احتدام المعارك، تطل الأسئلة الأبرز بعيدًا عن تضارب الأنباء حول حقائق الميدان، فمن هو المسؤول عن بلوغ الأمور هذا الحد من التأزم؟ وما الحل؟ وهل وصلت الأمور إلى نقطة الـ”لا عودة”؟ أم أنه توجد فرصة للتفاوض؟

 وهل تنجح الهدنة الإنسانية؟ وما تداعيات المشهد برمته على الموقف السياسي في البلاد؟ لاستجلاء هذه الأسئلة، حاورت شبكة رؤية الإخبارية، الخبير السوداني، والناطق الرسمي باسم الجبهة الوطنية للتغيير، السيد محمود زاهر الجمل.

الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان

الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان

من يتحمل المسؤولية؟

وفق السياسي السوداني، محمود الجمل فإن جذور الأزمة تعود إلى “ضيق الأفق” لدى بعض العسكريين، و”العُقم السياسي” لبعض فصائل المكوّن المدني، التي سلكت مسارًا إقصائيًا، مرجعًا فشل حكومة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك إلى هذه الخلافات. 

وفي ما يتعلق بالخلاف بين المكوّن العسكري، يُرجع الأمر إلى عدم الاتفاق حول قضية دمج الدعم السريع في الإطار التنظيمي للجيش، وقد أدت قضية تسريع دمج الدعم السريع، إلى اعتقاد قائد ميليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو (المعروف بحميدتي)، أنه هو المستهدف من هذه العملية وأنها ترمي إلى تحجيم نفوذه، وإنهاء دوره السياسي.

هل تنجح الهدنة الإنسانية؟

في ما يتعلق بالهدنة الإنسانية، جرى خرقها بالفعل مع مجرد دخولها حيز التنفيذ، ووفق محمود الجمل، فإن قواعد قوات الدعم السريع ليست على تواصل جيد مع قيادتها، ما أدى إلى حدوث الخرق، وفي سؤاله عما إذا كانت الهدنة أساسًا يُمكن البناء عليه من أجل محادثات مستقبلية بين الجانبين. 

203496d0 df9c 4585 bd5b f8aa73774e31

يرى الجمل أن الأمر وصل إلى نقطة اللاعودة

قال الخبير السوداني إن الجيش عازم على إنهاء ما سماه بـ”التمرد”، لذلك من غير المرجح أن تستمر الهدنة بسبب عدم تواصل قيادة الدعم السريع مع قواعدها، كما أن الجيش تحدث في وقت سابق عن معونات وإمدادات قادمة للدعم السريع، مرجحًا أن يتحين الجيش الفرصة للانقضاض على قوات الدعم السريع. 

من يحسم النزاع؟

في ظل تضارب الأنباء الميدانية، والاشتباكات المستمرة في عموم أنحاء السودان، ليس من الواضح تمامًا حقيقة الموقف الميداني، وفي هذا الصدد يرى محمود الجمل أن القوة الأقدر على حسم النزاع لصالحها هي القوات المسلحة.

اقرأ أيضًا: تضارب التصريحات بين الجيش السوداني والدعم السريع.. من على صواب؟

الجيش السوداني

يعتقد محمود الجمل أن الجيش السوداني أكثر قدرة على حسم النزاع لصالحه

وفي ما يتعلق بحل الأزمة وما إذا كان سياسيًّا أم عسكريًّا، يرى السياسي السوداني أن الحل يشمل كلا الجانبين، مضيفًا: “الوضع الآن كالآتي، وجود مواجهة عنيفة بين الدعم السريع والجيش، لذلك لن يحدث تفاوض أو حوار”. 

اقرأ أيضًا: دبلوماسية مصرية تكشف لـ«رؤية» عن كيفية حل أزمة السودان

الوصول إلى نقطة اللا عودة

خلال حديثه مع شبكة رؤية الإخبارية، لفت الخبير والناشط السياسي إلى أن قيادة الجيش والمخابرات السودانية، أعلنتا بوضوح أن قوات الدعم السريع مجموعة من الميليشيات ما يعني أنهم لن يتحدثوا معًا، لتصبح القضية بذلك أمرًا ميدانيًّا بحتًا.

وكذلك حميدتي ذهب إلى أنه لن يتوقف إلا عند القبض على قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، وقد بات الأمر بالنسبة إلى الدعم السريع معركة وجود. ويتابع الجمل مُستخلصًا أن هذه المعطيات تشي بأن الموقف قد وصل إلى “نقطة اللاعودة”.

وبات يتحتم انتصار أحد طرفي النزاع، ولذلك تسعى كل جهة لحسم الصراع، ما يعني أن الحل عسكري بالدرجة الأولى، موضحًا أنه ليس هذا الرأي وجهة نظري الشخصية، بقدر ما يعبر عن حقائق الميدان ومعطيات الواقع.

اقرأ أيضًا: خبير سياسي يكشف لـ«رؤية» عن سيناريو خطير في السودان

ماذا عن الحركات المسلحة؟

يرى الجمل أن الخطوة التالية بعد انتهاء الاشتباكات، ستكون عملية التفاوض السياسي للمضي قدمًا، وأعرب الجمل عن اطمئنانه إلى أنه “بعد انتصار الجيش سيحوز الجيش قوة مادية ومعنوية ستفيد في إيصال رسالة للحركات المسلحة الأخرى أنه من هو أقوى قد جرى هزيمته (ميليشيا الدعم السريع)”، لذلك لن يفكر أحد في أن يحذو حذو ميليشيا حميدتي. 

وبحسب الجمل، فقد بدأت بالفعل بعض هذه الحركات في العمل مع الجيش في مواجهة الدعم السريع، وأعلنت بوضوح ولاءها للجيش، متوقعًا أن تكون عملية دمج هذه المجموعات تحت لواء الجيش الوطني ليست بالصعبة خاصةً بعد حسم الجيش معركته مع الدعم السريع.

اقرأ أيضًا: توجه الرحلات لدول أخرى.. ما تأثير الصراع السوداني في شركات الطيران؟

اقرأ أيضًا: دبلوماسية نشطة.. كيف تحركت مصر لوقف الاقتتال في السودان؟

اقرأ أيضًا: ممرات آمنة وجهود عربية لوقف النزاع.. ما آخر التطورات في السودان؟

ربما يعجبك أيضا