خاص| «رؤية» تحاور كليتشدار أوغلو عن سياسته الخارجية

ثروت منصور
كليتشدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري

نجح كيليشتدار أوغلو في إجبار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على خوض جولة ثانية من الانتخابات للمرة الأولى.


في الليلة القادمة، سيذهب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي كمال كليتشدار أوغلو، إلى الاحتفال كرئيس أو إلى منزله استعدادًا للتقاعد.

ويخوض كليتشدار أوغلو معركة حياته المهنية في انتخابات الرئاسة التركية، التي تنطلق جولة إعادتها غدًا الأحد 28 مايو 2023. وتنشر شبكة رؤية الإخبارية هذا الحوار الحصري مع زعيم المعارضة الذي يترأس تحالفًا من 6 أحزاب.

السياسة الخارجية

حرص زعيم المعارضة في الساعات الأخيرة على التودد الى أصوات القوميين من خلال التعهد بطرد ملايين اللاجئين السوريين. وهو ملف استحوذ على جزء كبير من الحوار مع كليتشدار أوغلو، الذي ركز في كلامه على السلام والحوار، وهي لغة مختلفة تمامًا عن خطابه الذي أصبح يتسم بالعدائية في الحملة الانتخابية الأخيرة.

اقرأ أيضًا: صور| سبايدر مان وراعي بقر وأطول امرأة.. طرائف انتخابات تركيا

وفي الحوار الحصري، يوضح كليتشدار وجهات نظره وموقف حزبه من خيارات السياسة الخارجية الملحة، والتي يعتبر المحللون أنها من أهم أسباب خسارته في الجولة الأولى، بعدما تعهد بالالتزام بفرض العقوبات الغربية على روسيا التي ترسل ملايين السياح إلى المنتجعات التركية، فضلًا عن آلاف المزارعين الأتراك الذين يصدرون منتجاتهم إلى روسيا.

العيش بسلام مع دول الجوار

وعد السياسي التركي البالغ من العمر 74 عامًا، والذي قاد حزب المعارضة الرئيس في البلاد، حزب الشعب الجمهوري لمدة 13 عامًا، بإحياء الحوار والعيش بسلام مع دول الجوار. وقال: “بصفتنا الحزب المؤسس لجمهورية تركيا، نتبع السياسة الخارجية السلمية التقليدية التي ورثناها عن مصطفى كمال أتاتورك. شعارنا هو: السلام في الوطن، السلام في العالم”.

واعتبر كيلتشدار أوغلو أن هذا الخط من السياسة الخارجية ساعد تركيا على “إجراء رؤية سلمية غير متحيزة، وخاصة في ما يتعلق بجيراننا في منطقتنا… علمنا أتاتورك عدم التدخل في الشؤون الداخلية لجيراننا. لذلك، منذ البداية، فضلنا دائمًا أن تسود الدبلوماسية في مقاربتنا لمشكلات إخواننا المسلمين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. هذا ينطبق أيضًا على سوريا وليبيا”.

القيادة السورية

شدد كليتشدار أوغلو على أن حزبه ينوي التحاور مع القيادة السورية، في خطوة رئيسة لإعادة اللاجئين السوريين الى بلادهم، لكن لم يتطرق إلى معارضة الدول الغربية لأي حوار مع دمشق، أو إعادة قسرية للاجئين.

وقال زعيم أكبر حزب علماني في تركيا إن الحوار لا ينبغي أن ينقطع مع القيادة السورية، ويجب أن تحاول تركيا أن تكون على مسافة متساوية مع الأطراف المتصارعة.

واعتبر كليتشدار أوغلو أن “تركيا لا تسير في هذا الخط تحت حكم أردوغان، وقد نُظر إلى سياسته على أنها إهمال تام لأي حوار مع دمشق، بل دعم قوى المعارضة، وأعطت أنقرة الصورة كما لو كانت تهدف إلى فرض تغيير القيادة في سوريا، وكان هذا خطأ”.

علاقات مع الجميع في ليبيا

في ليبيا أيضًا، كرر زعيم المعارضة أن على تركيا التواصل ليس فقط مع حكومة طرابلس، ولكن أيضًا مع ممثلي البرلمان الوطني في طبرق، وعبر عن أسفه لأن بلاده لم تنتهج سياسة محايدة في سوريا أو ليبيا.

وتعهد كليتشدار بأن تركيا تحت قيادته ستغير هذا المسار، قائلًا: “لا نوافق على مثل هذا السلوك في السياسة الخارجية، وعندما نصل إلى السلطة، ستتغير السياسة الخارجية التركية من جميع النواحي، حتى في ما يتعلق بشرق البحر الأبيض المتوسط”.

اقرأ أيضًا: كليتشدار أوغلو: الربيع قادم لتركيا

ولم يتعهد كيليتشدار أوغلو باجراء تغيير في السياسة فحسب، بل شدد على أنه سيجري تغييرًا أساسيًّا في الخطابة والأسلوب والمنهجية، وأن حزبه لا يصر على استخدام القوة أو التهديد باستخدامها في السياسة الخارجية، لأن هذا النهج مخالف لميثاق الأمم المتحدة.

تركيا المعزولة

اعترف زعيم المعارضة التركية بأنه بات يُنظر إلى تركيا على أنها اتبعت سياسة خارجية عدوانية، وقد أنتج ذلك عزلة خطيرة لتركيا في المنطقة، متعهدًا بأن “نهج أنقرة سيكون بسيطًا، فلا توجد قضية سياسة خارجية لا يمكن حلها بعيدًا عن الدبلوماسية والمفاوضات والحوار”.

وأضاف: “على تركيا المعزولة في منطقتها بسبب أخطائها أن تصحح ذلك، ويجب أن تصبح جهة فاعلة للمساهمة بنحو إيجابي في تعزيز السلام والاستقرار والأمن في منطقتها”.

الجماعات المعادية لاستقرار الدول

عبر كليتشدار عن أسفه لأي وجود لأي شخصيات في بلاده تنتهج سياسات معادية لأمن واستقرار الدول الأخرى، قائلًا: “إذا اعتبر أي جار في منطقتنا أي مجموعة هنا تشكل له تهديدًا، فسنكون إما ضد وجودهم في أراضينا وإما نتوقع منهم اتباع سياسات سلمية”.

وتابع: “بصفتنا حزب الشعب الجمهوري، دافعنا دائمًا عن عدم قطع حوارنا في الماضي مع دول الجوار مثل مصر. ومع ذلك، منذ عام 2013، ليس لدينا سفراء في البلدين. في كل مرة، أنا شخصيًّا وأعضاء حزبي نشدد على أهمية تبادل السفراء مع دول الجوار”.

نضال ديمقراطي

في نهاية الحوار، قال كليتشدار أوغلو إن “حزب الشعب الجمهوري يخوض نضالًا ديمقراطيًّا في بلادنا (تركيا) ونعتقد في هذا الصدد أننا أحرزنا تقدمًا جادًّا في مسعانا. وأظهرت نتائج الانتخابات أن هذا النهج يكتسب زخمًا متزايدًا. وهذا، بطبيعة الحال، يعيد الثقة إلى حزبنا ليس فقط في تركيا ولكن أيضًا في جوارنا”.

ونجح كيليشتدار أوغلو بالفعل في إجبار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على خوض جولة ثانية من الانتخابات، للمرة الأولى، بعدما عجز عن تخطي عتبة الـ50% من مجموع الأصوات، وهو مؤشر على تراجع شعبيته.

اقرأ أيضًا| تركيا تتجه نحو جولة إعادة لانتخابات الرئاسة

 

ربما يعجبك أيضا