خبراء في ندوة لـ«تريندز»: التوسع في المدن الذكية المستدامة ضروري لمواجهة تغيّر المناخ

خبراء يطالبون بالتوسع في نهج المدن المستدامة لمواجهة تحديات المناخ

محمود عبدالله

أكد خبراء التخطيط التنموي والتقنيات الذكية والتكنولوجيا المتطورة، أن التوسع في نهج المدن الذكية المستدامة أصبح ضروريًا، في الوقت الذي يعاني فيه العالم تنامي ظواهر التغير المناخي.

وقالوا إن المدن الذكية يمكنها مواجهة تحديات المناخ وتعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي ودعم التطور الحضري، من خلال الأساليب والمعايير المستدامة، فضلًا عن البنية التحتية الرقمية ومعالجة مخاطر الأمن السيبراني، بحسب وكالة أنباء الإمارات “وام” اليوم الخميس 7 ديسمبر 2023.

تحديات المدن الذكية

جاء ذلك في ندوة “المدن المستدامة.. الجيل الجديد من المدن الذكية”، التي نظمها مركز تريندز للبحوث والاستشارات، بالشراكة مع مجموعة مصطفى محرم وشركاه للسياسات العامة والاتصال الاستراتيجي، أمس في المركز الإعلامي المنطقة الخضراء لمؤتمر الأطراف cop28.

وحول الفرص والتحديات التي تواجه المدن الذكية المستدامة، خاصة ما يتعلق بتهديدات الأمن السيبراني، أكد رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات الدكتور محمد حمد الكويتي، أن ما تقوم به دولة الإمارات من تطبيق التكنولوجيات المتطورة يهدف في الأساس إلى ضمان رفاهية الإنسان، وأمان المجتمع في المقام الأول من ذلك التطور.

وأضاف أن الإمارات تعمل على الاستمرارية في تطوير التكنولوجيا، جنبًا إلى جنب مع ضمان تحقيق الأمن السيبراني للمجتمعات، وسد جميع الثغرات، من خلال مظلة أمنية تكنولوجية متطورة.

الأمن السيبراني

أوضح الدكتور محمد حمد الكويتي، أن المرونة هي الجوهر الأساسي للتغلب على التحديات الأمنية، فالأمن السيبراني هو العين الحارسة لمبادرات تطوير المدن الذكية، مشيرًا إلى أن الاستدامة تحتاج إلى العمل الجماعي، وتطوير السياسات السيبرانية، وتدريب الأجيال القادمة على قيادة المبادرات السيبرانية المستدامة.

وتابع أن البنية التحتية وأنظمة المراقبة وتطوير الأنظمة الصحية والتعليمية والنقل وغيرها، جميعها تحتاج إلى الأمن السيبراني لمواصلة النهج المستدام، وتمكين المجتمعات من العيش برفاهية.

ولفت إلى أن هناك عددًا من الآليات والاستراتيجيات التي يمكنها التخفيف من مخاطر الأمن السيبراني وحماية أنظمة المدن الذكية، منها بناء أنظمة أمنية قوية ومحدثة باستمرار، وتعزيز الوعي الأمني لدى العاملين في المدن الذكية، فضلاً عن التعاون بين المدن الذكية وجهات الأمن السيبراني لتبادل المعلومات والتهديدات.

المدن الذكية

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات الدكتور محمد عبدالله العلي، إن “مفهوم مدن المستقبل الذكية والمستدامة أصبح متداولًا وهدفًا لكثير من الحكومات الساعية إلى تحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة لمواطنيها”.

وأضاف أن التطور العمراني والوتيرة السريعة للتوسع الحضري، وتغير المناخ، وزيادة الطلب على الموارد، تفرض ضغوطاً كبيرة على البنية التحتية الحضرية والأنظمة البيئية، وقال العلي: “نحن بحاجة إلى إنشاء مدن ليست مستدامة فحسب، بل قادرة على الصمود أمام التحديات المستقبلية المتغيرة”.

وأشار إلى أن المدن الذكية تقدم نهجًا واعدًا لتحقيق هذه الأهداف؛ فمن خلال الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، يمكن للمدن الذكية تحسين استخدام الموارد، والحد من التلوث، وتحسين الخدمات العامة، ومن ثم تعزيز نوعية الحياة لجميع المواطنين.

توفير الموارد

من جانبه، أشار جان فابافوري، رئيس اللجنة الأولمبية الفنلندية، ووزير الاقتصاد والإسكان في فنلندا – سابقًا، وعمدة العاصمة الفنلندية هلسنكي السابق، إلى تجربة فنلندا الرائدة في المدن الذكية المستدامة، موضحاً أن المدن الذكية تحتاج إلى العمل على إيجاد الموارد والتنوع والدعم، للتحول إلى مجتمعات مستدامة، ولكن بسبب الفهم المحدود للشمولية، تواجه المدن الذكية بعض العقبات في عملية التوسع.

واعتبر فابافوري المدن الذكية الطريق الصحيح نحو التنمية المستدامة، بما تمتلكه من مقومات تجعلها قادرة على مكافحة التغيرات والتحديات المناخية خلال العقود القادمة، اعتماداً على التطور المستدام الشمولي، ووضع الاستراتيجيات والأطر التنظيمية المحدثة باستمرار.

وذكر الخبير السويسري في التخطيط التنموي الدكتور شريف الديواني، أن المرونة هي الميزة الأساسية التي يسعى جميع قادة المناطق الحضرية إلى تحقيقها في استدامة المدن في القرن الحادي والعشرين، ولحسن الحظ، تمكن التكنولوجيا المدن من أن تكون ذكية ومرنة لضمان نوعية حياة مستدامة لسكانها.

وطالب الديواني الحكومات بتسريع العمل والتوسع في تنفيذ مخططات المدن الذكية التي يجب أن تعتمد على المرونة والتكنولوجيا الرقمية، معتبرًا هذه المدن «طوق نجاة» من أزمة التغير المناخي.

ربما يعجبك أيضا