خدعة أوكرانيا لاستنزاف الذخيرة الروسية

أبرزت الحرب الروسية الأوكرانية تطور الأسلحة وظهور تقنيات حديثة، والعمل المقابل لإضعاف مزايا تلك الأسلحة ومواجهة هذا التطور.

وسلطت مجلة الإيكونومست، في تقرير لها، تصريحات مستشار الحكومة الأوكرانية، أنطون جيراشينكو، الذي وصف فيها الحرب الروسية الأوكرانية بأنها حرب ابتكار، وأن الطائرات من دون طيار والأقمار الصناعية أصبحت أكثر تطورًا.

أوكرانيا تمارس الخديعة ضد روسيا

قال جيراشينكو، في تصريحاته التي أبرزتها الإيكونومست، إنه أصبح من الصعب خداع العدو، الذي يملك كاميرات بتقنيات جيدة، لكن وبالرغم من ذلك، فإن الأفخاخ عالية الجودة قد تعمل جيدًا للغاية في هذه الأحوال.

وأوضحت المجلة أن أوكرانيا تمارس الخديعة الآن في حربها مع روسيا، فهي تصنع مجسمات للدبابات والمدفعية ومدافع الهاون والمدافع الرشاشة، من بالونات قابلة للنفخ، ليظهر أن الجيش الأوكراني يمتلك تلك الأسلحة، مشيرة إلى أن تلك الدمى قد تكون فعّالة في حال شن روسيا هجمات بواسطة المسيرات، التي تعمل الآن على تدمير المدفعية الأوكرانية.

اقرأ أيضًا| أوكرانيا: حريق مستودع النفط ضمن استعدادات الهجوم المضاد ضد روسيا

روسيا تستنزف صواريخها

أقر جيراشينكو بأن المسيرة الروسية من طراز لانسيت أخطر طائرة من دون طيار بالنسبة لأوكرانيا، موضحًا أن مداها يبلغ 40 كيلومترًا وتحمل 3 كيلوجرامات من المتفجرات، وتساعد بقدر كبير في تدمير المدفعية الأوكرانية. وتكلفة تلك الطائرة في روسيا أقل من 50 ألف دولار، ووفق ما أشارت الإيكونومست.

وذكرت المجلة أنه في الوقت الذي يطلق فيه الروس النيران على أسلحة مزيفة، فإن هذا يستنفزهم اقتصاديًّا، ويأتي تقرير الإيكونومست في الوقت الذي أشارت فيه هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، إلى إطلاق روسيا سلسلة صواريخ على مدن أوكرانية في ثاني هجوم خلال 3 أيام.

اقرأ أيضًا| لماذا تفقد الاستخبارات الأمريكية تفوقها أمام روسيا والصين؟

ضرر كبير في بافلوهراد

تعرضت مدينة بافلوهراد، وهي مركز لوجستي بالقرب من مدينة دنيبرو المركزية، إلى هجوم، وتسببت الغارة في اندلاع حريق كبير، ودمرت عشرات المنازل، وجرحت 34 شخصًا.

وقالت «بي بي سي» إن إنذار الغارة الجوية انطلق بعد ساعات في جميع أنحاء البلاد، وكانت العاصمة كييف من بين الأهداف، وقال الجيش الأوكراني إنه أسقط 15 من أصل 18 صاروخ كروز جرى إطلاقها في جميع أنحاء أوكرانيا.

اقرأ ايضًا| روسيا تسقط مسيّرة أمريكية الصنع قرب زابوروجيا

وأوضحت «بي بي سي» أن أكبر ضرر وقع في بافلوهراد، وهي مدينة تقع في الأراضي الخاضعة لسيطرة أوكرانيا على بعد قرابة 110 كيلومترات من خط المواجهة، وأظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حريقًا هائلًا في المدينة.

هجمات روسية إضافية ضد أوكرانيا

قالت إحدى سكان المدينة، وتدعى أولها ليتفينينكو، في تصريحات أبرزتها «بي بي سي»، إنها كانت ترتدي ملابسها لتغادر منزلها عندما تحطمت أبواب المنزل بسبب الانفجار، وأضافت: “ركضت إلى الخارج ورأيت أن المرآب قد دمر، اشتعلت النيران في كل شيء وشظايا الزجاج في كل مكان، لو كنا بالخارج لكنا قُتلنا”.

ووصفت الإدارة العسكرية الأوكرانية دنيبروبتروفسك ذلك بأنه “ليلة وصباح مأساوية” ، قائلة إن موقعًا صناعيًّا تعرض للقصف.

وفي منطقة خيرسون، التي لا تزال تسيطر عليها روسيا جزئيًّا، قالت السلطات الإقليمية الأوكرانية إن روسيا نفذت 39 قذيفة، مضيفة أن هذا أسفر عن مقتل شخص، في حين شهدت الأيام الأخيرة زيادة في الهجمات في أوكرانيا، وقتل 23 شخصًا، يوم الجمعة، في مدينة أومان بوسط البلاد.

روسيا وأوكرانيا

تغييرات في الجيش الروسي

سلطت «بي بي سي» الضوء على احدث التغييرات العسكرية، التي طرأت في الجيش الروسي، بعد إقالة الجنرال نائب وزير الدفاع، ميخائيل ميزينتسيف، الذي أشرف على لوجستيات القوات المسلحة، بعد تعيينه في هذا المنصب في سبتمبر الماضي فقط.

وظهرت شكاوى منذ فترة طويلة من أن القوات الروسية في الخطوط الأمامية لا تحصل على معدات عسكرية كافية، وتعاني من نقص في الغذاء والزي الرسمي.

وفي غضون ذلك، قال قائد القوات البرية الأوكرانية، أولكسندر سيرسكي، يوم الاثنين، إن الجيش طرد القوات الروسية من بعض المواقع في باخموت الأوكرانية، مضيفًا أن لا يزال صعبًا، ولكن موسكو لا تستطيع السيطرة على المدينة.