خسائر الجيش الروسي في أوكرانيا خلال أسبوع.. أرقام وصور

دخلت الحرب الروسية الأوكرانية يومها العاشر ولم تنجح محاولات روسيا لشن هجوم سريع الخطى داخل كييف، العاصمة ومقر الحكومة ذات الميول الغربية التي يبدو أن “الكرملين” عازم على إزالتها أو السيطرة عليها.

وباستقصاء وتحليل ما ورد من تغطيات للحرب في صحف وكالات أنباء عالمية على مدى الأيام الماضية تبين لـ”شبكة رؤية الإخبارية” أن أوكرانيا وسَّعت استراتيجية خطوط الإمداد والروح المعنوية لها، في حين تعثرت الدبابات والمعدات العسكرية الروسية. وأوضح مدير ملف روسيا في مجلس الأمن القومي بإدارة أوباما جيفري إدموندز، أن فشل القيادة السياسية أوصل روسيا إلى هذه النقطة.

خسائر بشرية وإحباط معنوي للجنود الروس

يرى مسؤولون حكوميون وخبراء عسكريون روس أن نتيجة الأسبوع الأول من الحرب الروسية في أوكرانيا لم تكن مُرضية، بعدما أعلن الجيش الأوكراني عن مقتل أكثر من 11 ألف جندي روسي منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، وفقًا لإحصاءات رسمية. فضلًا عن تدمير 285 دبابة روسية و985 عربة قتال مصفحة، بالإضافة إلى 109 أنظمة مدفعية و44 طائرة و48 طائرة هليكوبتر، وفقًا لتقرير صادر عن هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية نشرته وزارة الدفاع الأوكرانية، على موقعها الإلكتروني.

🇺🇦 Загальні бойові втрати противника

З 24.02 по 06.03 орієнтовно становлять:

🇺🇸 Total combat losses of the enemy

From 24.02 to 06.03 are approximately: pic.twitter.com/e3lbBNo9o7

— Defence intelligence of Ukraine (@DI_Ukraine) March 6, 2022

وأضاف التقرير: “أمس فقط نُقل أكثر من 650 جريحًا من القوات الروسية إلى مستشفى وسط المدينة بقرية بريانكا في جمهورية لوغانسك”. وتابع “جميعهم في حالة خطيرة في الغالب، بعد تقديم الإسعافات الأولية رافقتهم قافلة مسلحة من القوات النظامية للقوات المسلحة الروسية إلى خط القتال، ومن المعروف أن أفراد فوج البنادق الآلية السادس المنفصل خائفون ومحبطون، ويبحثون عن طرق للفرار”.

هل أخطأ الروس في تقديرهم للمقاومة الأوكرانية؟

أظهر أحد مقاطع الفيديو عبر موقع يوتيوب أن مدنيًّا أوكرانيًّا يعرض المساعدة، مازحًا، للجنود الروس الذين تقطعت بهم السبل قبل أن ينسحبوا بسرعة. ويُظهر مقطع فيديو آخر جنديًّا روسيًّا شابًّا يبكي وهو يأكل ويتصل بوالدته، كما بدت مجموعة من الجنود الروس ينهبون متجرًا أوكرانيًّا للطعام. وقال مسؤولون وخبراء غربيون إن الأكثر تحديًا للجيش الروسي أن موسكو قللت من تقدير استعداد المواطنين الأوكرانيين للرد والمقاومة في الدفاع عن بلدهم.

وأوضح مدير ملف روسيا في مجلس الأمن القومي بإدارة أوباما، جيفري إدموندز أن الفشل في القيادة السياسية أوصل روسيا إلى هذه النقطة بعد أسبوع واحد من المعركة. وأضاف كبير المحللين في “سي إن إيه” المؤسسة البحثية العسكري: “لقد صدَّقت القيادة الروسية بالفعل الأشياء التي قالوها عن الأوكرانيين ولم تعتقد أنهم سيقاومون، ولأنهم اعتقدوا أن الحرب لن تكون ذات شعبية فقد أبقوا نطاق الحرب طي الكتمان حتى عن الجيش الروسي نفسه”.

أخطاء بوتين في خُطة الحرب

على الرغم من التعزيزات العسكرية التي استمرت لأشهر والتحذيرات من الغرب بأن موسكو تخطط للحرب، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفى هذه المزاعم حتى أمر بالهجوم الأسبوع الماضي. على حد زعم جيفري. مضيفًا: “أوضح بوتين أيضًا أنه يعدُّ الجيش الأوكراني ضعيفًا ويعتقد أن البلاد سترحب بالسيطرة الروسية، وهو أمر لم يثبت تمامًا على الأرض. على الرغم من أن القوات الروسية بدأت الآن في إعادة تنظيم نفسها وحققت نجاحات في الجزء الجنوبي من البلاد”.

وفيما استولت القوات الروسية على مدينة خيرسون الاستراتيجية يوم الخميس الماضي، يعتقد الخبراء أن الجيش الروسي يكافح، لأنه انحرف عن الحرب التي درب قواته على خوضها. وبدت التدريبات الاستراتيجية واسعة النطاق التي أجرتها روسيا قبل حربها مباشرة والتي أكدت أنها السبب في نقل الكثير من القوات إلى حدود جارتها الديمقراطية، مصمّمة لمواجهة هجوم من الولايات المتحدة وحلفائها في حلف الناتو.

الطبيعة تحدَّت تفوُّق القوات الروسية

ذكر نائب وزير الدفاع الأوكراني السابق، الذي تدرب على يد الجيش السوفييتي ليونيد بولياكوف، أن أوكرانيا أدارت المعركة بانتظام وحداتها العسكرية عبر منطقة دونباس في شرقي البلاد، فقد قاتلت الانفصاليين المدعومين من روسيا. وأوضح أن جيشها، الذي عزَّزه الصراع المستمر منذ فترة طويلة، تلقَّى تدريبات من دول غربية، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وكندا وبولندا وليتوانيا.

واعتبر بولياكوف أنه “قد يكون الأمر مفاجئًا لبعض الناس، فالقوات البرية الأوكرانية تتجاوز قدرتها القتالية الأعداد المتفوقة من القوات الروسية”. وتابع أيضًا بأنه “يبدو أن روسيا لم تهتم بالطقس، فقد علقت الكثير من آلياتها الحربية في الوحل الأوكراني السميك الذي هو نموذجي في هذا الوقت من العام في التربة السوداء للمنطقة، والتي سماها الدفاع الطبيعي”. وواصل بولياكوف: “كما قال نابليون ذات مرة: عندما يرتكب أعداؤك أخطاء لا تحاول إيقافهم”.