خطاب حالة الاتحاد.. بايدن يوجه تحذيرات ورسائل للداخل والخارج

ألقى الرئيس الأمريكي، جو بايدن، خطاب حالة الاتحاد السنوي أمام لجنة مشتركة للكونجرس، مساء أمس الثلاثاء 7 فبراير 2023.

وفي الخطاب الأول منذ سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب، دعا بايدن إلى الوحدة بين الديمقراطيين والجمهوريين، وأشاد بتعافي الاقتصاد الأمريكي، وتطرق إلى الحرب في أوكرانيا والمنافسة مع الصين.

الرئيس جو بايدن يلقي خطاب حالة الاتحاد

تفاؤل اقتصادي

سعى بايدن للتشديد على المكاسب الاقتصادية التي حققها، مثل انخفاض معدل البطالة والتخفيف من حدة التضخم، وفق ما أفادت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية. لكنه تجنب الإفراط في التفاؤل وأقر بوجود الكثير من العمل لينجزه، في ظل شعور الكثير من الأمريكيين بالتشاؤم بشأن حالة الاقتصاد.

وقال بايدن: “نحن في وضع أفضل من أي دولة أخرى في العالم. لكن علينا فعل المزيد”. وسلط الرئيس الأمريكي الضوء على سياساته، مثل جهود تخفيض أسعار الدواء، والاستثمار في البنية التحتية وتشجيع التصنيع المحلي.

وعلى الرغم من جهود بايدن، يظل الأمريكيون محبطين من إدارته للاقتصاد، حسب الصحيفة الأمريكية. ووجد استطلاع حديث لواشنطن بوست وإيه بي سي أن 58% من الأمريكيين غير راضين عن تعامله مع الاقتصاد.

الوحدة الحزبية

في وقت يشهد انقسامًا حادًا، وجه بايدن دعوة إلى الوحدة بين الحزبين. وقال: “كثيرًا ما يخبرونا أن الديمقراطيين والجمهوريين لا يمكنهم العمل معًا. لكن على مدار العامين الماضيين، أثبتنا أن هذا خطأ”.

ولفت بايدن إلى أنه لا يوجد سبب يمنع تعاون الحزبين في الكونجرس الحالي، قائلًا إن “القتال من أجل القتال لا يوصلنا إلى أي نتيجة”، حسب ما نقلت وكالة الأنباء رويترز.

وأوضح الرئيس الأمريكي أن رؤيته للدولة تتمثل في استعادة روح الأمة وإعادة بناء الطبقة المتوسطة وتوحيد البلاد، وقال “نحن هنا لإتمام المهمة”، العبارة التي ذكرها تكرارًا في خطابه.

بايدن يصافح كيفن مكارثي

مشاحنات مع الجمهوريين

تعرض الرئيس الأمريكي للاستهجان من بعض الجمهوريين عندما انتقد مقترحات خفض تمويل برنامج الضمان الاجتماعي وبرنامج التأمين الصحي (ميديكير). واتهم الجمهوريون بايدن بالكذب، وقال رئيس مجلس النواب الجمهوري، كيفن مكارثي، إن هذه التخفيضات غير مطروحة على الطاولة.

وردًّا على هذا، قال بايدن: “إذا حاول أحد تقليص الضمان الاجتماعي، ولا أحد يحاول ذلك على ما يبدو، سوف أمنعه”، حسب ما نقلت وول ستريت جورنال.

سقف الديون

ناشد بايدن الجمهوريين برفع سقف الديون، البالغ حاليًا 31.4 تريليون دولار، موضحًا أنه يجب رفعه في الأشهر المقبلة لتجنب العجز، وفق رويترز. وكان النواب الجمهوريون طالبوا بخفض الإنفاق الحكومي مقابل التصويت على رفع سقف الديون، لكن البيت الأبيض قال إنه لن يعقد مفاوضات في هذا الشأن.

وقال الرئيس الأمريكي: “يريد بعض أصدقائي الجمهوريين أخذ الاقتصاد رهينة ما لم أوافق على خططهم الاقتصادية”.

خطاب حالة الاتحاد

إصلاح الشرطة

دعا الرئيس بايدن إلى إجراء إصلاحات في الشرطة الأمريكية بعد وفاة الشاب الأسود، تاير نيكولز، الشهر الماضي إثر تعرضه للضرب على يد ضباط شرطة في مدينة ممفيس، بولاية تينيسي. وحسب رويترز، كانت والدة نيكولز ضمن الحضور.

وقال بايدن: “جميعنا نريد الشيء نفسه. أحياء خالية من العنف، وإنفاذ قانون يكسب ثقة المجتمع، وعودة أطفالنا إلى المنزل بسلام”، مضيفًا أن ما حدث لتاير نيكولز في ممفيس يحدث كثيرًا، لكن “علينا أن نقدم أداءً أفضل”.

التوترات مع الصين

تطرق الرئيس الأمريكي في خطابه إلى التوترات المتصاعدة مع الصين، بعد أيام من إسقاط منطاد التجسس الصيني. وقال بايدن إنه ملتزم بالعمل مع الصين حيثما أتاح ذلك “تعزيز المصالح الأمريكية وتحقيق المنفعة للعالم”، مشددًا على أنه يسعى للمنافسة مع الصين، وليس الصراع.

وعلى الرغم من عدم ذكره حادثة المنطاد صراحةً، وجه بايدن تحذيرًا للصين، عندما قال: “مثلما أوضحنا الأسبوع الماضي، إذا هددت الصين سيادتنا، سوف نتحرك لحماية بلادنا، وهو ما فعلناه”، حسب ما نقلت وول ستريت جورنال.

وأضاف الرئيس الأمريكي أن “الجسور تتشكل” بين الشركاء في الباسيفيك والأطلسي، محذرًا من أن “من يراهنون ضد أمريكا يتعلمون كم هم مخطئون”.

دعم أوكرانيا

تحدث بايدن عن الدعم الأمريكي لأوكرانيا، في خطابه الذي حضرته سفيرة أوكرانيا في الولايات المتحدة، أوكسانا ماركاروفا. ووفق ما نقلت رويترز، قال الرئيس الأمريكي: “لقد وحدنا الناتو وبنينا ائتلافًا. لقد وقفنا ضد عدوان (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، ووقفنا مع الشعب الأوكراني”.

وقال بايدن إن السفيرة الأوكرانية لا تمثل بلادها وحسب، بل تمثل شجاعة شعبها. ووجه حديثه إليها قائلًا: “أمريكا موحدة في دعمنا لبلادك. سوف نقف معكم مهما طال الأمر”.

رد الجمهوريين

سارة هاكابي ساندرز

رد الحزب الجمهوري على خطاب الرئيس بايدن من خلال حاكمة ولاية أركنساس، سارة هاكابي ساندرز، التي عملت متحدثة باسم البيت الأبيض في عهد الرئيس السابق، دونالد ترامب. وركز رد الجمهوريين على المخاوف الاقتصادية وبعض القضايا الثقافية المثيرة للجدل، مثل النظرية العرقية النقدية.

وحسب وول ستريت جورنال، ركز رد ساندرز على مهاجمة الرئيس والديمقراطيين. وقالت: “في أمريكا اليسارية المتطرفة، تفرض واشنطن عليك الضرائب وتحرق أموالك التي كسبتها بشق الأنفس، ثم تسحقك أسعار الوقود المرتفعة وأرفف البقالة الفارغة”.

وتطرقت ساندرز، البالغة 40 عامًا وأصغر حاكمة في البلاد، إلى عمر الرئيس بايدن، وقالت: “في عمر الـ80، هو أكبر رئيس في التاريخ الأمريكي”، مضيفةً أنه “حان الوقت لجيل جديد من القيادة الجمهورية”.