خطوة جادة في مكافحة الإرهاب.. برلين تحظر حزب الله اللبناني

محمود رشدي

رؤية – محمود رشدي 

قررت السلطات الألمانية، الخميس، حظر حزب الله اللبناني على أراضيها، مصنفة إياه “منظمة إرهابية”، ونفذت في وقت مبكر من صباح اليوم مداهمات لتوقيف أشخاص يشتبه بانتمائهم للحزب. وكانت ألمانيا في السابق تفرق بين الذراع السياسي للحزب ووحداتها العسكرية التي تقاتل في سوريا.

صنفت ألمانيا حزب الله اللبناني “منظمة إرهابية” وحظرت أنشطته، وشنت حملة أمنية في عدد من المدن ضد أنشطة الحزب ومنظمات ومساجد يعتقد أن لها صلات بالحزب.

حزب الله على قائمة إرهاب ألمانيا

أعلن متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية، اليوم الخميس، (30 نيسان/ أبريل) تأكيد حظر حزب الله اللبناني كـ”منظمة إرهابية” ومنع جميع نشاطاته في البلاد.

وكتب ستيف ألتر، أحد الناطقين باسم وزير الداخلية الألمانية هورست زيهوفر، في تغريدة على تويتر، أن وزير الداخلية “أكد حظر منظمة حزب الله الإرهابية الشيعية في ألمانيا”، وأضاف: “حتى في أوقات الأزمات، سيادة القانون قادرة على اتخاذ الإجراءات”.

وقال زيهوفر لصحيفة “بيلد” الألمانية إن الحركة الموالية لإيران والمنحدرة من لبنان تشكك في حق إسرائيل في الوجود وتدعو علنًا لتدميرها بعنف، وتابع الوزير الاتحادي قائلاً: “”أنشطتها (أنشطة الحركة) التي يعاقب عليها القانون وخططها لشن هجمات تتم على التراب الألماني أيضاً”، وأضاف مؤكداً: “إن ذلك يندرج أيضًا ضمن مسؤوليتنا التاريخية بأن نتصدى لذلك بكل وسائل سيادة القانون. تلك هي المصلحة الوطنية الألمانية”.

وداهمت الشرطة في ساعة مبكرة من، صباح اليوم الخميس، أربعة مساجد ومنظمات في برلين ودورتموند ومونستر وبريمن يعتقد أن لها صلات بحزب الله. وتخضع هذه الأماكن للمراقبة من قبل المكتب الاتحادي لحماية الدستور (المخابرات الداخلية) منذ سنوات.

وتأتي المداهمات في وقت يتجهز فيه أعضاء الحزب في ألمانيا للمشاركة في “يوم القدس” في 16 أيار/ مايو والذي يشهد خروج مظاهرات ضد إسرائيل في عدة دول.

ويعتقد مسؤولون أمنيون أن ما يصل إلى 1050 شخصًا في ألمانيا أعضاء في جناح متطرف بحزب الله. وبحسب مسؤولي أمن، فإنهم لا يشكلون منظمة رسمية في ألمانيا، وإنما يعملون بشكل غير رسمي ويقومون بأنشطة من بينها جمع الأموال، ومن شأن قرار الحظر الذي اتخذته السلطات الألمانية أن يمنع جميع الأنشطة الخاصة بحزب الله في ألمانيا، من بينها أيضًا جمع تبرعات.

ردود الفعل

قال السفير الأمريكي ريتشارد غرينيل إن ” قرار الحكومة الألمانية بالتحرك يعكس عزم الغرب على التصدي للتهديد العالمي الذي يمثله حزب الله”. ودعا الدبلوماسي الأمريكي “كل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ تدابير مشابهة”.

وكانت الولايات المتحدة قد طالبت الحكومة الألمانية بحظر الحزب، وكانت ألمانيا في السابق تفرق بين الذراع السياسية للجماعة وبين وحداتها العسكرية التي تقاتل إلى جانب جيش الرئيس السوري بشار الأسد.

من جهتها، أشادت منظمات يهودية بالخطوة ووصفتها بأنها في غاية الأهمية، وقال ديفيد هاريس رئيس اللجنة اليهودية الأمريكية “هذا قرار مهم من جانب ألمانيا طال انتظاره وجدير بالترحيب”. وأضاف هاريس “نأمل الآن أن تمعن دول أوروبية أخرى النظر في قرار ألمانيا وتتوصل إلى نفس الاستنتاج حول طبيعة حزب الله الحقيقية”.

وكان البرلمان الألماني مرر في كانون أول/ ديسمبر قد طالب الحكومة الاتحادية بفرض حظر شامل على حزب الله والسعي لدى دول الاتحاد الأوروبي الأخرى لاتخاذ إجراءات مماثلة، ويصنف الاتحاد الأوروبي الجناح العسكري للحزب “منظمة إرهابية” منذ عام 2013.

ومنذ سبتمبر عام 2019 شددت الحكومة الألمانية على الحزب ومنحت الادعاء العام الاتحادي تفويض ملاحقة أعضائه جنائيًا، وقد مكّن ذلك الادعاء العام من البدء باتخاذ إجراءات قانونية ضد المشتبه في أنهم أعضاء في الحزب الذي يعتبر منظمة إرهابية أجنبية.

ربما يعجبك أيضا