خلافات بين فنزويلا وجويانا.. والولايات المتحدة تدخل على خط الأزمة

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستنفذ عمليات جوية مشتركة داخل جويانا، على خلفية التوترات المتصاعدة بينها وفنزويلا.

وأعربت بريطانيا والبرازيل عن مخاوفهما بشأن الخلاف الحدودي المتصاعد على منطقة إيسكويبو الغنية بالنفط، بعدما أجرت فنزويلا استفتاءً مثيرًا للجدل لضم المنطقة.

سبب الخلاف

تخضع إيسكويبو لسلطة جويانا منذ أكثر من قرن، لكن فنزويلا تسعى للسيطرة عليها منذ وقت طويل، حسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، الأربعاء 6 ديسمبر.

خريطة لمنطقة إيسكويبو المتنازع عليها

وأدى اكتشاف النفط قبالة ساحل إيسكويبو في 2015 إلى إشعال الخلاف الحالي، وتفاقمت التوترات أكثر في سبتمبر الماضي، عندما أجرت جويانا مزادًا لمنح تراخيص التنقيب عن النفط في تلك المياه.

ثروة نفطية

ترتكز ثروة جويانا بنحو أساسي على إنتاج النفط وصادراته، التي جعلت اقتصادها واحدًا من الأسرع نموًا في السنوات الأخيرة. فيما تحاول فنزويلا الخروج من أزمتها الاقتصادية، التي فاقمتها العقوبات الأمريكية على مبيعات النفط عقب انتخاب الرئيس نيكولاس مادورو في 2018.

وأوضح تقرير لوكالة أنباء رويترز أن إنتاج النفط في إيسكويبو حاليًا يبلغ حوالي 400 ألف برميل في اليوم من النفط والغاز، ومن المتوقع أن يرتفع إلى أكثر من 1 مليون برميل في اليوم بحلول 2027.

تصعيد فنزويلي

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يتحدث للإعلام بعد الاستفتاء

في خطوة تصعيدية، أجرت فنزويلا استفتاءً، يوم الأحد الماضي، على المطالبة بحقوقها في إيسكويبو. ووفق بي بي سي، وافق أكثر من 95% من المصوّتين على إقامة ولاية فنزويلية جديدة في المنطقة. وفي حين أن المشاركة في الاستفتاء كانت ضعيفة، تحظى مطالبة كاراكاس بإيسكويبو بدعم واسع في البلاد.

وبعد الاستفتاء، أمر مادورو شركة النفط الوطنية بإصدار تراخيص استخراج نفط هناك واقترح أن تمرر الجمعية الوطنية مشروع قانون لجعل المنطقة جزءًا من فنزويلا.

تهديد مباشر

في خطاب على منصة فيسبوك، قال رئيس جويانا، عرفان علي، إنه تحدث مع الأمين العام للأمم المتحدة ويطلب من مجلس الأمن النظر في التدخل.

وقال: “هذا تهديد مباشر لوحدة أراضي جويانا، وسيادتها، واستقلالها السياسي”، مضيفًا أن جويانا ستكثف الإجراءات الاحترازية لحماية أراضيها. وحسب بي بي سي، سعى علي لطمأنة المستثمرين، خاصة شركات النفط، بأن أموالهم آمنة.

وأفاد تقرير منفصل لرويترز أن جويانا شككت في شرعية الاستفتاء، ووضعت قواتها المسلحة في حالة تأهب قصوى.

تحرك أمريكي

حسب بيان للسفارة الأمريكية في جورج تاون، عاصمة جويانا، ستجري القيادة الجنوبية الأمريكية، المسؤولة عن التعاون الأمني في أمريكا اللاتينية، عمليات جوية مشتركة مع الجيش الجوياني، الخميس 7 ديسمبر 2023، لتوطيد الشراكة الأمنية بين البلدين وتعزيز الأمن الإقليمي.

وحسب ما أوردت وكالة أنباء رويترز، نقلًا عن وزارة الخارجية الأمريكية، تحدث وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، مع الرئيس الجوياني،  أمس الأربعاء 6 ديسمبر، وأعاد التأكيد على الدعم الأمريكي الراسخ لسيادة جويانا.

قلق دولي

في سياق متصل، قالت وزارة الخارجية البريطانية، على منصات التواصل الاجتماعي، إن الخطوات التي اتخذتها فنزويلا مؤخرًا مثيرة للقلق، و”غير مبررة، ويجب أن تتوقف”.

عضو في الجمعية الوطنية بفنزويلا يحمل خريطة تُظهر إيسكويبو جزءًا من فنزويلا

وفي نيويورك، من المقرر أن يعقد مجلس الأمن جلسة مغلقة، الجمعة 8 ديسمبر، لبحث التوترات المتصاعدة بين الجانبين، وفق الجدول الرسمي المحدث.

تأهب برازيلي

من جهته، أوضح رئيس البرازيل، لولا دا سيلفا، أنه يتابع التطورات بقلق متزايد واقترح أن تتدخل هيئات متعددة الأطراف لإيجاد حل سلمي وأن تستضيف البرازيل المحادثات. وقال: “نحن لا نريد ولا نحتاج إلى حرب في أمريكا الجنوبية”.

وحسب ما نقلت رويترز عن مصدر عسكري رفيع، رصدت الاستخبارات العسكرية البرازيلية تعزيزًا للقوات المسلحة الفنزويلية بالقرب من الحدود مع جويانا.

وقالت البرازيل، أمس الأربعاء، إن جيشها يعزز وجوده على الحدود مع جويانا وفنزويلا عبر نقل المزيد من القوات والعربات المدرعة إلى هناك، وفق بي بي سي.

مناورة سياسية

أشار محللون ومصادر في كاراكاس إلى أن الاستفتاء كان محاولة من مادورو لإظهار القوة وتقييم مستوى الدعم لحكومته قبل انتخابات 2024، ولا يمثل احتمالية حقيقية للقيام بعمل عكسري، وفق رويترز.

واعتقلت حكومة مادورو، يوم الأربعاء، المعارض روبرتو عبدول، بتهمة الخيانة المرتبطة بالاستفتاء، وأشارت إلى إصدار مذكرات اعتقال بحق 3 موظفين في حملة مرشحة المعارضة للرئاسة، ماريا كورينا ماتشادو.