دراسة تكشف عن ارتباط التوتر بتحول الشعر إلى اللون الرمادي

التوتر يحول الشعر إلى اللون الرمادي.. فهل يتمكن العلماء من إرجاعه لطبيعته؟

بسام عباس
الشعر الأبيض

يفقد الشعر صبغته بشكل طبيعي مع تقدم الإنسان ​​في العمر، وغالبًا ما يكون للتوتر نصيبًا في هذا التحول، وهو ما كشفته دراسة أجريت مؤخرًا.

وعادة ما يتحول الشعر إلى اللون الرمادي والأبيض بسبب موت الخلايا الصبغية في بصيلات الشعر، ما يعني نقص صبغة الميلانين، ولكن ظهرت عوامل أخرى تؤثر على إنتاج الميلانين أيضًا.

الضغوط تؤثر على لون الشعر

قال موقع Science Alert، في تقرير نشره، الخميس 7 ديسمبر 2023، إن العلماء ربطوا بين التوتر والشعر الرمادي لدى الفئران، ولكن هذه العلاقة لم تثبت بشكل قاطع لدى البشر، لافتًا إلى أن دراسة أجريت مؤخرًا، شارك فيها 14 متطوعًا، أثبتت أن هذا يحدث بالفعل.

وأضاف أنه بمجرد أن يتعافى الناس من الضغوط، يمكن أن يعود لون الشعر كما كان، وبينما لا تؤكد الدراسة إمكانية عودة لون الشعر الأشيب المرتبط بالعمر، فإن هذه النتائج تفتح أمامنا أبواب المعرفة بشأن العمليات البيولوجية للتقدم في العمر.

وقال الأستاذ المساعد في الطب السلوكي بجامعة كولومبيا، مارتن بيكارد، إن فهم الآليات التي تعيد الشعر الرمادي إلى حالته الصباغية الشابة يمكن أن يقدم أدلة جديدة حول مدى مرونة الشيخوخة البشرية بشكل عام وكيف تتأثر بالإجهاد.

ارتباط التوتر بالشيب

أوضح الموقع أن أعمار المشاركين الأصحاء الـ 14 في هذه الدراسة تتراوح بين 9 و65 عامًا، ولديهم بعض علامات اللون الرمادي أو الأبيض في شعرهم، واستغرق الباحثون عامين ونصف لتوظيفهم، ما يشير إلى أن هذه النتائج لا تنطبق بالضرورة على أجزاء كبيرة من البشر.

ووفقًا للدراسة التي نشرتها مجلة (eLife) استخدم الباحثون تقنية مسح عالية الدقة لتحليل شعر المتطوعين بحثًا عن علامات فقدان الصباغ، بالإضافة إلى الشيب الأكثر وضوحًا، وكشفت عمليات المسح عن اختلافات ضئيلة في اللون، ما يوضح أنه بمجرد بدء فقدان الصباغ، فإنه لا يستمر دائمًا.

وعند مقارنة اختلافات الألوان مع بيانات التوتر التي ملأتها مجموعة المتطوعين، وهي سجلات الأوقات العصيبة وغير العصيبة على مدار الـ 12 شهرًا الماضية، لاحظ الباحثون بعض الارتباط بين دورات التوتر والتحولات في تصبغ الشعر في بعض فحوصات المشاركين.

الشعر الابيض

الشعر الابيض

استعادة اللون السابق

ذكر الموقع أن الباحثين حللوا مئات البروتينات الموجودة داخل الشعر، ووجدوا صلة بين الشعر الأبيض والمزيد من البروتينات المرتبطة بالميتوكوندريا، وهو مؤشر على استخدام الطاقة والإجهاد الأيضي، ما يدعم فكرة أن التوتر يسبب تغيرات في لون الشعر.

وباستخدام نموذج رياضي لتوسيع نتائجهم عبر عدد أكبر من الأشخاص والأعمار، أشار الفريق إلى أن الشعر الرمادي والأبيض يمكنه بالفعل استعادة لونه في بعض الظروف، ورغم تناقضه مع دراسة أخرى أجريت على الفئران، فإن الاختلافات في بيولوجيا بصيلات الشعر بين الفئران والبشر يمكن أن تفسر التناقض.

ربما يعجبك أيضا