“دفني” دفعت حياتها ثمنًا لأكبر سبق صحفي اهتزت له كراسي الحكام

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبد الرحمن

“في كل مكان تجد العثرات أمامك.. الأمر محبط للغاية” بهذه الكلمات ودعت الصحفية القتيلة دفني كاروانا جاليزيا الحياة بعدما لقيت مصرعها، مساء الاثنين الماضي، عندما دُمرت سيارتها بواسطة عبوة ناسفة قوية فجرت السيارة وتناثر حطامها في الجوار.

وقُتلت كاروانا، أو كما يطلق عليها “ويكيليكس مالطا”، بعد شهور من نشرها تحقيق الفساد الضخم المعروف إعلاميا باسم “وثائق بنما”،وكانت تبلغ من العمر 53 عامًا وهي أم لثلاثة أبناء.

وقالت صحيفة “الجارديان” البريطانية: إن الصحفية دافني كاروانا جاليزيا كانت مدونة تجذب قراء يزيد عددهم على إجمالي توزيع الصحف الورقية لمالطا بأكملها، كما وصفتها مجلة “بوليتيكو” الأمريكية بأنها “ويكليكيس قائمة بذاتها”.

وفي نفس اليوم قتلت أيضًا الصحفية المكسيكي سيسيليا مينديز، ولا أحد يعرف لماذا قتلت برصاص في اليوم ذاته, حينما كان متوجهة إلى سيارتها، ولكن المعروف لدى الجميع أن كاروانا وسيسيليا يدفعان ثمن كشفهما للحقائق.

وذكرت الصحيفة أن آخر كشف أفشته جاليزيا في تحقيق أشار بأصابع الاتهام إلى رئيس وزراء مالطا جوزيف موسكات واثنين من أقرب المساعدين له، حيث كشفت الصحفية أن شركات بالخارج على علاقة بالثلاثة رجال يقومون ببيع جوزات سفر مالطية، كما يتلقون دفعات مالية من حكومة أذربيجان.

وأضافت الصحيفة أنه لا يوجد مجموعة أو شخص أعلن مسؤوليته عن الهجوم بعد، من جانبها، دعت رئيسة مالطا ماري لويز كوليرو بريكا إلى الهدوء، وقالت: “في هذه الأوقات، عندما تروع البلاد بحادث وحشي كهذا، أدعو الجميع إلى حساب كلماتهم وعدم إصدار أحكام وإظهار التضامن”.

ونقلت الصحيفة عن تقارير للإعلام المحلي أن جاليزيا تقدمت للشرطة المحلية بتقرير منذ 15 يومًا تقول فيه إنها تتلقى تهديدات بالقتل، ونشرت جاليزيا آخر تدوينة لها، مساء اليوم الإثنين، قبل نحو نصف ساعة من تلقي الشرطة بلاغا بالانفجار.

ونقلت الجارديان عن تقارير للإعلام المحلي أن جاليزيا تقدمت للشرطة المحلية بتقرير منذ 15 يومًا تقول فيه إنها تتلقى تهديدات بالقتل، ونشرت جاليزيا آخر تدوينة لها، مساء الإثنين الماضي، قبل نحو نصف ساعة من تلقي الشرطة بلاغا بالانفجار.

وقالت الشرطة: إنها لم تتعرف على الضحية في البداية، لكن حسب مصادر فإن أحد أبناء جاليزيا سمع الانفجار من داخل المنزل وسارع إلى مكان الحادث.

ولا يعول أفراد أسرة كاروانا بخاصة ابنها ماتيو، على معرفة حقيقة الجاني لأنهم لا يثقون في تحقيقات الشرطة المالطية.

ويقول الصحفي الاستقصائي المصري هشام علام، المشارك أيضًا في سلسلة تحقيقات “وثائق بنما”، عقب وقوع الحادث عبر صفحته على “فيس بوك”، “منذ ساعات تم تفجير سيارة زميلتنا Daphne Caruana Galizia في موطنها مالطا فور خروجها من منزلها ولقيت حتفها على الفور، ودافني هي واحدة من أبرز المحققين الصحفيين خلال السنوات الأخيرة وشاركت معنا في تحقيقات وثائق بنما واهتمت بالكشف عن الفساد الذي يحيط بشركات الأوف شور في موطنها، وهي كذلك ووالدة الصديق ماثيو جاليزيا”.

وأضاف: “خلال الأسابيع الأخيرة كانت دافني تتلقى تهديدات كثيرة من قبل أشخاص نافذين نشرت تقارير حول تورطهم في قضايا فساد وغسل أموال في مالطا”.

وكانت كتابات كاروانا تتسم دائمًا بالجرأة والتميز والأسلوب الأنيق، ولكنها كانت تستخدم كأداة لإثارة غضب الحكام وربما أزعجت أحدًا منهم فقام بقتلها، بحسب صحيفة “الجارديان” البريطانية.

وتعد وثائق بنما أكبر سبق صحفي عالمي شارك فيه مجموعة كبيرة من الصحفيين على مستوى العالم، عبر نشر وثائق سرية تم تسريبها، ويصل عددها إلى 11.5 مليون وثيقة سرية لشركة “موساك” فونسيكا للخدمات القانونية في بنما التي تملك منظومة مصرفية تجعلها ملاذاً ضريبياً مغرياً، كشف تسرب تلك الوثائق وعبر عمل صحفي إستقصائي أن الشركة تقدم خدمات تتعلق بالحسابات الخارجية لرؤوس الدول وشخصيات عامة وسياسية أخرى، بالإضافة إلى أشخاص بارزين في الأعمال والشؤون المالية والرياضية.

ويُزعم أن مكتب موساك فونسيكا ساعد رؤساء دول وشخصيات بارزة أخرى في التهرب الضريبي بإنشاء ملاجئ ضريبية غير قانونية في الأغلب.

ربما يعجبك أيضا