دولة السلطان.. إحصاءات كورونا تدحض شائعات أردوغان

محمود رشدي

رؤية – محمود رشدي

رغم أن فيروس كورونا يقض مضاجع دول العالم بأعداد غير مسبوقة من الإصابات والوفيات، محولًا كثيرًا من المدن العالمية لأخرى خيم عليها السكون، غير مبالٍ لاقتصاد قوي أو نظام صحي متماسك، فالدول تتساقط واحدة تلو الأخرى أمام هذا الوباء العالمي، وتتسابق جميعها لإنتاج لقاح يكبح جماح سلسلة الانهيارات، وهذا السيناريو المأساوي لم يضرب تركيا في الآونة الأخيرة، الأمر الذي جعل أردوغان ونظامه يسارع -كعادته- لطرح ثمة أسباب واهية من قوة القطاع الصحي التركي، والتركيب الجيني الفريد للأتراك.

لم تلبث تلك الأكاذيب الأردوغانية طويلًا على صفحات وسائل الإعلام التركية، فلم تكن الآونة الماضية إلا الهدوء الذي يسبق العاصفة. وبداية من الجمعة (27 مارس) ارتفع منحنى الإصابات في تركيا فجأة محققًا أكثر من 5 آلاف إصابة وقرابة الـ100 وفيات، ما جعل الحكومة التركية تتراجع عن مُسكّناتها الإعلامية، لتحذو حذو الدول الأخرى من الشروع في إجراءات احترازية تتضمن العزل المنزلي، وغلق الحدائق والمنتزهات، والعمل بنصف القوى العاملة.

تباين التصريحات 

أعلنت أنقرة في 10 مارس الجاري أول إصابة بفيروس كورونا المستجد المعروف أيضا باسم “كوفيد 19″، لشخص قالت إنه حمل الإصابة معه من أوروبا. وقال حينها وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة: إن “كورونا ليس أقوى من التدابير التي اتخذناها، وإصابة شخص به لا يمثل خطرًا بالكلية، فقد تم عزله ومن ثم لا يوجد تهديد بالنسبة للمجتمع”.

لكن بعد يومين أطلق الوزير تصريحًا مناقضًا، حث فيه الشعب التركي على الصمود لمدة شهرين، الأمر الذي أثار علامات استفهام حول “الطمأنينة” التي روج لها لفترة طويلة. وانتقلت تركيا من مرحلة “خداع الذات” في فبراير إلى الشعور بوقوع حالة طوارئ وشيكة.
 
على خطى ترامب

أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأربعاء الماضي، أن بلاده ستتغلب على تفشي فيروس كورونا خلال أسبوعين أو 3 أسابيع من خلال الإجراءات الجيدة مع الحد من الأضرار إلى أقل حد ممكن، ويأتي حديث أردوغان بعدما قال ترامب -خلال المؤتمر الصحفي لخلية الأزمة لمواجهة كورونا، مساء الثلاثاء- “سنحاول هزيمة فيروس كورونا بحلول عيد الفصح الشهر القادم”.

وقال أردوغان -في كلمة للشعب التركي نقلها التلفزيون- “لدينا استعدادات لكل سيناريو من خلال كسر سرعة تفشي الفيروس خلال أسبوعين أو ثلاثة سنعبر هذه الفترة بأسرع ما يمكن وبأقل ضرر ممكن”، وأضاف أردوغان أنه يتوقع الصبر والتفهم والدعم من جانب الأتراك لهذه الإجراءات.

وتابع: “الأيام المشرقة تنتظرنا، ما دمنا نلتزم بالتحذيرات ونتوخى الحذر والحيطة، حياة كل مواطن لها نفس القيمة بالنسبة لنا، ولهذا السبب نقول: ‘الزموا منازلكم في تركيا‘”.

إجراءات متأخرة؟

واتخذت تركيا سلسلة من الإجراءات لاحتواء تفشي الفيروس، بما في ذلك الحد من استخدام الأماكن العامة وفرض حظر تجول جزئي على كبار السن، وكذلك إغلاق المدارس والمقاهي والحانات وحظر صلاة الجماعة ووقف المباريات الرياضية والرحلات الجوية.

وفي وقت سابق، الأربعاء، قال وزير التعليم، ضياء سلجوق: إن تركيا ستمدد إغلاق المدارس في البلاد حتى 30 أبريل بسبب تفشي فيروس كورونا، وإن التعليم من المنازل سيستمر خلال تلك الفترة، وأغلقت تركيا المدارس وصممت نظامًا للتعليم من المنازل للطلاب لمواصلة دروسهم بعد التفشي الذي بدأ هناك قبل أسبوعين.

ويبدو أن تركيا تأخرت كثيرًا في إجراء اختبارات فيروس كورونا، فضلًا عن أنها تجري عددًا أقل مما هو مطلوب، كما أن كوريا الجنوبية تجري يوميًّا 20 ألف اختبار لكشف الإصابة بالفيروس، في حين بلغ إجمالي الفحوص في تركيا 20 حتى 18 مارس الجاري.

ربما يعجبك أيضا