إيفانكا ترامب تمثُل للشهادة في “اقتحام الكابيتول”.. ماذا قالت؟

رنا أسامة

دونالد ترامب وصف إدلاء ابنته إيفانكا بشهادتها التي استمرت 8 ساعات أمام لجنة التحقيق في اقتحام الكابيتول بـ"العار والتحرش".


تعاونت عائلة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، مع لجنة مجلس النواب التي تحقق في الهجوم على مبنى الكابيتول يوم 6 يناير 2021.

ولكن ظهور ابنت ترامب الكُبرى وأحد أكبر مُستشاريه، إيفانكا، على وجه الخصوص، أثبت أنه مفيد في تأكيد الشهادات الرئيسة الأخرى بشأن ما كان يحدث حينها داخل البيت الأبيض، بما في ذلك الحالة الذهنية لترامب في ذلك اليوم. وطلبت اللجنة لأول مرة من إيفانكا، المثول أمامها في يناير الفائت.

شهادة خلف الأبواب المغلقة

في مقابلة وُصفت بالحصرية مع شبكة سي إن إن الأمريكية، نشرتها 2 مايو 2022، قدّم رئيس لجنة التحقيق باقتحام الكونجرس، بيني طومسون، أكبر تقرير شامل حتى الآن عن شهادة إيفانكا التي أدلت بها في إبريل الماضي خلف الأبواب المغلقة.

وقال النائب الديمقراطي عن ولاية ميسيسيبي إن لجنة “6 يناير” سألت إيفانكا بشأن ما كانت تفعله في الوقت الذي كان يحدث فيه التمرد بمبنى الكابيتول، وطرحت عليها أسئلة معينة بشأن وعيها بما يفعله والدها، و”أجابت على تلك الأسئلة”.

شهادة إيفانكا وكوشنر أمام لجنة “6 يناير”.. كيف جاءت؟

بحسب سي إن إن، كان تومسون حريصًا على الإشارة إلى عدم إفصاح إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر عن أي “أسرار تجارية”، وأن شهادتهما لم تكن ضد ترامب نفسه. وقال إن الزوجين أيّدا شهادات الآخرين التي انتقدت ترامب وأفادت بأنه كان مترددًا في محاولة إيقاف مثيري الشغب، رُغم مطالبته بذلك.

أضاف “لقد أيّدا نوعًا ما حقيقة أن الرئيس قيل له إن عليه أن يفعل شيئًا لوقف التمرد، كان يجب أن يحدث ذلك علنًا ومباشرة لذلك تمكّنا منهجيًّا، من خلال إفاداتنا ومقابلاتنا مع شهود آخرين، من سد ثغرات كثيرة”.

شهادة أساسية

استمعت اللجنة إلى أدلة من أكثر من شاهد، بما في ذلك مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس مايك بنس السابق، كيث كيلوج، الذي قال إن إيفانكا ترامب كانت في بعض الأحيان برفقة والدها عندما كان يشاهد أعمال الشغب على شاشة التلفزيون في غرفة قبالة المكتب البيضاوي. وتُعد هذه الشهادة أساسية بالنظر إلى وجود فجوة لساعات في اليوميات الرئاسية خلال تلك الفترة.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الشهر الفائت، لم تسعَ إيفانكا للمطالبة بأي امتيازات أو صلاحيات بما في ذلك التعديل الخامس أو الامتياز التنفيذي، تهرّبًا للإجابة على أسئلة كما فعل شهود آخرون. ووفق الأدلة التي جمعتها اللجنة، كانت إيفانكا ضمن مُساعدين لترامب حاولوا إقناعه بوقف أعمال العنف التي أدت لإصابة أكثر من 150 ضابط شرطة.

لماذا تعاون آل ترامب مع لجنة “اقتحام الكابيتول”؟

قال شخص مُقرب من عائلة ترامب لـ”سي إن إن” إن أبناء الرئيس الأمريكي السابق لم يجدوا مُبررًا يدفعهم لرفض التعاون مع لجنة التحقيق في اقتحام الكابيتول، ولم يشعر أيًا منهم بأن المثول أمام اللجنة قد يُعرضهم لخطر، بدلًا من ذلك رأوا أن استدعائهم علامة على أنهم ليسوا في موقف مثير للجدل.

وأشار هذا الشخص الذي لم تُسمه الشبكة الأمريكية، إلى أن كوشنر كان في جولة شرق أوسطية في 6 يناير 2021، واكتشف إصابته بفيروس كورونا المستجد عند عودته، ولم يشارك في التخطيط لمسيرة “أوقفوا السرقة”، أو في التواصل مع الشخصيات التي كانت تقدم المشورة إلى ترامب بشأن طرق إلغاء الانتخابات.

شهادات آل ترامب ومُساعديه.. ما الفرق بينهم؟

في مقابلته مع سي إن إن، تساءل طومسون عن سبب عدم اعتراض ترامب على إدلاء أفراد عائلته بشهاداتهم. قال: “لدينا الآن 4 أفراد محتجزون بسبب اتهامهم بازدراء للكونجرس لأن الرئيس وجههم بعدم الحضور، لكن أبناءه ليسوا كذلك. هذا هو دونالد ترامب الذي نكتشفه؟ أقول لا تذهب للشهادة، لكن عندما يتورط أبنائي أو أصهاري يمكنك الذهاب”.

وذكر طومسون أنه لم يكن على علم بما إذا طلب آل ترامب إذنًا من الرئيس السابق للتحدث إلى اللجنة أو التحدث معه مسبقًا. وأوضح: “أعرف فقط أنه إذا ذهب الأبناء ولم يذهب آخرون، لأنه طلب منهم ألا يذهبوا بناءً على حساباتهم الخاصة، فهذا أمر مريب. أعتقد أنه من المفارقات أن يقول لبعض الناس ألا يأتوا، ويتبعون توجيهاته، ويتعرضون لازدراء للكونجرس، في حين يفعل أبناؤه العكس”.

شهادة إيفانكا ترامب “عار وتحرش”

قال دونالد ترامب لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية في إبريل الماضي، إنه عرض على إيفانكا وكوشنر “امتيازًا” إذا أرادوا ذلك، لكنهما رفضا، كما وصف إدلاء ابنته بشهادتها التي استمرت 8 ساعات بـ”العار والتحرش”.

وفي بيان إلى سي إن إن، زعم المتحدث باسم ترامب، تايلور بودويتش، أن اللجنة “تلاعبت بالأدلة وسرّبت الشهادات انتقائيًّا لنشر أجندتهم السياسية غير النزيهة. ولزيادة الطين بلة، فإن حلفاءها في وسائل الإعلام يتفقون معها، و يرددون أنصاف الحقائق وأحاديث الديمقراطيين على أنها إنجيل”. واحتجز مجلس النواب الأمريكي كبار مستشاري ترامب السابقين، ستيف بانون، ومارك ميدوز، ودان سكافينو، وبيتر نافارو، بتهمة ازدراء الكونجرس لحجبهم معلومات عن اللجنة.

إيفانكا ترامب: مثيرو الشغب “وطنيون”

استنادًا إلى سجلات قُدمت إلى لجنة “6 يناير، قالت الشبكة الأمريكية إنها راجعتها، فإن إيفانكا ترامب وكوشنر كانا جزءًا من سلسلة رسائل نصية جماعية في 5 نوفمبر 2020. وأخبرت ابنة ترامب زملاءها في البيت الأبيض وحملة ترامب: “أنتم جميعًا محاربون حافظوا على الإيمان والقتال”.

وفي يوم 6 يناير 2021، كتبت إيفانكا تغريدة حذفتها لاحقًا، وصفت خلالها مثيري الشغب بأنهم “وطنيون”، لكنها تراجعت تدريجيًّا عن أي دعم علني لمُقتحمي الكابيتول، والادعاءات الكاذبة بتزوير الانتخابات.

دور بطولي

وصف كيث كيلوج، أمام لجنة مجلس النواب، الدور المهم الذي لعبته إيفانكا ترامب في يوم 6 يناير بـ”البطولي”، متذكرًا أنها ذهبت للتحدث مع والدها في البيت الأبيض، “لأن إيفانكا ترامب يمكن أن تكون عنيدة جدًا. أظن أنها عادت في أكثر من مناسبة لمحاولة معرفة ما كان يحدث”.

وتابع كيلوج: “بإمكان إيفانكا تقديم الحقيقة الكاملة لقضية ما. إذا كان ثمة أي مستشار في البيت الأبيض خلال 4 سنوات يمكنه التحدث إلى والدها كأب، فهو إيفانكا، ليس جاريد ولا أنا ولا أحد”، مُشيرًا إلى أنها تأثيرها على ترامب كان أكبر من الموظفين الآخرين لسبب واحد على وجه الخصوص: “لسنا من نفس الدم.”

ربما يعجبك أيضا