الحر يهدد بـ«عالم غير متعلم»..كيف نبني فصولًا دراسيّة مقاومة لتغيّر المناخ؟

هالة عبدالرحمن

تغيّر المناخ يؤثر على نحو متزايد تأثيرًا حقيقيًّا للغاية في فرص الأطفال في التعلم على مستوى العالم.


أثارت التداعيات طويلة المدى على البلدان التي تقع في الخطوط الأمامية لتغير المناخ في جنوب آسيا، القلق على الأطفال المقيمين بتلك المناطق، وتعرضهم لخطر التسرب من التعليم.

وأجبرت موجة الحر الشديدة في الربيع العديد من مدارس ولايات شمال الهند على تغيير ساعات الدراسة، والتحول إلى نظام التعليم عن بعد، وتقديم موعد الإجازات الصيفية السنوية، ما يدق ناقوس الخطر بشأن مستقبل الأطفال بالمدارس في المناطق الأكثر تضررًا من تغيّر المناخ، وفقًا لـ“التايم”.

آثار تغيّر المناخ على طلاب المدارس

ويعد تكييف الهواء نادرًا في المدارس داخل تلك المناطق المهددة بتغيّر المناخ، وكذلك يعيق الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي بسبب الحرارة تشغيل المراوح الكهربائية، وأبلغ المعلمون في مدينة جورجاون القريبة من دلهي عن حالات إغماء بين الطلاب في أثناء اليوم الدراسي.

ومع وصول موجات الحر الشديد على نحو منتظم قبل أسابيع من بدء الصيف رسميًّا، وبعد عامين من إغلاق كوفيد 19 الذي عطّل بشدة تعليم الأطفال، يقول بعض المعلمين في الهند إن البلاد بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لجعل مدارسها قادرة على التكيّف مع تغيّر المناخ، وفقًا لـ”التايم”.

education

التأثيرات المناخية تجعل المدارس غير آمنة

وفي استطلاع أجرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) عام 2020 استهدف 25 ألف طالب في 8 دول بجنوب آسيا، قال 78% من المستطلعين إن تغيّر المناخ أثر في تعليمهم، وقال 5% إن التأثيرات المناخية جعلت مدارسهم غير آمنة، و19% إن رحلاتهم إلى المدرسة تأثرت، وقال 25% إن الحرارة أو الفيضانات جعلتهم غير قادرين على التركيز، أو أجبرتهم على ترك الدراسة.

وأوضح الاستطلاع أن الحرارة ليست الجاني الوحيد، ففي 2017 اضطرت فيتنام إلى إغلاق أكثر من 325 مدرسة في 4 مقاطعات لمدة 9 أيام بعد إعصار، وفي 2015 أغلق إعصار في الفلبين 803 مدارس لمدة أسبوعين. وكذلك فإن شمال الكرة الأرضية ليس محصّنًا، وفي الولايات المتحدة حضر طالب من بين كل 5 طلاب تقريبًا في المناطق التي عانت من الكوارث الطبيعية بين عامي 2017 و 2019.

كيف نصنع فصولًا دراسية مقاومة لتغير المناخ؟

واتهم مدرس الرياضيات في البنجاب بشمال غرب الهند، وممثل اتحاد المعلمين، جورباتشان سينغ، الدولة باللجوء إلى “طرق مختصرة سهلة” عبر إغلاق المدارس، مضيفًا “يجب على الحكومة إعطاء الأولوية لعقد الفصول الدراسية العادية، وتزويد المدارس بإمدادات الطاقة والبنية التحتية المناسبتين للطقس بدلًا من إغلاقها”.

ولم تعد الهند البلد الوحيد الذي يشكل فيه تغيّر المناخ تحديًا للمدارس، ويقول مدير التعليم في (يونيسف)، روبرت جينكينز، في تصريحات نقلتها “التايم” إن تغيّر المناخ يؤثر على نحو متزايد تأثيرًا حقيقيًّا للغاية في فرص الأطفال في التعلم على مستوى العالم، مضيفًا “نحن في قطاع التعليم نستيقظ بعد فوات الأوان لمواجهة هذا التحدي”.

نصائح العلماء لفصول دراسية آمنة للأطفال

واقترح بعض العلماء بعض الخطوات للحفاظ على تعليم الأطفال، نشرتها (يونيسيف)، ومنها احتياج العديد من المدارس عاجلًا إلى تحسينات واسعة النطاق للبنية التحتية، مثل زيادة الوصول إلى مياه الشرب والصرف الصحي التي لا تزال تفتقرها أجزاء كبيرة من المناطق الريفية حول العالم، إضافة إلى تصميم المدارس المبنية حديثًا بحيث تكون مقاومة للمناخ، ومعتمدة على ركائز متينة إذا كانت في مناطق معرضة للفيضانات، ومع بنية خاصة بالمناخ للتخفيف من مخاطر الحرارة.

وأوضحت المنظمة الأممية في تقرير لها أن إنشاء منصة إلكترونية أمر مهم لمشاركة المعلومات بشأن احتياطات السلامة في أثناء الكوارث المناخية، ويمكن المدارس من أن يكون لها تأثير إيجابي حقًا خلال تلك الأوقات، لأن الأطفال يمكنهم إشراك والديهم ومجتمعاتهم بأفضل طريقة للتعامل مع تغيّر المناخ.

ربما يعجبك أيضا