طرد رئيس الموساد من الكونجو.. شبهات انقلابية وتعتيم إسرائيلي

علاء بريك

سافر يوسي كوهين إلى الكونجو 3 مرات خلال العام 2019 لكن وأنه في الزيارة الثالثة تم طرده بأمر مباشر من الرئيس، فيليكس تشيسكيدي


في العام 2019، أعلن جمهورية الكونغو الديمقراطية طرد رئيس الموساد السابق، يوسي كوهين، من أراضيها عقب زيارات مشبوهة.

لم تظهر آنذاك معلومات كافية عن القصة، لكنها ظلت مثار أسئلة كثيرة، فما الأمر الجلل الذي يستدعي سفر رئيس جهاز الموساد بشخصه إلى دولة أجنبية؟ وما علاقته برجل الأعمال، دان جِرتلِر؟ وما علاقة كل هذا بالرئيس الكونجولي السابق؟

ما قصة دان جِرتلِر؟

دان جرتلر رجل أعمال إسرائيلي ومن كبار المستثمرين في قطاع التنقيب عن المعادن الثمينة في جمهورية الكونجو الديمقراطية، وجمع ثروة طائلة رغم أنه لم يتجاوز 50 عامًا بعد، وفقًا لتقرير نشرته شبكة بي بي سي. وتواطأ جِرتلِر مع الرئيس الكونجولي السابق، جوزيف كابيلا، ودفع له رشاوى طائلة جاوزت عشرات الملايين من الدولارات.

وبعد توسعه في الكونجو ثارت الأسئلة بشأن طبيعة عمله وقانونيته، وأجرت مؤسسة “Africa Progress Panel” بحثًا بشأن القضية انتهت فيه إلى أنّ الكونجو خسرت أكثر من مليار دولار بفعل عقودها مع جِرتلِر. وعلى إثر هذا، فرضت وزارة الخزانة في عهد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، عقوبات على جِرتلِر وجمّدت أرصدته المصرفية في 2017.

ولكن بفعل جهود ووساطات لمسؤولين إسرائيليين، بينهم رئيس الموساد السابق، يوسي كوهين، رفعت إدارة ترامب العقوبات عن جِرتلِر دون إعلان ذلك، وبعد انكشاف الأمر أعادت إدارة الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، فرضها.

ماذا فعل يوسي كوهين؟

حتى 2021، كان كوهين يشغل منصب رئيس الموساد الإسرائيلي، وفي الأحوال العادية عند سفر كبار الشخصيات إلى دول أجنبية يجب على هذه الشخصية إخطار البلد الأجنبي بالزيارة ومخططها، لكن في حالة كوهين والكونجو الديمقراطية لم تجرِ الأمور على هذا النحو.

وسافر كوهين إلى الكونجو 3 مرات خلال العام 2019، حسب ما كتبت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، وفي الزيارات الثلاث كان وصوله مفاجِئًا للسلطات العليا في البلد، لأنَّه لم ينسِّق قبلها، وعلاوة على ذلك كان يصاحبه الملياردير الإسرائيلي، دان جِرتلِر.

ما الشبهات؟

بحسب هآرتس، تدور الشبهات بشأن علاقة جِرتلِر مع كوهين وعلاقة الاثنين مع الرئيس الكونجولي السابق، الصديق المقرب من رجل الأعمال الإسرائيلي. ومن وجهة نظر السلطات الكونجولية، فإنَّ زيارة رئيس جهاز استخبارات دولة أجنبية دون سابق إخطار يعني أن شيئًا ما يحدث.

وتعززت مخاوف السلطات الكونجولية من أن زيارة كوهين لكابيلا عدة مرات تخفي وراءها أهدافًا انقلابية، وزادت أكثر مع تزامن حادث تحطم طائرة رئاسية كانت تقل سائق الرئيس وبعض من فريقه، حين كان كوهين في زيارة مفاجئة للبلاد. وأما الرواية الأخرى، فتتحدث عن مصالح أمنية تتعلق بإسرائيل، لكنَّها ضعيفة ولا تجد أي سند لها ضمن الحلقة الأمنية الإسرائيلية نفسها.

ما الموقف الإسرائيلي؟

بعد انتشار خبر طرد رئيس الموساد في وسائل الإعلام، لم تهتم سلطات الاحتلال إلا بصورتها العامة أمام الرأي العام الغربي، ولذا حرصت على عدم نشر أي تفاصيل بشأن القصة باستثناء ما تسرب منها إلى بعض الوسائل الإعلامية.

وصرح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي لهآرتس قائلًا “أي فعلٍ قد أتاه يوسي كوهين، إنْ كان هناك أي فعل، فقد نفذه في إطار مهامه الوظيفية كرئيس للموساد، وبتصريحٍ من الجهات المختصة”.

ربما يعجبك أيضا