قبل المجاعة.. العالم «يتوسل» روسيا لفتح الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود

أحمد ليثي

لا يمكن لأوكرانيا إنهاء الحصار على موانيها عبر استهداف السفن الحربية الروسية، حينها سيكون لا يزال بإمكان موسكو فرض حصار على الموانيها الجنوبية على البحر الأسود


حذر رئيس برنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي، من أن استمرار إغلاق موانئ أوكرانيا على البحر الأسود يعرّض الملايين للموت جوعًا، مطالبًا روسيا بفك الحصار عنها.

بحسب تقرير يورو نيوز، المنشور 20 مايو 2022، اشترطت وزارة الخارجية الروسية مراجعة العقوبات المفروضة على موسكو للنظر إعادة فتح الموانئ الأوكرانية، في حين حذرت منظمات دولية من أزمة نقص غذاء عالمية نتيجة الحصار الروسي.

لماذا يمثل إغلاق الموانئ مشكلة؟

بحسب التقرير، تعد روسيا، إلى جانب أوكرانيا، من أكبر منتجي الحبوب الغذائية في العالم، لكن حصار موسكو موانئ البحر الأسود يعني أن صادرات الحبوب عالقة في الميناء، وقال بيزلي إنه دون فك الحصار، فإن التهديد للأمن الغذائي العالمي الذي تشكله الحرب المستمرة سيؤدي إلى مجاعة، وزعزعة استقرار الدول.

وفي مناقشة بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم 19 مايو الحالي، حث زعماء العالم على اتخاذ إجراءات فورية لمساعدة 276 مليون شخص حول العالم قد يواجهون شبح المجاعة، في حين قال نائب وزير الخارجية الروسي، أندريه رودينكو، لوكالة أنباء انترفاكس، إن هذا هو أثر العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على روسيا.

2BBGLMRSKRPZ3OQFES6ZO5NCEA

مساعدات غذائية نتيجة إغلاق الموانئ

تقول يورو نيوز إن البنك الدولي أعلن مساعدات بقيمة 12 مليار دولار على مدار 15 شهرًا مقبلة، سيذهب معظمها إلى دول في إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، لكنها نقلت عن مدير قطاع الممارسات العالمية للزراعة والغذاء، مارتين فان نيوكوب، قوله إن “من المتوقع أن تزداد هذه الأزمة سوءًا خصوصًا على الأسر الفقيرة.”

وتابع نيوكوب: “هذه الأزمة قد تكون أسوأ من أزمة أسعار الغذاء التي حدثت بين عامي 2007 و2008، فطبقًا لمؤشراتنا، مستويات انعدام الأمن الغذائي عالية جدًا، ومن جانبنا، سنستخدم الدعم لحماية الأسر الفقيرة عبر توسيع نطاق شبكات الأمان الاجتماعي.”

كيف تحل مشكلة الحبوب الغذائية؟

بحسب التقرير نفسه، أعلن برنامج الغذاء العالمي مساعدة المزارعين على الاستعداد لموسم الزراعة المقبل، ومحاولة فتح الموانئ الأوكرانية للتأكد من تجنب قيود التصدير، وحتى تبقى تجارة المواد الغذائية والأغذية مفتوحة لتجنب ارتفاع الأسعار، خصوصًا في ظل تضاعف عدد من يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد نتيجة جائحة كورونا، الذين تجاوزا 276 مليونًا، وفقًا للأمم المتحدة.

ومن جهته، أشار البنك الدولي إلى تخصيص أكثر من 30 مليار دولار لإنفاقها على مكافحة انعدام الأمن الغذائي على مدار الأشهر الخمسة عشر المقبلة، وقال رئيس البنك، ديفيد مالباس: “إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية له آثار مدمرة على أشد الناس فقرًا وضعفًا، لكن سيكون من الضروري أن تدلي الدول ببيانات واضحة بشأن الزيادات المستقبلية في الإنتاج ردًا على الحرب في أوكرانيا “.

خخخ 1

كيف يمكن لأوكرانيا فك الحصار عن الحبوب الغذائية؟

وفقًا لتقرير المجلس الأطلسي المنشور في 18 مايو 2022، لا يمكن لأوكرانيا إنهاء الحصار من خلال استهداف السفن الحربية الروسية، حينها، سيكون لا يزال بإمكان روسيا فرض حصار على الموانئ الأوكرانية الجنوبية على البحر الأسود عبر التهديد باستهداف السفن التجارية بالطيران والصواريخ.

ووفقًا للتقرير، يعد الحل الوحيد القابل للتطبيق هو إنشاء منطقة بحرية محمية يفرضها المجتمع الدولي، حتى يمكن الاعتماد على قدرات الناتو التي قد تكون من بين أكثر الخيارات التي تذكر  على نحو متكرر، أو إنشاء ممر ملاحة إنساني بتأمين من الناتو عن طريق دوريات سفن وطائرات لضمان سلامة الشحن التجاري، وإذا ثبت صعوبة ذلك، يمكن إنشاء تحالف دولي لهذا الغرض.

في البحر الأسود.. لمن الغلبة؟

تجاهلت أوكرانيا تقليديًّا مسألة الأمن البحري، بعد اندلاع الأعمال العدائية بجزيرة القرم مع روسيا في العام 2014، في حين ركزت إنفاقها العسكري على نحو كبير على تحسين القوات البرية للبلاد. ومع ذلك، لا يمكن المبالغة في أهمية البحر الأسود باعتباره بوابة للصادرات الأوكرانية إلى العالم الخارجي، لكن البوابة أُغلقت منذ فبراير 2022.

في الوقت نفسه، تتمتع روسيا بتفوق بحري شبه كامل في شمال البحر الأسود، رغم تمكن أوكرانيا من تحقيق العديد من الانتصارات البحرية خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، منها غرق سفينة أسطول البحر الأسود الروسية، موسكفا، التي أصيبت بصواريخ نبتون الأوكرانية التي أطلقت من بطارية ساحلية، وألحقت أوكرانيا أضرارًا وأغرقت سفنًا روسية في المياه المحيطة.

ننن

ما سرّ جزيرة الثعبان؟

بحسب تقرير المجلس الاطلسي، يعكس الصراع الكبير على جزيرة الثعبان الدور الحيوي الذي تلعبه في معركة السيطرة على منطقة البحر الأسود، ما أدى لاندلاع معركة شرسة بين السفن الحربية الروسية، والحامية الأوكرانية التي تحمي الجزيرة، لأن كييف تدرك جيدًا أن موسكو ستستخدم الجزيرة كقاعدة لأنظمة الصواريخ إذا أحكمت السيطرة عليها.

وقبل اندلاع الأعمال العدائية، زودت الولايات المتحدة أوكرانيا بعدد من السفن، في حين أدرجت بريطانيا أنظمة الصواريخ البحرية في حزم مساعداتها العسكرية لأوكرانيا، لكن هذه الأنظمة لم تصل بعد. وفي الوقت نفسه، لم تسفر عملية الشراء المخطط لها لسفينة حربية “كورفيت” من تركيا لمصلحة أوكرانيا عن نتائج قبل بدء الحرب.

ربما يعجبك أيضا