رئيس السنغال الجديد «متزوج اثنتين».. من ستكون السيدة الأولى؟

إسراء عبدالمطلب

قضى فاي 11 شهرًا في سجن "كاب مانوال" بالعاصمة السنغالية داكار.


ركز مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي على أول تحديات تواجه الرئيس السنغالي الجديد، وهي تحديد من ستكون السيدة الأولى في البلاد، بعد فوز باسيرو ديوماي فاي بالانتخابات، والذي يجمع بين زوجتين.

وينتمي الرئيس السنغالي الجديد، البالغ من العمر 44 عامًا، إلى مدينة أمبور الواقعة في غرب البلاد. كما كان من بين أصغر المرشحين في الانتخابات، حيث بلغ عددهم 19 مرشحًا.

من هي السيدة الأولى؟

باسيرو ديوماي فاي هو أول رئيس سنغالي يدخل القصر برفقة زوجتين، على الرغم من انتشار تعدد الزوجات في السنغال إلى درجة تمنح الرجل جاهة اجتماعية واسعة في تقاليد البلد الإفريقي. وهذا الأمر أثار جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين من يرون في ذلك سخرية ومن يعتبرونه إنجازًا ثانويًا لبسيرو فاي بعد فوزه في الانتخابات.

وتصاعدت التساؤلات حول من ستكون السيدة الأولى في السنغال برفقة رئيسها المنتخب، مما دفع البعض إلى التعبير عن دعمهم لهذا الإنجاز بينما عبر آخرون عن تعجبهم من هذه الوضعية غير التقليدية. ورغم الجدل، إلا أن فاي حقق فوزًا ساحقًا في الانتخابات بنسبة تجاوزت 50% من أصوات الناخبين، ما دفع منافسه الرئيس إلى الاعتراف بالهزيمة.

من هو رئيس السنغال الجديد؟

لم يسبق لـ فاي أن تولى منصبًا وطنيًّا منتخبًا، وسيصبح خامس رئيس للسنغال للبلد الواقع في غرب أفريقيا ويبلغ عدد سكانه 18 مليون نسمة، ودرس فاي القانون وتخرج من المدرسة الوطنية للإدارة في السنغال عام 2004، أصبح مفتش ضرائب وانضم إلى حزب سونكو الذي صعد فيه بشكل سريع ليصبح شخصية بارزة، وأصبح أمينه العام عام 2021.

وقضى فاي 11 شهرًا في سجن “كاب مانوال” بالعاصمة السنغالية داكار، حيث زج به في السجن في أبريل الماضي بتهمة ازدراء المحكمة وإهانة القضاء، لينضم لقيادات حزبه “باستيف”، الذي تم حظره بعد ذلك بشهرين فقط. وخرج من السجن إثر عفو عام أصدره الرئيس ماكي سال في سياق محاولة تهدئة المشهد السياسي بالتزامن مع انتهاء ولايته، رفقه زعيم حزبه عثمان سونكو وقيادات أخرى.

زلزال سياسي

ينتمي فاي إلى منطقة أمبور (غرب السنغال)، وتحديدًا لقرية ندياجانياو الزراعية، حيث عاش جزءً من طفولته ومراهقته، قبل أن يحصل على الثانوية العامة سنة 2000، بعدها انضم لجامعة الشيخ آنتا جوب (كبرى الجامعات السنغالية) التي نال منها شهادة الماجستير في القانون في 2004.

بعدها التحق بالمدرسة الوطنية للإدارة وتخرج منها بعد 3 سنوات ليصبح موظفًا في إدارة الضرائب والعقار لمدة عامين، وهناك تعرف على صديقه عثمان سونكو، وفي عام 2014، شارك رفقة صديقه في تأسيس حزب باستيف.

وتولى فاي الأمانة العامة للحزب، وملف السنغاليين في الخارج، ومكنت جولاته المتعددة في أوروبا بشكل خاص من حشد التأييد والدعم السياسي والمالي للحزب الذي استطاع في فترة وجيزة أن يستحوذ على نصيب الأسد من دعم الجماهير الشبابية في بلاده. الذي طمأن شركاء بلاده بأنّها ستظلّ “الحليف الآمن والموثوق به” في أول خطاب له، مسجّلًا فوزًا تاريخيًّا من الدورة الأولى جاء بمثابة زلزال سياسي.

الشباب والفقراء

ركز فاي في حملته على فئات الشباب والفقراء، بدعوتهم للتغيير وإبعاد “الفاسدين” من الطبقة السياسية و”المحتكرين” من رجال المال والأعمال. وتصدرت قضايا محاربة الفساد وإعادة التفاوض على العقود التي أبرمتها الحكومة الحالية مع شركات الطاقة والتعدين وصيد الأسماك.

وحقق هذا الخطاب تجاوبًا واسعًا لدى الناخبين، رغم الاتهامات التي وُجهت له بنهج أسلوب شعبوي لكسب أصوات الناخبين. وفي أول خطاب متلفز له إثر انتخابه تعهد فاي بنهج حكم رشيد وقال: “أنا ملتزم بالحكم بتواضع وشفافية وبمحاربة الفساد على المستويات كافة”.

ربما يعجبك أيضا