رئيس وزراء سنغافورة: منطقة الهندوباسيفيك قد تذهب إلى حرب «غير ضرورية»

علاء بريك

حذّر رئيس الوزراء المقبل في سنغافورة، لورنس وونج، من خطر جر العالم إلى حرب غير محسوبة العواقب في ظل تصاعد التوترات بين الصين والولايات المتحدة.. فهل الحرب خيار مطروح؟


حذر رئيس الوزراء المقبل في سنغافورة، لورنس وونج، من “حرب لا تحمد عواقبها” بعد زيادة التوترات الجيوسياسية في منطقة الهندوباسيفيك.

وفي مقابلة مع شبكة “بلومبرج“، نشرت بوم الثلاثاء 16 أغسطس 2022، أوضح وونج أن الصراع بين الصين والولايات المتحدة ينعكس على الدول الصغرى في المنطقة، وقد يجر المنطقة إلى حرب هي بغنى عنها ويمكن تجنبها.

وونج يحذّر

وحذّر رئيس الوزراء المقبل في سنغافورة من خطر جر العالم إلى حرب غير محسوبة العواقب على خلفية تصاعد التوترات بين الصين والولايات المتحدة بشأن تايوان، وقال إن مسار العلاقات بين البلدين مقلق جدًا.

وأعرب وونج عن أمله في أن يتلافى البلدان مسار التصعيد والإبقاء على قنوات التواصل لتجنب حدوث الأسوأ أو مزيد من التدهور. ولكنه أشار إلى أن الخطر يظل قائمًا بسبب بعض الحوادث أو الحسابات الخاطئة من الطرفين على غرار ما حدث في عام 2001 حين ارتطمت طائرة صينية مع طائرة استطلاع تابعة للبحرية الأمريكية قبالة جزيرة هانيان.

مواقف سنغافورة

على الرغم من تأييدها للوجود الأمريكي في آسيا وسماحها للقوات الأمريكية باستخدام مرافقها العسكرية، فإن سنغافورة من بين أكثر الدول الداعية إلى تجنب الصدام بين القوتين العظميين. وفي المقابلة، دعا وونج الولايات المتحدة إلى مزيد من الانخراط التجاري مع دول جنوب شرق آسيا.

وفي ما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية، فرضت سنغافورة بعض العقوبات على موسكو وشركاتها، وقالت وزارة خارجيتها في بيان: “لا يمكننا قبول انتهاك الحكومة الروسية سيادة ووحدة أراضي دولة أخرى ذات سيادة. بالنسبة لدولة صغيرة مثل سنغافورة، هذا ليس مبدأ نظري، ولكنه سابقة خطيرة”.

كيسنجر يحذر أيضًا

حذر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، هنري كيسنجر، إلى أن واشنطن تقف على شفا حرب مع موسكو وبكين. وقال في مقابلة مع “وول ستريت جورنال”: “نحن على وشك الدخول في حرب مع روسيا والصين بشأن قضايا نحن مسؤولون جزئيًّا عن ظهورها، دون أن يكون لدينا أي فكرة عن كيفية إنهائها، أو ما الذي ستؤدي إليه”.

وأفاد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق بأن “كل ما يمكن فعله ليس تصعيد التوتر، ومن ثم خلق خيارات، إنما من البداية يجب أن يكون لدينا هدف من وراء هذا التصعيد”. وفي ما يتعلق بأوكرانيا رأى أن أفضل دور يمكنها فعله أن تكون فنلندا ثانية، أي بلد غير عضو في الناتو لكنه يعامل كعضو.

لا وقت للأزمات

قبل 4 أيام على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، إلى تايوان، أجرى الرئيسان الصيني شي جين بينج، والأمريكي جو بايدن، اتصالًا هاتفيًّا، قال فيه الأول إنه لا وقت للأزمات ولا نية عند بكين لدخول حرب ما، لكنه في الآن ذاته شدد على الموقف المبدئي لبكين من تايبيه، حسبما ذكر السفير الصيني في واشنطن، ليو بينجيو، لـ”وول ستريت جورنال“.

من جانبها، لا تريد الولايات المتحدة التصعيد، وفي إشارة ظهرت مؤخرًا وافقت وزارة التجارة على جل طلبات تصدير السلع التكنولوجية إلى الصين بمعدل 94% أو ما يعادل ألفين و652 طلبًا تقدمت بها الشركات الأمريكية، ما يزيد على معدل عام 2021 البالغ 88%، على الرغم من انتقادات خبراء بأن هذه السلع قد تعزز القوة العسكرية الصينية.

الورقة البيضاء

تصدر الصين كل فترة تقريرًا تسميه “ورقة بيضاء” يكون بمثابة إعلان عالمي لموقف بكين من القضايا العالمية ذات الصلة. وحملت هذه المرة عنوان “مسألة تايوان وإعادة توحيد الصين في العصر الجديد”، وجاء فيها أن تايوان تنتمي إلى الصين منذ العصور القديمة، وأن “وضع تايوان كجزء من الأراضي الصينية لم يتغير ولن يُسمح بتغييره”.

واستشهدت بكين في الوثيقة بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 2758، الذي يلخص “مبدأ الصين الواحدة”، وقالت: “نحن صين واحدة وتايوان جزء من الصين. هذه حقيقة لا جدال فيها، يدعمها التاريخ والقانون. وأي محاولة لتشويه هذه الحقائق ومعارضة مبدأ الصين الواحدة أو إنكاره ستنتهي بالفشل”، وذلك في إشارة واضحة إلى أن الصين تريد ضم تايوان إلى نظام حكمها.

التدخل الخارجي

يعد التدخل الخارجي عقبة بارزة أمام إعادة توحيد الصين، وفق الوثيقة، التي اتهمت بعض القوى في أمريكا بالسعي لتقويض البلاد والضغط عليها عبر تايوان. وتقول: “هذه القوى الخارجية تستخدم تايوان كبيدق لتقويض تقدم الصين، وشجعت الأفعال الاستفزازية للقوى الانفصالية أيضًا، ما نتج عنه تصعيد في التوترات بالمضيق، وتقويض للسلام والاستقرار في منطقة آسيا-الباسيفيك”.

في سياق متصل، أعلنت الولايات المتحدة أن سفنها الحربية ستواصل العبور من مضيق تايوان، وتنفيذ عمليات حرية الملاحة في الباسيفيك، رغم التدريبات التي أجرتها الصين مؤخرًا بالذخيرة الحية، بحسب ما أورد موقع المعهد البحري الأمريكي، في 8 أغسطس 2022.

ربما يعجبك أيضا