راشد الغنوشي في صراعه مع الرئيس التونسي.. أنا ومن بعدي الطوفان

كريم بن صالح

رؤية – كريم بن صالح

تونس – يسعى رئيس حركة النهضة الإسلامية التونسية ورئيس البرلمان المجمد راشد الغنوشي لتحويل الصراع السياسي بين منظومة الرئيس ومنظومة الإسلام السياسي إلى صراع شخصي مع الرئيس قيس سعيد.

ولوحظ في الآونة الأخيرة تصعيد الأذرع الإعلامية لحركة النهضة مهاجمة شخص الرئيس بل وحتى ترويج بعض الشائعات حول وضعه الصحي والنفسي.

كما مثل قرار راشد الغنوشي قبل أيام عقد جلسة افتراضية مع رؤساء الكتل النيابية الموالية لحزبه بذريعة الاحتفال بالذكرى الثامنة لختم دستور 2014 نوعا من التحدي للرئيس ولإجراءاته الاستثنائية التي اتخذها في 25 يوليو الماضية وخاصة فيما يتعلق بتجميد البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه.

وشهدت تلك الجلسة حملة انتقادات وتهجم على شخص الرئيس التونسي محملين اياه مسؤولية الأزمة في تونس بينما تعلم اغلب القوى السياسية في البلاد ان حكم الإخوان وسياسات زعيمه راشد الغنوشي أوصلت البلاد إلى طريق مسدود فرضت الرئيس اعتماد الفصل 80 من الدستور لمواجهة الخطر الداهم على كيان الدولة التونسية.

ويبدو أن خطط راشد الغنوشي والمحيطين به لإرباك الرئيس قيس سعيد تاتي بطريقة عكسية وهو ما تثبته استطلاعات الرأي الأخيرة حول تصاعد شعبية الرئيس مقابل مزيد من تدهور الثقة في الغنوشي الذي بات أكثر شخصية مكروهة في البلاد.

وفي هذا الصدد يقول النائب عن التيار الديمقراطي نبيل حاجي إن الغنوشي يوغل في توظيف مجلس النواب لمصالحه ومعاركه الشخصية ولم يفهم أنه سبب فشل الأحلام التي أتت بها الثورة ولم يفهم أن شعبية قيس سعيد تكبر كلما أطل هو بوجهه الوقح.

وفعلا حقق الرئيس التونسي تأييدا كبيرا من العديد من القوى السياسية بعد ظهور راشد الغنوشي وهو يدير جلسة برلمانية أجمعت اغلب الكتل على أنها غير شرعية بل وطالبت قيادات حزبية الرئيس بمعاقبة رئيس البرلمان المجمد قانونيا على اختراق الإجراءات الاستثنائية.

الغنوشي تاريخ من التقلب والخطاب المزدوج

لكن العارفين بشخصية راشد الغنوشي وتحالفاته خلال السنوات الماضية يعلم ان الرجل لا يفكر الا في مصالحه الشخصية ومصالح حزبه الضيقة.

فالغنوشي تحالف مع الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي وحزبه المؤتمر من اجل الجمهورية ثم تنكر له ليتحالف مع رئيس نداء تونس الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي بعد ان وصفه مرارا باسوا الأوصاف بل صل به الأمر إلى نعته بأنه اخطر من السلفيين الجهاديين.

وتنكر الغنوشي لتحالفاته وتوافقاته مع الباجي قائد السبسي بعد ذلذ حيث انقلب عليه مؤيدا رئيس الحكومة الأسبق يوسف الشاهد الذي دخل في صراع مع الرئيس الراحل.

وقبل انتخابات 2019 وجه راشد الغنوشي انتقادات لرئيس حزب قلب تونس والمرشح الرئاسي السابق نبيل القروي متهما إياه بالفساد ليدخل معه في تحالف في حكومة هشام المشيشي التي أطاح بها الرئيس الحالي قيس سعيد.

وبالتالي فانه من المفهوم أن لا يحظى الغنوشي بثقة الشعب نظرا لمواقفه المتقلبة وازدواج الخطاب ناهيك عن ثقة طبقة كبيرة من اقيادات الوطنية التي اكتوت بسياسات راشد الغنوشي.

ودفعت الدولة التونسية اثمانا باهظة من مقدرات شعبيها نتيجة المواقف العبثية للغنوشي والقوى السياسية المرتبطة به لكن الرئيس قيس سعيد يحاول الإصلاح وانهاء منظومة خربت كل المجالات الاقتصادية والمالية ودفع الآلاف من الخبرات الى مغادرة البلاد.

ويحظى الرئيس التونسي في هذه المعركة بتأييد غير مسبوق لم يحظى به رؤساء سابقون وهو ما يمنحه فرصة تاريخية لتغيير الوضع.

ربما يعجبك أيضا