“راعٍ سوداني ورحالة سعودي وتيس” قصة وفاء وكرم بدوي

ياسمين قطب

رؤية – ياسمين قطب 

وثق رحالة سعودي موقفا مع راعي أغنام سوداني بسيط ينبئ عن كرم أهل السودان وشهامة البدو، عندما وقف الرحالة بسيارته وطلب من الراعي شراء “تيس” من أغنامه، فطلب الراعي والذي يدعى “آدم” 500 جنيه سوداني “30 ريالا سعوديا” وعندما علم  أن المشتري سعودي الجنسية نادى على مساعده وأحضر “تيسا” كما طلب الرحالة ووضعه في السيارة بعفوية ورفض قبول اي مال مقابله، وقال إنه بمثابة هدية بسيطة للضيف.

وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الفيديو بعدما نشره الرحالة على حسابه في “إنستجرام” وتفاجأ صاحب الفيديو بالانتشار الكبير الذي حصل عليه الفيديو.

وكشف الرحالة السعودي مصور مقطع الفيديو -والذي فضل عدم ذكر اسمه- وفقًا لصحيفة “عكاظ” أنه فوجئ مثل الآخرين بانتشار المقطع؛ لأنه لم يروج له في أي موقع، رغم أنه رحالة ولديه العديد من الحسابات على الشبكة العنكبوتية. وأوضح أن المقطع حديث جداً، وعفوي جداً، إذ إنه عاد من السودان إلى مسقط رأسه، قبل أسبوعين فقط، مبيناً أنه يوثق رحلاته السفاري كالعادة التي طاف فيها بالكثير من الدول العربية والإسلامية “شرقي آسيا” ولا ينشر منها شيئاً.

وقال: “من محبتي لهذا الشخص وتصرفه العفوي، ولهؤلاء السودانيين، أحببت أن أشارك أهلي هذا المقطع، فأرسلته لهم، ويبدو أن أحدهم أراد ترويجه تأكيداً لاعتزازه بالسودانيين، ومحبته لهم”.

وأوضح أنه لم يفاجأ بتصرف الراعي رغم فقره وعوزه وحياته القاسية في منطقة نائية صحراوية، إلا أنه أثبت أصالة السودانيين ومحبتهم للسعوديين، وقال: “والله رأيت منهم كل حب للسعودية أرضاً وقيادةً وشعباً، لديهم تقدير خاص لكل السعوديين، بل أستطيع القول: إن محبة السعوديين تجري في عروقهم”.

وأضاف: “رغم قناعتي بصفات السودانيين من بشاشة وصدق وأمانة وكرم مطلق إلا أنني سعدت بردة فعل الراعي، وإن كان متوقعاً، لأنني دائماً أجد من السودانيين البشاشة والصدق والأمانة والكرم”، لافتاً إلى أنه عندما وصل السودان وهي ليست المرة الأولى، لم يشعر بغربة مطلقاً، بل كان في راحة نفسية، وشعر أنه في وطنه.

وبعد انتشار المقطع وتحدث الجميع عن شهامة “آدم” السوداني، أعلن رجل أعمال سعودي تبرعه بمنزل في السودان للراعي السوداني، إضافة إلى تغطية نفقات الحج له ولأسرته، وأوضح الرحالة أنه يستطيع توصيل رجل الأعمال للراعي، مبيناً أن هذه المبادرة تنم عن المحبة المتبادلة بين الشعبين الشقيقين.

ربما يعجبك أيضا